اسم الكاتب : رياض سعد
لقد اكتشف حتى الآن عشرات المقابر الجماعية في العراق , وهناك أدلة دامغة تشير إلى أن العراقيين المدنيين المدفونين في هذه المقابر قتلوا بعد تعذيبهم ، بل إن بعضهم دُفنوا أحياء والبعض الآخر كان مكبّل الأيدي ومعصوب العينين , كما ضمت تلك المقابر جثامين للأطفال والرضع والنساء وكبار السن …!!
ففي عام 1991 اقترفوا جرائمهم المروعة، فدفنوا قرابة ثلاثمئة الف ثائر وحر وممتعض وبريء وهم احياء في مقابر جماعية، وسجنوا قرابة المليون عراقي في مطامير وسجون مظلمة – حسب بعض الاحصائيات والتقارير – ، وهجروا مئات الآلاف من العوائل الى شتات المنافي، او لمعسكرات الاحتجاز الرهيبة لا سيما في صحراء رفحاء، تلك الرمال الموحشة التي ابتلعت زهرة اعمار شباب بعمر الورود ، نجوا من المقابر الجماعية ، فوقعوا في اسر اقفاص الوهابية الساخنة، فيما يلومهم اليوم نفر منكوس عجيب على تمردهم ضد سلطة صدام وجبروته وطغيانه واجرامه ، ويسأل بكل وقاحة، لماذا بقوا احياءً ليحكوا هول ما جرى؟!
نعم فجريمة هؤلاء الكبرى هي انهم نجوا من المجزرة، وكان الاجدر بهم ان يكونوا ضمن ضحايا المقابر الجماعية ليضيع الشاهد الأخير على جريمة العصر التي اقترفها البعث المنكوس واذنابه من ابناء الفئة الهجينة ….
وحدهم العراقيون – وقتذاك – لا يجدون منطقة آمنة يعيشون فيها على تراب بلدهم ، فيما تحظى كل الشخصيات الاجرامية والقبائل (اللملوم) الهمجية والعوائل الهجينة ذات الجذور الأجنبية – وغير العراقية – بحرية حكم العراق و شعبنا الاصيل بقوة العنف والترهيب والسلاح , أو قتله وتهجير أبنائه وسرقة ثرواته وتدمير حاضره ومستقبله.
العراقيون – وقتذاك – كان المفروض عليهم مراجعة حساباتهم , لانهم وضعوا وقتذاك أمام تحدٍ لا خيار أمامهم لمواجهته، وهو تحرير أنفسهم من وهم نصرة الآخرين لهم ، كل الآخرين، اذ لم تنفعهم شعارات : ( النجدة النجدة يا ايران ) ولا مطالبة الاشقاء العرب بذلك بل كان لهؤلاء الاعراب يد فيما حدث – فالانتفاضة عام 1991 كادت قاب قوسين من الانتصار واسقاط طغمة العفالقة لولا التدخل السعودي في الضغط على واشنطن في تغيير موقفها والسماح للنظام بسحق المنتفضين كونهم من الشيعة – , بل ولم تخلصهم الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية ايضا ؛ فقد رأت القوات الامريكية جرائم النظام واجهزته القمعية ضد الشعب ولم تحرك ساكنا بل سمحت للنظام آنذاك باستخدام المروحيات للقضاء على الثورة الشعبية والانتفاضة الجماهيرية ؛ مخافة التمدد الايراني في العراق كما يدعون … .
والعراقيون لم ينسوا أبداً أن انظمة الفئة الهجينة , ولاسيما نظام صدام أجهز بالقتل والاعتقال على كل قوى المجتمع العراقي الحية ونخبه وأخضع الشعب بالعنف وقضى على كل آماله بالخلاص منه بعد تمكنه من القضاء على مقاومة الشيوعيين والاكراد والحركات الاسلامية الشيعية واحرار الاغلبية العراقية وباقي مكونات الامة العراقية الاصيلة في عقود الستينيات والسبعينيات و الثمانينات من القرن الماضي.
وقد نقل السجين حيدر عبد الامير العيداني – من اهالي البصرة – هذه القصة المروعة : فقد كان طالب في الصف الثاني متوسط – عمره 13 عام فقط وقتذاك – وقد جاءت قوة مدججة بالسلاح لاعتقال هذا الصبي الاعزل من مدرسته ..!!
بتهمة كتابة شعار ضد النظام في المدرسة ولا يعرف من كتبه ؛ وهذه التهمة كانت اشبه بالمسرحية السياسية الخبيثة التي تحدث في مناطق الاغلبية العراقية , واني اجزم ومن خلال القرائن انها خدعة من حيل الفئة الهجينة للإيقاع بأكبر عدد من الضحايا العراقيين الاصلاء …
ساقوه الى دهاليز الامن في البصرة وهناك ذاق مختلف صنوف التعذيب الرهيبة على الرغم من صغر سنه وطراوة جسمه … , وفي احدى المرات جاء الزبانية الى المعتقل وكان السجن مزدحما بالمعتقلين ومن مختلف الاعمار , اذ كانت الزنازين مليئة بأحرار العراق , وكان المعتقل يحتوي على 24 زنانة وكل زنانة يوجد بها حوالي 30 الى 40 معتقل تقريبا … , فبدأوا بتفريغ الزنزانات من المعتقلين ولم يتبقى الا القليل منهم في المعتقل , اذ بقى في كل زنزانة شخص او اثنين فقط … , وربطوا كل عشرة – او اكثر – معتقلين بحبل طويل … , ونقلوهم بالسيارات وهم معصوبو الاعين وحفاة … , ومن ثم ترجلوا ومشوا على حر رمال الصحراء وهم على هذه الحالة .., ويستطرد السجين قائلا : ان احدهم وضع يده على كتفي وهو يضحك ويقهقه ؛ وقال : ( هذا شنو يابه , شكد عمروه , جيبو يمي – لأنه كان صغير السن كما مر عليكم – ) , و وقف مع المجرم عدي السافل بن المجرم صدام , وامرهم عدي بنزع العصابة من عينيه … , وشاهد السجين حيدر عبد الامير العيداني بأم عينيه , قوافل السجناء الابرياء من اهالي البصرة – وكان عددهم 700 سجين او اكثر تقريبا – وهم يقفون على طرف حفر كبيرة وعميقة – وهم معصوبو الاعين وحفاة ومقيدون بتلك الحبال التي تربطهم سوية – ؛ ويأتي ( الشفل ) يضربهم بطرف ( الكيله ) فيسقطون في الحفرة كلهم .. , ومن ثم يرمى فوقهم الحجر والرمل … ومن ثم تسوى الارض بواسطة المكائن الثقيلة ( الحادلات ) …وهكذا استمرت العملية حتى تم القضاء عليهم كلهم ودفنوا احياء ؛ كما فعل الطغاة من قبل بأصحاب الاخدود … , وقد اشرف على هذه الجريمة مجموعة من مسؤولي البعث المجرم والفئة الهجينة ومنهم المجرم طه الجزراوي , والمجرم اللواء مهدي الدليمي الذي اعترض على المجرم عدي عندما أمرهم بترك الصبي الصغير السجين حيدر .. , وقال له : انه من عائلة عميلة – يقصد عائلة شيعية بصرية عراقية اصيلة – … .
وبما ان الفئة الهجينة تكره كلما يمت للعراق بصلة ؛ هاجر المجرم مهدي صالح الدليمي – مدير امن الرصافة والبصرة الذي قام بالقتل الجماعي للشيعة ولديه اخبار تفصيلية عن المقابر الجماعية في البصرة- بعد سقوط صنم الارهاب والاجرام عام 2003 الى اليمن لقتال الحوثيين الشيعة و مواصلة مسيرته الارهابية والدموية من خلال رفد وهابية وساسة اليمن بخبراته في التعذيب والتحري … ؛ و تم قتل هذا الوزغ المسخ الدليمي على يد انصار الله الحوثيين في اليمن … ؛ وقد رثاه المنكوسون بما يلي : (( وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون … انتقل الى رحمة الله تعالى في اليمن / محافظة ذمار … اللواء مهدي صالح مجيد الدليمي ( ابو هبة ) … خريج الدورة 25 كلية الشرطة …سبق ان اشتغل في عدة مواقع منها مدير امن الكرخ ومدير امن محافظة البصرة … وهو من الضباط المشهود لهم الخلق الحميد والكفاءة المهنية ))
والذي ادهشني بهذا التأبين المنكوس عبارة : ( الخلق الحميد ..!!) ؛ وسأذكر لكم موقفا واحدا من جرائم المجرم الطائفي المريض مهدي الدليمي تكشف لنا عن حقيقة الخلق الحميد الذي يتصف به كما يتصف به باقي ابناء الفئة الهجينة من المجرمين والارهابيين ؛ فقد ذكر السجين حيدر العيداني في مذكراته هذه الحادثة : اذ كان حيدر معتقلا في غرفة التحقيق والتعذيب وجاؤا بمعتقل بصري متهما بانتمائه لاحدي الحركات الاسلامية وعذبوه بكافة صنوف العذاب الا انه لم يعترف ؛عندها قال المسخ مهدي الدليمي للزبانية : هل هو متزوج , قالوا له : نعم …, فأمرهم المجرم مهدي الدليمي بإحضار الزوجة فورا … , وعندما احضروها ورضيعها معها وحققوا معها امام زوجها المعتقل … لم تعترف وهو زاد صلابة … مما جعل المسخ الدليمي يستشيط غضبا .. عندها امر الزبانية باغتصاب الزوجة المتدينة ومن ثم تعذيبها بشدة وقوة ؛ فأغمي عليها …فأدار المجرم وجهه الى المعتقل الصامد فقال له اعترف , ولم يعترف …, فما كان من المجرم الا ان أمسك بقدم الرضيع الصغيرة وضرب به عرض الجدار – بقوة- فتهشمت جمجمته بحيث تناثر شيئا من مخه وراسه على جسم السجين حيدر … واما الزوجة فقد فارقت الحياة من هول الصدمة وشدة التعذيب …!!
وكما قلنا مرارا وتكرارا ان للفئة الهجينة هدف واحد – القضاء على الاغلبية العراقية – وادوار متعددة ومتغيرة حسب الظروف والمستجدات ؛ فعلت داعش – اللقيطة غير الشرعية للفئة الهجينة – كما فعل مجرمو البعث وزبانية التكارتة والعوجة , اذ طالما أمر المجرمون الإرهابيون الضحايا العراقيين المختطفين – من قبل الدواعش – و اجبروهم على حفر مقابر جماعية او قبور فردية ومن ثم يدفعون بالضحايا الى تلك الحفر والقبور العشوائية وردمها بالتراب والحجر … !! .
وهؤلاء الغرباء والدخلاء واللقطاء اسوتهم و قدوتهم في هذا الاجرام والارهاب ؛ المجرم اللقيط – عدو العراقيين – الحاكم الاموي الغريب الغاشم زياد بن ابيه ؛ فقد أمر هذا اللقيط بدفن عبد الرحمن بن حسان الكوفي العراقي حيا لمحبته للإمام علي – فدفنه حيا بقس الناطف – [موضع قريب من الكوفة على الشاطئ الفرات](تاريخ دمشق ج: 34/ ص:301 ) – 0