اسم الكاتب : رياض سعد
ما زلتُ أذكر جيداً ذلك اليوم الأسود الذي اختمرت فيه برأسي فكرة إغراء جارتي وأخت صديقي أشواق , وخداعها عن عفافها , والتغرير بها ..
وضعتها تحت المراقبة لمدة شهرين متعاقبين , بالرغم من قلة خروجها من الدار, وعلمت انها تصعد الى السطح بين الفينة والأخرى حتى تنشر الغسيل ..
فلازمت السطح متربصا مجيء الفريسة ..
كانت السماء صافية والهواء عليل , والربيع ينشر رائحته الآخذة في الآفاق ..
صعدت الى سطح الدار كعادتها ,كي تنشر الغسيل , نورها يضاهي نور الشمس حيث الوجه الأبيض المستدير , والخال الأسود تحت الحنك , والعينين الواسعتين الخضراوين , والخصر الرفيع , والقوام الرشيق , والطول الجميل , والنهدين البارزين , والخلفية المغرية .. فضلا عن بهاء البراءة والعفة ..
محمود : كيف حالك يا أشواق ؟
ارتبكت , وتصبب العرق من جبينها الوضاء , وأطرقت نحو الأرض ..
أشواق : الحمد لله .
أكملت نشر الغسيل كالبرق الخاطف , وهرولت مسرعة الى الدار , وبقى محمود مسمرا في مكانه ..
محمود : لكن سوف أستمر , أيُ صنف من النساء هذه , يمكنني أن أنتظر, وأحاول مرة أخرى ..
حلق ذقنه , وصفف شعره , ولبس ثيابا جديدة , وصعد الى السطح في انتظار أشواق ..
صعدت أشواق كعادتها , وتلاقت عيونهما , و تورد خداها , وأبرقت عيناها , وكانت أشواق في شعرها الطويل وثيابها الجذابة ؛ تملأ العين روعة و جمالاً , وقد بدا عليها كأنها نشوى و فرحة بذلك اليوم المشرق الجميل , بعد طول احتجابها في غرف الدار ..
محمود : كيف حالك أشواق ؟
أشواق : بخير , وأنت كيف حالك ؟
محمود : الحمد لله .
تبادل الحديث معها حول المواضيع الدينية , لأنه يعلم سلفا بأنها ملتزمة , حتى تطمئن له ..
و توطدت العلاقة بينهما بمرور الأيام , اذ استطاع محمود بطرقه الملتوية الشيطانية من الإيقاع بها , واللعب بمشاعرها ..
محمود : أنت زوجة المستقبل .
أشواق : ان شاء الله .
وراحت أشواق تتخيل بيت الزوجية , وكيف تستطيع خدمة محمود وتربية أطفالهما , والسهر على شؤون البيت ..
أبرقت أسارير وجهها حين شاهدت محمود يأتي لها ومعه هدية , وتهللت بشُراً حين رأت روعة الهدية , وتلك ميزة اختصت بها القلوب الساذجة الغضة …
محمود : أشواق الى متى تبقين بعيدة عني ؟
أشواق : كيف يا محمود , ألست بقربك , اين البعد ؟
محمود : لا أقصد ذلك ؟
أشواق : أذن , ماذا تقصد ؟
محمود : ان تجلسي في حضني , كي أشعر بحنانك و حبك .. ؟
أشواق : ما علاقة الحنان بكل هذا , وهذا التصرف حرام , ومنافي للأخلاق , ألتستحي ؟!
محمود : وعلام كل هذا الانزعاج ؟
تركها تبكي وحدها , ولم يعرها اهتماما , ونزل ..
مرت الأيام وأشواق تستعر النيران في فؤادها الحنون , وتبكي لأجل محمود , وتعتقد بأنها جرحته وآذته !!
اما محمود فهو كالحجارة بل اشد قسوة , ومستمر في مخططه الخبيث للسطو على عفافها ..
ومهما يكن من شيء .. قضى محمود من اشواق وطره , وفرغ فيها شهوته , وهتك عفافها ,وأفتض براءتها .. فمحمود يعشق دور الصياد ,فهو لا يريد جنسا سهلا … انه لا يريد الجنس الا بعد المطاردة و خطط الاصطياد الخبيثة والتي تلعب فيها جاذبيته و وسامته الدور الأكبر ؛ عندها يكون للجنس لذته المتوحشة , ولتملك الأنثى بدائيته المغرية ..
أصبح جسد أشواق لا يثير شبقه الجنسي , ولا شهوة الصياد التي بداخله , ينظر اليها باشمئزاز بل واحتقار؛ لكثرة ما مارس معها من أوضاع جنسية فاضحة وماجنة ..
هرب منها , وصارت تقاسي المر وتجرع الحنظل , وذاقت الأمرين , توسلت بلا جدوى , بكت بلا فائدة , استحلفته بالرجولة وحق الجورة .. الا ان ندائها ذهب أدراج الرياح ..
نزعت جميع القيم لما رأتهُ من هذا الوحش الآدمي , محمود حررها من أسر القيم الا انه أوقعها في قيود الدعارة والاستهتار..
مارست الجنس الفاضح والحب الكاذب الرخيص مع زيد ابن الجيران!!
ثم مع مهند الجار الآخر !
ثم مع كريم الجار الرابع ..
وهكذا استمرت الاسطوانة المعتادة التي تحدث بسبب تجربة حب صادقة من طرف واحد فقط ..
أصبحت سيرتها على كل لسان , وصارت حديث الساعة , حتى علم أهلها بوضعها , فقرروا قتلها , وقاموا بتقطيع أعضائها بالحراب الحادة القاسية , ثم رموها في البالوعة !!
عندها تألم محمود وعلا صوت الضمير بداخله , وانتفض وجدانه – بعد ان سبق السيف العذل – , صارخا : أنا العاهر , أنا العاهر , أنا العاهر …, وليست هي العاهرة ..