نوفمبر 14, 2024
images (1)

اسم الكاتب : طالب عباس العسكري

((الشعائر الحسينية بين : التهذيب والتشويه ))

في بداية شهر محرم دائمآ مانلاحظ استحداث شعيرة جديده مبتدعه من بعض المحسوبين على التشيع تارة قاصدين منها تشوية المذهب سواء كان ذلك عن علم ام عن غير علم ، وتارة اخرى قاصدين منها الشهرة لمصلحة شخصية على حساب المذهب عامة او الحسين خاصة .

حيث اصبحت مصاديق الشعائر اليوم يعينها كل من هب ودب وبقى هكذا الباب مفتوحآ على مصراعيه للمغرضين والمتصيدين بالماء العكر مع كل الاسف وبدأت تنتشر هذه الشعائر الفاسده كثيرآ في الاونة الاخيرة بسبب سكوت بعض المراجع عن تهذيب الشعائر الحسينية وتشخيص مصاديقها بالقول أن قضية الامام الحسين خط احمر ولايجوز التدخل ابدآ في الصغيرة والكبيرة من الشعائر ولا اعلم من اين جاء هذا الكلام ! ، وهل قال الامام الحسين دع الجهلة يشوهون قضيتي وثورتي واهدافي التي خرجت من اجلها وما عليكم الا السكوت فقط !. ، كما ان هذا السكوت أن استمر طويلآ فسوف تكون هذه الشعائر جزءآ مكون من الشعائر الحسينية ، فمثلآ بعد عشرين سنه قد يصل الامر الى قطع اليد او قتل الاباء لطفالهم الرضع اقتداءآ بما جرى في معركة الطف ؛ لان بعض العوام لايفرق بين الإقتداء والتأسي . فكانت نتيجة هذا السكوت ظهور بعض الشعائر المبتدعه مثل شعيرة التطين ، وشعيرة النبح كلاب رقية ، وشعيرة التبزيز ، وشعيرة التكزيز ، وغيرها من الشعائر التي شوهت المذهب كثيرآ اكثر مما نفعته.

وما زاد الطين بله هناك بعض الخطباء قد يعطي مشروعية الى بعض هذه الشعائر الفاسده من على منبر الحسين !، وكانه مرجع وهو من يعين مصاديق الشعائر ،لذلك يرى بعض العوام مشروعية شعيرتهم ؛ لان شيخ فلان الذي لايعرف اصله وفصله قد يراها مشروعه جهلآ منهم بأن دوره يكون ارشادي توعوي فقط وليس الافتاء بمثل هذه الامور .

اذآ كل شعيرة يجب أن تخضع الى ضوابط او أن تتوفر فيها ثلاثة شروط اساسية :
اولآ : أن لا تنافي الموازين الشرعيه التي قام من اجلها الامام الحسين ؛ لان الحسين قام من اجل شريعة جده وليس لنقضها .

ثانيآ : ان لاتناقض الاهداف التي قتل من اجلها الامام الحسين عليه السلام ؛ لان الامام الحسين لايريد منك أن تشوه قضيته بشعائر مبتدعه لتنفر الناس عن دينه ، بل يريد منك اعلاء راية الاسلام ، ونشر مبادءه ومظلوميته ليعلم العالم من هو الحسين ابن علي عليهم السلام .

ثالثآ : أن يتم تعين مصاديق كل شعيرة من قبل المراجع العارفين بزمانهم ومكانهم فقط هل هذه شعيرة ام لا ، وليس من قبل زيد او عمر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *