اسم الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري
تبرز كلما اقتربنا من شهر المحرم، سجالات ونقاشات، حول قضية الشعائر الحسينية، وبالأخص شعيرة التطبير.
منشأ هذا النقاش، يأتي تارة من مصادر معادية لمذهب أهل البيت عليهم السلام، وتارة يأتي ممن ينتسبون لهذا المذهب المبارك.
الشريعة الإسلامية، بُنِيَت فيها الأحكام على الإباحة، مالم يوجد نص يحرم ويخصص تلك الإباحة.
الشعائر الحسينية جزء من الدين، وبالإمكان إرجاعها للموارد الفقهية، وكلا حسب مرجعيته في التقليد، وله إن يعمل برأي مرجعه، الذي يعتقد بأعلميته وعدالته وورعه.
لا تحتاج قضية الشعائر هكذا خصومة، ونزاع، فكما قلنا على المكلف أن يرجع لمرجعه الذي يقلده، وليس عليه أن يجبر غيره على إتباع رأيه.
المشكلة في دعاة إعادة النظر بالشعائر، إنهم تمادوا شيئا فشيئا في الإستبداد بآراءهم، وكذلك تمادوا في توسيع دائرة محاربتهم للشعائر، لتشمل أغلب المراسيم العزائية كالبكاء واللطم وضرب السلاسل.
العنوان الذي إختاره المنادون “بإصلاح” الشعائر، هو “تهذيب الشعائر” وهنا العجب العجاب والسؤال المهم، وهو متى كانت شعائر العزاء غير مهذبة، ليأتي من لا حريجة له في الدين ليهذبها؟!
الشعائر الحسينية هي أصل التهذيب، وهي من علمتنا الخلق الرفيع، وهي من جعلتنا نعرف إنسانيتنا، وعلمتنا الإرتباط بأهل البيت عليهم السلام، الشعائر الحسينية هي من أبرز المصاديق، الدالة على مواساة ال البيت صلوات ربي عليهم، وكذلك من ابرز مصاديق إحياء أمرهم، لتشملنا الرحمة، التي دعا بها صادق ال البيت عليه السلام، حينما قال “رحم الله من أحيا أمرنا”.
معادوا الشعائر وللاسف!، أغلبهم من طبقات العوام، وليس لهم حظ من العلم، ولكنهم يزجون أنفسهم، في أمر هو من إختصاص العلماء، الإمناء على المذهب.
أمر مهم لا بد أن نشير له، إن من يتهمون الشعائر، ويدعون “لتهذيبها”، لن ينتهوا إذا تحقق لهم مايريدون، فمثلا اليوم لو تم لهم، وإلغيت شعيرة التطبير، فحتما سيعودون مرة أخرى، لمحاربة شعيرة أخرى، وما الهدف من ذلك، إلا لإطفاء نور الله، المتمثل بالإمام الحسين عليه السلام، ولكن هيهات هيهات لما يتمنون، لإن الأمر مرتبط بالله، والله يأبى إلا أن يتم نوره.