المصدر: الميادين نت
الرئيس الروسي يؤكد أنّ “النظام العالمي القديم ذهب بلا عودة”، مشدداً على أنّ “العالم الناشئ متعدد الأقطاب، وينبغي ألا تكون هناك دول وشعوب خاسرة”.
حذّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من “عدم ضمان ألا يستخدم الغرب الأسلحة النووية”، مؤكداً أنّ لدى الغرب “إيمان أعمى بإفلاته من العقاب”، و”جشعاً جيوسياسياً غير مسبوق، بعد الحرب الباردة”.
وفي حديثه خلال فعاليات منتدى “فالداي” بنسخته الـ21، الخميس، هنّأ بوتين دونالد ترامب بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة، مبدياً “استعداد موسكو لإجراء اتصالات، والعمل مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأميركي”.
كذلك، أكد بوتين أنّ بلاده “أوقفت أكثر من مرة أولئك الذين كانوا يسعون للهيمنة على العالم، وستستمر في ذلك”، وأنّها “لم تبادر باستخدام القوة، لكنها ستلجأ إليها حتماً، إن اقتضت الضرورة”.
وتابع بأنّ “لحظة الحقيقة قادمة، والنظام العالمي القديم ذهب بلا عودة”، مضيفاً أنّ “الليبرالية الغربية أدّت إلى التعصب والعدوان الشديدين”.
كما شدّد بوتين على أنّ الغرب الجماعي “حاول فصل موسكو عن النظامين العالميين الاقتصادي والسياسي”، مبيّناً أنّ العقوبات الغربية ضدّ بلاده “لم يكن لها أي تأثير، لأنّ العالم بحاجة إلى روسيا”.
وأكد أنّ محاولات استخدام الاقتصاد كسلاح “تضرب أولاً لأشخاص والدول الأكثر ضعفاً”، مشدداً على أنّ “العالم الناشئ متعدد الأقطاب، وينبغي ألا تكون هناك دول وشعوب خاسرة، وألا يشعر أحد بالحرمان والإهانة”.
وإذ أشار إلى “الوصول إلى نقطة خطيرة، حيث باتت الديمقراطية تُفسّر على أنّها حكم الأقلية لا الأغلبية”، فإنّه حذّر من أنّ “التغييرات في الأعوام الـ20 المقبلة لن تكون أقل صعوبةً، إن لم تكن أكثر صعوبةً، وذلك إذا ما تم النظر إلى العقدين السابقين، وتقييم حجم التغييرات، وتوقّع ما سيحدث في الأعوام اللاحقة”.
إلى جانب ذلك، تابع الرئيس الروسي بأنّ “الصراع من أجل تشكيل عالم جديد بدأ”، موضحاً أنّه “ليس صراعاً على السلطة، بل إنّه صراع المبادئ التي ستبنى عليها العلاقات بين الدول والشعوب في المرحلة التاريخية المقبلة”، ومعتبراً أنّ الدعوات لهزيمة روسيا “تكشف النزعة المغامرة والمتطرفة لبعض السياسيين”.
“لا هيمنة في البيئة الدولية الجديدة”
في السياق نفسه، أوضح بوتين أنّ روسيا “لا ترى في الحضارة الغربية عدواً لها، ولا تطرح مسألة نحن أو هم”، مضيفاً أنّ “الصراعات الحادة تؤدي إلى تعقيد التنمية العالمية، لكنها لا تمزّقها، والعالم يتغيّر بشكل لا رجعة فيه”.
وأكد أيضاً أنّ روسيا “لا تريد تعليم أحد أو فرض وجهة نظرها على العالم”، مشدداً على أنّه “لا يمكن الحديث عن أي هيمنة في البيئة الدولية الجديدة”.
وأضاف أنّ “تيار السياسة العالمية يعاكس تطلعات الغرب”، مذكّراً بأنّه “تم النظر إلى محاولة إعادة بناء العالم في القرن الماضي، على أنّها انتصار لهم (أي الغرب) واستسلام لروسيا”.