اسم الكاتب : رياض الفرطوسي
مع اقتراب موعد الانتخابات، ترتفع أصوات الأحزاب وتزداد حملاتها ضجيجاً، إلا أن هذا الاهتمام المتزايد لا يبدو موجهاً نحو تحسين حياة المواطنين أو تنمية الوطن.
بل، تشعر الغالبية بأن الأحزاب تتصارع للفوز بمكاسب السلطة ومنافعها، في مشهد يبدو كمعركة على الغنائم، حيث يُعتبر الوطن وكأنه حصة مملوكة لهذا الحزب أو ذاك .
هذه الأحزاب ترى العراق كملكية خاصة، يحق لها التصرف فيه كما تشاء، دون اعتبار لمعنى الوطن ككيان مشترك يجمع جميع أبناءه. بدلاً من أن تخدم الأحزاب الشعب وتضع مصلحة العراق فوق أي اعتبار، فإنها تسيطر على الحكم وكأنها مالكة له،
متجاهلة أن الوطن هو للجميع، وليس حكراً على فئة دون أخرى . التجربة العراقية مع الأحزاب السياسية لم تكن مشجعة منذ تأسيس الدولة. على مر العقود، قادت السياسات الحزبية البلاد إلى الحروب، وأسهمت في نشوب النزاعات، وعانت الدولة من الفساد وهدر المال العام. بل إن النتيجة كانت كارثية؛ خراب في البنية التحتية،
تفشي الفقر، وضعف الخدمات الأساسية، وانعدام الأمن في جوانب الحياة اليومية .
من المسؤول عن هذا الواقع؟ الأحزاب، بطبيعة الحال، هي الفاعل الرئيس في رسم مسار السياسات وإدارة الشأن العام.
ومع ذلك، تبدو بعيدة عن تحقيق تطلعات الناس وتلبية احتياجاتهم. فالتصريحات والوعود التي تُطلق في مواسم الانتخابات سرعان ما تتبخر بعد الحصول على السلطة، ليعود الفساد والسرقات والاهتمام بالمصالح الخاصة إلى الواجهة، وكأنها دورة مستمرة من الإهمال وتجاهل قضايا الشعب .
لكن، متى تصبح الأحزاب تنظر إلى العراق بوصفه وطناً للجميع؟ هذا التساؤل يتجدد مع كل انتخابات، ويظل جوابه ضائعاً وسط الصراعات على السلطة.
إن الشعب يتطلع إلى قيادات سياسية ترى العراق ليس كعقار أو غنيمة، بل كبيت يحتضن الجميع، وهو ما يتطلب تغييراً جذرياً في فكر الأحزاب ونهجها ..