وكالات
أثار فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بالرئاسة الأمريكية، تساؤلات عن مصير الاتفاق المبرم مع العراق، بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي، نهاية العام المقبل.
وفي ولايته الأولى، عارض ترامب مسألة الانسحاب من العراق، بهدف “التمكن من مراقبة إيران” المجاورة.
وقال ترامب آنذاك: إن “القادة العراقيين لا يطلبون انسحاب القوات الأمريكية في المحادثات الخاصة” مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة، أنشأت واحدة من أكبر السفارات في العالم، وأنها أنفقت مليارات الدولارات عليها، وعلى العراق دفع كل تلك التكاليف”.
وبعد مفاوضات طويلة، امتدت لأكثر من عامين، أعلنت الحكومة العراقية في أيلول/ سبتمر الماضي، التوصل لخطة انسحاب قوات التحالف بحلول نهاية 2025، حيث أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن “القوات الأمريكية أصبحت عامل جذب لعدم الاستقرار، إذ يجري استهدافها على نحو متكرر وعادة ما ترد بهجمات دون تنسيق مع الحكومة العراقية”.
صاحب القرارات المشحونة
ومع تصاعد التوترات في المنطقة، وفوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بالرئاسة الأمريكية، رأى خبراء، أن ترامب ربما يتراجع عن قرار الانسحاب، أو يتم تأجيله إلى إشعار آخر، تبعاً للمتغيرات المتسارعة في المنطقة.
وقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية، والمقرب من الدوائر الأمنية العراقية، فاضل أبو رغيف، إن “قرارات ترامب، خلال ولايته الأولى كانت مشحونة، وحادة في الكثير من القضايا على مستوى العالم، كما أن خلفيته التجارية انعكست على سلوكه السياسي كثيراً”، لافتاً إلى أنه” يسعى للحصول على مكتسبات مالية في أغلب الأحيان من جميع قراراته”.
وأوضح أبو رغيف لـ”إرم نيوز” أن “المرحلة المقبلة ستدفع ترامب إلى التشدد في إجراءاته، وربما تكون هناك قرارات مصيرية بشأن بقاء القوات الأجنبية في العراق، برغم الاتفاقات المبرمة”.
وتابع “أتوقع أن يربك ترامب المشهد، كما حصل خلال ولايته الأولى”.
ولدى الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق إضافة إلى 900 في سوريا المجاورة، وذلك في إطار التحالف الذي تشكل في 2014 لمحاربة تنظيم داعش بعد اجتياحه مساحات شاسعة في البلدين.
الفصائل تضغط
وبرغم قيام قوات التحالف بدور أساسي – بحسب مسؤولين عراقيين – يتعلق بصيانة وتشغيل طائرات f16 العراقية، وتدريب الطواقم الفنية المحلية، على مختلف الفعاليات العسكرية، فضلاً عن المشاركة في تنفيذ ضربات جوية على عناصر داعش في المناطق النائية، إلا أن الفصائل المسلحة، والقوى التابعة لها، تضغط بشأن إمضاء اتفاق الانسحاب.
ويشير خبراء، إلى أن ترمب سيتعامل بجديّة أكبر مع الملف العراقي، وتحديدًا مسألة الوجود الأمريكي هناك، والتغلغل الإيراني في العراق، إضافة إلى مسألة وجود الميليشيات المسلحة؛ ما يعني أن القوات الأمريكية في العراق، ستكون على رأس أدوات ترامب للتعاطي مع الملف.
من جهته يرى الخبير الأمني علاء النشوع، أن “الولايات المتحدة وضعت العراق ومنذ سنوات ضمن خارطتها السياسية والعسكرية والأمنية، وهذا ما سيعززه ترامب بعد مجيئه، لما يمثله العراق من أهمية استراتيجية كبيرة، تعزز حضورها ونفوذها في الشرق الأوسط”.
وأضاف النشوع لـ”إرم نيوز”، أن “المرحلة الحالية، بما فيها من أحداث وتطورات ستدفع واشنطن لتعزيز دورها الخارجي، وتحقيق أهدافها، للسيطرة على الممرات البحرية، وتقليص نفوذ القوى الدولية المناوئة لها، خاصة التي تحاول التدخل في الشرق الأوسط، وهذا سيتم عبر الوجود العسكري، ومن ضمنه العراق”.
ولفت إلى أنه “تم تغيير اسم الاتفاقية لأكثر من مرة، فتارة تُسمى صوفا، وتارة الإطار الاستراتيجي، وكل ذلك أسماء لمسمى واحد”.
ولفت إلى أن “ترامب سيبقي القواعد العسكرية في العراق، للاستفادة منها ضمن إجراءاته ونظرته إلى الشرق الأوسط المنطقة الحيوية”.
وتنظر قطاعات واسعة في العراق، إلى مجيء ترامب بحذر وقلق بالغين، إثر توجهاته وتعامله الغليظ مع إيران، خاصة وأن صانع القرار الأمريكي ينظر إلى العراق عادة، من بوابة إيران، وفق مختصين.