نوفمبر 22, 2024
1699365827_3

الكاتب : احمد عبد

تلقى  “إنذاراً أخيراً” من واشنطن؛ بسبب الدور الإيراني على أرضه، دفع بغداد إلى توجيه رسالة حازمة لإيران.

وكشف مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن وزير الداخلية العراقية عبد الأمير الشمري، سلّم طهران رسالة رفض لاستخدام الأراضي العراقية في استهداف المصالح الأمريكية أو إسرائيل، والتشديد على عدم التدخل في شؤون البلاد وعلاقاتها الخارجية.

وعززت بغداد رسالتها إلى طهران ببيان المرجع الديني الأعلى للشيعة، ، التي دعا فيها، لأول مرة، إلى “وقف التدخلات الخارجية وحصر السلاح بيد الدولة وتحكيم سلطة القانون”.

إنذار أخير

وقال المصدر، لـ “إرم نيوز”، شريطة عدم ذكر اسمه، إن “الحكومة العراقية تسلمت رسالة إنذار أخيرة وصريحة من واشنطن، بأن العراق سيكون مستهدفاً بشكل مباشر إذا استخدمت إيران أراضيه للرد على إسرائيل، لهذا تحرك العراق باتجاه تحذير إيران من زج العراق في صراع خارجي ليس للعراق فيه ناقة ولا جمل”، بحسب تعبير المصدر.

ووصل وزير الداخلية العراقي، أمس الأول الإثنين، إلى العاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد حكومي، لبحث التعاون الأمني المشترك بين البلدين، بحسب بيان وزارة الداخلية.

وحول ذلك أكدت مصادر أن الشمري حمل معه رسائل عديدة إلى طهران، بهدف تجنيب البلاد ضربة إسرائيلية، وسط أنباء عن نية إيران نقل صواريخ باليستية إلى وكلائها في العراق بهدف توجيه ضربة لإسرائيل عبر الأراضي العراقية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، دعا بغداد، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي، إلى ضرورة “عدم الانجرار” إلى صراع إقليمي و”السيطرة” على الجماعات المسلحة، وحماية الموظفين الأمريكيين من الهجمات التي تشن من العراق.

تغير جذري

ويبدو أن هناك تغييراً جذرياً في السياسة الخارجية للعراق تجاه التدخلات الإيرانية في البلاد، فضلاً عن توجهها، بحسب المراقبين، للجم الفصائل المسلحة الموالية لها، ولا سيما مع تعهدات رئيس الوزراء العراقي بمنع استهداف المصالح الأمريكية وإسرائيل.

ويقول الكاتب والسياسي المقرب من تحالف السيادة العراقي، عمر الدليمي، إن ممثلي “الحكومة والأحزاب المنضوية تحتها، بما فيها الإطار التنسيقي، باتوا يستشعرون خطر استمرار مواجهة الجماعات المسلحة للولايات المتحدة والاستمرار بقصف إسرائيل في ذات الوقت، لذا عمل السوداني على تهدئة الغالبية العظمى من الفصائل”.

وأضاف، لـ “إرم نيوز”، أن “كل الفصائل استجابت ماعدا فصيلين عجز السوداني عن إقناعهما بالتهدئة لارتباطاتهما المباشرة بإيران، التي يبدو أنها ما زالت تدفع باتجاه التصعيد، في محاولة لتوسيع نطاق الحرب الدائرة في المنطقة”.

اصطدام

ورجح، الدليمي أن “تصطدم الحكومة مع بعض الفصائل في حال عدم استجابتها لوقف الهجمات الصاروخية ضد الخارج؛ لأنها لا تمتلك حلاً آخر قد يرضي الولايات المتحدة الأمريكية، ويجنب العراق ضربة إسرائيلية محتملة”.

ويبدو أن مندوب الأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، قد دخل على خط مساعي إبعاد العراق عن الحرب والصراع في المنطقة بعد لقائه السيستاني، ومن بعده مباشرة السوداني.

ودعا السيستاني، عقب لقائه الحسان، في مدينة النجف، إلى وقف التدخلات الخارجية وحصر السلاح بيد الدولة وتحكيم سلطة القانون بهدف تحقيق الاستقرار والازدهار في البلاد.

وتصاعدت، خلال الأشهر القليلة الماضية، حدة التصريحات المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة، وعدم زج البلاد في الحرب الدائرة في غزة ولبنان، وتجنيبه ويلات الحروب.

دعوات متطابقة

ويقول المتحدث باسم ائتلاف النصر، سلام الزبيدي، إن “توجيهات ودعوات المرجع الأعلى جاءت متطابقة ومتوافقة مع نهج الحكومة ورغباتها بحصر السلاح بيد الدولة، وهي رسائل مهمة للقوى السياسية تدعوها لعدم القبول والرضوخ لأي تدخلات خارجية”.

وأضاف أن “قرار الحرب والسلم هو بيد الحكومة والدولة العسكرية، ولا يمكن لأي جهات خارج نطاق الدولة أن تغرد خارج سرب الدولة”.

وتشن الفصائل المسلحة الموالية لإيران، منذ أشهر، هجمات تستهدف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، فضلاً عن أهداف إسرائيلية في الجولان وغور الأردن وإيلات وحتى تل أبيب.

الأكاديمي والخبير الاستراتيجي، سامان دوسكي، يرى أن “هناك اتفاقاً بين الحكومة والمرجعية لرفع الشرعية عن الفصائل المسلحة الموالية لإيران والعاملة خارج نطاق الدولة، حيث تزامنت زيارة وزير الداخلية العراقي لطهران، مع بيان المرجعية الدينية بحصر السلاح بيد الدولة، ومع لقاء رئيس الوزراء، محمد السوداني، بمندوب الأمم المتحدة”.

وأضاف، لـ “إرم نيوز”، أن “الفصائل كانت تتبجح بشرعيتها العقائدية الدينية، إلا أن حديث، السيستاني عن ضرورة الالتزام بأوامر الدولة، وعدم التدخلات الخارجية، يعد ضوءاً أخضر منه ومن الحكومة برفع الغطاء عن تلك الجماعات”.

وبين أن “هذه الخطوة في هذا التوقيت، تعني تجنيب العراق ويلات الحرب، وحتى إن حدث هناك استهداف فإنه سيستهدف فقط الفصائل القليلة المتبقية التي تطلق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه أهداف خارجية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *