نوفمبر 25, 2024
462575475_488182074229060_1050978040152952575_n

الكاتب : رياض سعد

لو بعث كذبة التاريخ كلهم من جديد ؛ لأمرتهم بتطوير مهاراتهم في الكذب مرة اخرى على يد مرتزقة ابناء الفئة الهجينة وشراذم الطائفية والبعثية واتباع الخط المنكوس ؛ ولاحلتهم الى مشاهدة ومتابعة برامج فضائيات الفتنة والطائفية والعنصرية والمناطقية والحزبية والارهاب والعمالة والخيانة والتدليس والعهر الاعلامي , و لنصحتهم بمتابعة الصفحات والمواقع التكفيرية والطائفية والبعثية والصدامية والعميلة والمرتزقة والمنكوسة … ؛  فهي بحق تعد اعظم مدارس لتعليم الدجل وتطوير مهارات التمثيل والمكر والخداع والكذب ؛ وبدون مبالغة سيجد الكذبة والدجالون انهم لا شيء امام امكانيات هؤلاء , بل وسيعدون انفسهم من الصادقين مقارنة بأولئك الدجالين … ؛ والشيء بالشيء يذكر , فها هو كبيرهم الذي علمهم الافتراء والدجل والنفاق صدام  ؛ يصفه البعض  بأنه ممثل بارع بل ومن الطراز الاول ؛ فقد صرح المؤرخ العراقي خالد السعدون في لقاءه مع قناة العربية بما يلي : (( … تتصف شخصية صدام حسين بذكاء كبير وبدهاء وبقدرة تمثيلية فائقة يعني يصلح ان يكون ممثل من الطراز الاول يلبس لكل حالة لبوسة في تصرفه وفي كلامه في كذا فالرجل كما … )) وكذلك قال الصحفي التكريتي هاتف الثلج والمقرب من السفاح صدام في برنامج  (( ماذا قال صدام حسين عن سبب ارتدائه اللثام ليلا وقتله احد اقربائه ؟ | ج 1 | أوراق مطوية / في قتاة التغيير الفضائية / الدقيقة 15 )) : (( … اني مرة كلت ليش ما درس معهد فنون , بشرفي يكدر يكون ممثل , يعني شلون تريده يتغير , ملامحه شكله وجهه …))

وقد نقل بعض شيوخ الجنوب الاجلاء ؛ ان المجرم صدام استدعاهم بصورة قسرية عن طريق اجهزة الامن  بعد احداث الانتفاضة العراقية الخالدة 1991 , وعندما ذهبوا الى القصر , تعرضوا للمعاملة الجافة وحرموا من الماء , وبعد انتظار طويل ومن دون طعام ولا شراب ؛ ادخلوهم في قاعة , ثم دخل صدام من دون سلام وعلى ملامحه ترتسم مشاعر الغضب والانفعال , وبدأ بالتهجم عليهم كلهم وبلا استثناء ونال من سكان الجنوب بما فيهم الشيوخ والعشائر , وشتمهم جميعا , وقال لهم بانكم السبب وراء اندلاع الاحداث , وبعد ان انهى كلامه … جلس على الكرسي المخصص له وامروهم  عندها بالجلوس في اماكنهم  , وجاءوا لهم بالماء , ودخلت الكاميرات وبدأ التصوير فرحب بهم وسلم عليهم امام الكاميرا وبدأ بالحديث العام وكأن شيئا لم يكن … !!

نعم : لو تجسد المكر والغدر والتمثيل واداء الادوار رجلا  لأسميته صدام ومن على شاكلته من ابناء الفئة الهجينة ؛ وقد اختصر حقيقة هؤلاء الاوغاد ؛ ابن جلدتهم  الشاعر معروف الرصافي  , قائلا :

لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن *** فالقوم  في السر غير القوم في العلن!

اذ طالما قلبت وسائل الاعلام المنكوس  والكتاب المرتزقة والاقلام المأجورة ؛ صور الاشياء والامور والاشخاص والمواقف في العراق  ؛ رأسا على عقب , وصيرّت الحق باطلا , والصدق كذبا , والشرف عارا , والقبح جمالا , والاجرام والارهاب  امرا مشروعا ,  والجبن بطولة , والخيانة وطنية , والفساد نزاهة … الخ ؛  فلا تستغرب عندما تصنع وسائل ومؤسسات الدجل الاعلامي من التافه عزت (ابو الثلج ) رمزا دينيا وسياسيا , او عندما تسلط الاضواء على صدام وتخلق منه اسطورة وطنية وقومية وطائفية ؛ وما هو الا مجرد عميل رخيص وربيب شوارع مشرد ؛ تحول العراق في عهده الى دولة بوليسية دموية , تفوح منها رائحة الموت والخراب والدمار في كل مكان , وتتحكم بها القوى الاستخباراتية  الدولية الكبرى وتسيرها حسبما تشتهي وتريد , وتزجها في حروب الوكالة ومعارك النيابة الخاسرة , وتفتح ابوابها امام جحافل الغرباء وجيوش الدخلاء , بحجة العمالة والشركات الاجنبية , والتي استباحت البلاد وافسدت ما تبقى فيها ونهبت اموالها وصادرت خيراتها وتمددت على حساب اهلها وسكانها الاصلاء … , والذي قام بالتنازل عن الاراضي والمياه العراقية للآخرين , وقتل الشخصيات الوطنية والعربية , وتامر على القضايا والدول العربية , وهو الذي مهد للتطبيع مع اسرائيل , وهو الذي ازهق ارواح ملايين العراقيين والمسلمين , وافقر العباد ودمر البلاد … الخ .

وعلى الرغم من بلاءنا بمختلف الازمات والهزائم والخسائر الفادحة وتذوقنا لمرارة الفقر والجوع والخوف , و عيشنا وسط  بحر متلاطم من المخاوف والتهديدات والانتكاسات ؛ كانت وسائل الاعلام البعثية المحلية والعربية تردد علينا – يوميا – وبلا كلل او ملل ؛ نفس الشعارات المستهلكة والاسطوانات المخرومة التي تتغنى بالنصر والزهو والاعمار؛ فقد دأبوا على تحويل الهزائم والنكبات الى انتصارات وانجازات  …!!

و هكذا شغلوا ابناء الاغلبية والامة العراقية بالتفاهات وسفاسف الامور والمسرحيات السمجة  … ؛ وبالمقابل عمل هذا الاعلام الاصفر على  تقزيم كل صوت سياسي معتدل مخالف لمخططات الخط المنكوس ومؤامرات الفئة الهجينة وخفافيش الطائفية وسفلة البعث واقصاء كل الاقلام الحرة والتي تدعو للهوية الوطنية والاستقلالية والعقلانية ؛ وتشويه وتغييب كل ما يمت للهوية الوطنية والاغلبية العراقية بصلة .

والواقع أن موضوع الإثارة المتعمدة وممارسة الخديعة والكذب في عرض الأخبار وتناول الاحداث من قبل الكثير من وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة المنكوسة والاصرار على هذا المنهج الاعوج وطوال اكثر من قرن ، انما حصل ولازال  لأسباب عديدة ومنها : التربية العثمانية الطائفية والعنصرية الحاقدة فضلا عن التوصية البريطانية السياسية الخبيثة , وكذلك بسبب ضغوط  ونصائح الدول الاقليمية والعربية ذات التوجه المعادي للشيعة , حتى وصل الامر بالأغلبية العراقية ان العامل المصري اصبح جاسوسا للأجهزة الامنية وبصورة طوعية عليها ويحصي عليها انفاسها , اذ يكتب مئات التقارير الكيدية والتي يذهب ضحيتها مئات العراقيين الابرياء , وعندما يدخل العراقي الاصيل غياهب السجون ؛ يتعرض لأشد صنوف التعذيب على يد الجلادين الفلسطينيين والسودانيين وغيرهما من شذاذ البلدان العربية ومجرمي  وخبراء التعذيب في اوربا الشرقية ؛ بل ان شذاذ البلدان العربية وشراذم الانظمة الحاكمة يناقشون شؤون الاغلبية العراقية مع زبانية النظام الهجين البائد في السفارات والمؤتمرات ,وكأن العراقيين الاصلاء رعايا لتلك الانظمة او ان تلك الانظمة مسؤولة عنهم امنيا …!!

كانت ولا زالت وسائل الاعلام المنكوسة والتابعة للفئة الهجينة والحاقدين والطائفيين من ابناء الطائفة السنية الكريمة والانفصاليين والعنصريين والقوميين من ابناء القومية الكردية والتركمانية ؛ تعمل على أمرين هما : ارسال رسائل سلبية للرأي الدولي والاسلامي والعربي العام , وكذلك التأثير على الاكراد والاتراك في المنطقة ؛ تشوه  – من خلالها – سمعة الاغلبية العراقية والعراق وتلقي باللوم عليها , وتعكس الحقائق وتغير الوقائع بما يؤدي الى نفور الناس منها وعدم التعاطف معها ؛ في الوقت الذي يوجهون للداخل العراقي  خطابا هلاميا مزيفا , ظاهره الرحمة والوطنية وباطنه العذاب والخيانة ؛ اذ يعمدون الى دس السم الزعاف بالعسل ومزج الحق بالباطل ؛ والتلاعب بالمعلومات والاخبار والاحداث  ؛ فهم لا يتفوهون بالحقيقة ابدا ؛ الا انهم ينقلون الأخبار الممزوجة بشتى الأكاذيب والإضافات المتعمدة فقط .

 هذه سيرتهم ولن تجد لها تبديلا ؛ اذ يقومون  وبشكل دائم ومستمر وشبه يومي بالتلاعب بالإعلام  وتوجيهه بما ينسجم و رؤيتهم المنكوسة والطائفية والعنصرية ؛ من خلال ادخال   ملايين الأكاذيب الصغيرة والصور والفيديوهات المفبركة والمقصودة والمسرحيات والادعاءات والدعاوى والقضايا الوهمية و التي يصعب كشفها  , وتسربيها عبر وسائل الاعلام المختلفة بما فيها بث الدعايات ونشر الشائعات في الاوساط الشعبية وغيرها … ؛ حتى وصل الامر بهم الى خداع مراكز القرار في الحكومات العراقية المنتخبة والتأثير على صناع القرار ؛ نتيجة لتصديق ما يقوله الإعلام  المنكوس والهجين ؛ والطامة الكبرى ان الحكومات والنخب والجماهير العراقية تنسى الاكاذيب الاعلامية بسرعة ولا ترتب أي أثر على وسائل الاعلام الكاذبة وغير الموثوقة ؛ إذ تنسى الأمر بعد أسبوعين , والخطر يكمن في ان أكبر المتلاعبين بالإعلام هم المتواجدون في داخل الدوائر الحكومية و المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني لاسيما المرتبطين بالأجندات والجهات الخارجية المعادية والمشبوهة .

 وطالما سألني البعض : هل ثقافة الكذب والدجل جزء من ثقافة الفئة الهجينة وشراذم الطائفية والانفصالية ؟

لو بحثت عن الكذب في الاماكن لوجدته قابعا في دهاليز دوائر ومؤسسات الاعلام المسيس والاصفر والمنكوس ؛ ولا اظن انني اجانب الحق والواقع ؛  ان قلت : ان  اكثر الكذب في العالم هو في اجهزة الاعلام ، خصوصا ‘الموجهة’ منها , والمنكوسة والمؤدلجة والتابعة لأبناء الفئة الهجينة والطائفيين والتكفيريين والانفصاليين  … .

 ان البعثيين والطائفين والارهابيين والعملاء والخونة والمرتزقة والمهجنين مارسوا فن التضليل الاعلامي لكي يغيروا من الحقيقة التي لا يريدون للناس ان يعرفوها عن نقاط ضعفهم وسلبياتهم وتاريخهم المزيف وحقيقتهم الهجينة ومعدنهم الرديء ؛  ولكي يروجوا عن انظمتهم او افكارهم او معتقداتهم او جماعتهم وشعاراتهم المنكوسة  … ؛ ومن اساليبهم في زلزلة قناعات الناس وتغييب الحقائق ؛ نفي الخبر وانكاره او التشكيك فيه او تفنيد بعض تفاصيله كما حصل  عندما كشفت وسائل الاعلام الخارجية جرائمهم ومجازرهم ولعل عمليات القصف الكيمياوي والانفال والتطهير الطائفي والمقابر الجماعية ومجزرة سبايكر من الشواهد على ما ذهبنا اليه انفا ؛ او تحويره بما ينسجم وأيدولوجيتهم  … ؛  وكذلك من الاساليب الاعلامية التضليلية هو ‘التقليل من شأن الخبر أو تضخيمه’، او تحويل انتباه الناس الى حدث اخر مفتعل للتشويش على الخبر وابعاد الناس عنه  لاسيما اذا كان الخبر ايجابيا ويصب في صالح الاغلبية او الحكومات العراقية المنتخبة ؛ واحيانا يعمدون الى تضخيم الخبر اذا تعلق الامر بالطائفة السنية الكريمة او القومية الكردية او التركمانية ؛ فاذا سقط  عدد قليل من الارهابيين والمخربين في احدى العمليات الارهابية ؛ بادرت تلك الوسائل الاعلامية  الى ابراز عدد القتلى والجرحى بل وزادت العدد اضعافا مضاعفة  مع وصفهم بالشهداء بدل القتلى والضحايا … ؛ بينما تفعل العكس مع شهداء وضحايا الاغلبية والامة العراقية الاصلاء … ؛ ومن اساليب التضليل الاعلامي ايضا  : ‘التعتيم’ على الخبر كأن يبث جزء يسير عن الخبر ولا يذكر المحتوى والغرض الاساسي ؛ اخفاء الحقيقة وتغييب الانجاز …  ؛ ومن  اساليب التضليل الاعلامية الماكرة هو ربط الخبر بخبر اخر او الترابط السلبي… ؛ و يهدف هذا النوع من الاخبار الى بث الذعر وربط حوادث سابقة لتكوين فكرة عامة جديدة ؛ مغايرة للواقع جملة وتفصيلا ؛ وان بانت الحقيقة وظهرت للشعب كالشمس في رائعة النهار ؛ ظهروا وكأنهم جزء من الحقيقة , وعندها يقدمون شهاداتهم للشعب يتلاعبون بالحقيقة , اذ يعمدون  لذكر حقيقة واحدة من اجل تمرير ألف كذبة ؛ كي تمرر مخططاتهم الخبيثة على ابناء الاغلبية والامة العراقية  .

فالفبركة الاعلامية هي ايضا احدى عبقريات اعلام الفئة الهجينة والكيانات الطائفية والتكفيرية والانفصالية ؛ فطالما سطرت تلك الوسائل الاعلامية المنكوسة في  اروقة صحفها وكتابها ؛ بطولات وانتصارات وهمية لا حقيقة لها كما فعلوها عندما سردوا احداث الهزيمة الساحقة للنظام ورجاله عام 2003 ؛ اذ حولوا تلك الهزائم والخيانة والعمالة الى قصص من الانتصارات والوطنية والمقاومة ؛ حتى وصل بهم الامر الى وصف الجلادين بالشرفاء والذباحين بالرحماء والاجانب والغرباء بالأصلاء …!!

ولا زال اعلامهم فاعلا ومؤثرا ؛ فها هم يسوقون ايام الزمن الدموي الاغبر والسنوات الطويلة العجاف وحكم الحديد والنار ؛ على انها من افضل الفترات التي مرت بالعراق والعراقيين ؛ فمن أكبر الأكاذيب التي نعيشها يومياً أنهم يخدعون العراقيين والعرب والعالم  بتكرار عبارة : الزمن الجميل او الحكم الوطني البعثي او العهد الوطني و زمن الطيبة والهيبة والسيادة ؛ او ان الاوضاع الحالية شبيهة بأحوال العراقيين في العهود السابقة ان لم تكن اسوء … ؛ بينما الحقيقة والواقع يشير الى خلاف ما هو سائد بين الاوساط الشعبية والشبابية التي عاصرت النظام البائد وذاقت ويلاته , وذلك بسبب غسيل المخ والغزو الاعلامي الذي تمارسه المؤسسات الاعلامية والثقافية المنكوسة والعميلة والطائفية والبعثية والصدامية والارهابية والاجنبية .

وصدق من قال:  أن الحقيقة هي أولى ضحايا الحروب ؛ وبما ان الحكومات الهجينة – 1920 الى 2003 – وابناء الفئة الهجينة وايتام النظام وزبانية صدام والحركات الطائفية والتكفيرية والانفصالية والارهابية في حرب غير معلنة مع الاغلبية والامة العراقية ؛ ضاعت الحقيقة في العراق , وانعدم الاعلام المهني , وتقلصت مساحة الموضوعية والحيادية , وحل محلها التحامل والانحياز والميول الطائفية والعنصرية … الخ ؛ لذلك تجدهم يبخسون حقوق العراقيين الاصلاء دوما وابدا , فبينما يصف الرحالة الاجانب اهوار الجنوب بانها ( جنات عدن ) يصفها هؤلاء الاوغاد بانها عبارة عن مسطحات مائية ضحلة … الخ ؛ وما من مثلبة الا ونسبوها للعراقيين الاصلاء وما من منقبة لكرام الاغلبية واحرارها الا ويعمل هؤلاء على تجريدهم منها ونسبتها لغيرهم , زورا وكذبا ؛ والشيء بالشيء يذكر , عندما جاء السياح العرب الى العراق  ؛ صدموا بما شاهدوه , فقد كانت تلك الوسائل الاعلامية الشيطانية الخائنة وغير الوطنية تنقل صورة بائسة وسوداوية ومغايرة للواقع تماما ؛ اذ تشن تلك الوسائل الاعلامية المنكوسة حملات اعلامية تحريضية دعائية شعواء ؛ فضلا عن كونها مسيسة ومنحازة وغير موضوعية .

والغريب في الأمر أن تلك المحطات  والقنوات والمنصات والفضائيات المنكوسة مرتبطة ارتباطا عضويا بمثيلاتها في تركيا والبلدان العربية ؛ بينما لا تربطها اية وشيجة بالوسائل الاعلامية المستقلة والمهنية والحيادية والوطنية ؛ فضلا عن اعلام الحكومات العراقية والاغلبية الاصيلة ؛ ولندرة وسائل الاعلام المهنية والوطنية اصبح التمييز بين تلك الوسائل الاعلامية المنكوسة وغيرها  عسيرا ومن الصعوبة بمكان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *