نوفمبر 21, 2024

الكاتب : فاضل حسين الخفاجي

يشب تلاميذ وطلاب أوربا والغرب عموماً في أماكن هادئـة وبين الحدائق .. ويشب تلاميذنا وطلابنا بين الضجيج وقريباً من البيئة الملوثة .

   يتعلم تلاميذهم وطلابهم  في صفوف قليلة العدد .. ويتعلم تلاميذنا وطلابنا في صفوف مكتظة الاعداد . وعلى أيدي معلمين ومدرسين يئنون من مشاكلهم بسبب صعوبة تعليم هذه الاعداد ، فضلاً عن مشاكل المعلم والمدرس الشخصية .

   يتردد تلاميذ الغرب بانتظام الى المتاحف والمسارح والمصانع كجزء من برنامجهم الدراسي .. بينما يتزاحم تلاميذنا في ابنية المدارس الضيقة .. بل وحتى في المدارس الطينية  فتتحول فرصة ما بين الدروس الى مسرح للعراك والصياح .

ينتقل تلاميذ الغرب من صف الى صف اعلى أو من مرحلة الى مرحلة  بهدوء .. بينما يساق تلاميذنا وطلابنا الى الامتحانات بعد أن تكون أدمغتهم الصغيرة قد امتلأت بخطورة الموقف وبأن المصير معلق على أوراق الاجابة ، فيتحول الامتحان إلى محنة للطالب  والاسرة معاً .. وهنا تتشبث الاسرة للاستعانة بالمدرس الخصوصي . وكل هذا من اجل الجائزة وهي المجموع الذي يقرر في النهاية المصير !!

   التلميذ والطالب الاوربي يتمتع بالثقة بالنفس ولا يتلعثم عندما يعترضه شخص مسؤول مثلاً وكأنه ممثل محترف ، بينما طلابنا يعانون من الخجل ويخافون الغرباء .. ويحسبون للكبار الف حساب !

انبتنا نحن الكبار في ادمغة الصغار الخوف .. من عبور الشارع مثلاً وزرعنا في نفوسهم الوساوس والمحاذير.

التلميذ والطالب في اوربا  يتعامل بالنديه ..وكأنه يشعر بالمسؤوليه .. بينما التلميذ والطالب عندنا لا يجد عند الكبار غير الزجر والاستصغار تحت شعار التربية .

   المعلم في اوربا والغرب لا يلقن التلاميذ ولا يدعوهم للحفظ  ولا يخوفهم بالامتحان .. ولكنه يلقن التلاميذ حب العلم وتذوق الثقافة .

الخلاصة لا أرى عيباً في المعلم بل عدم توفير الظروف الجيدة له .. وكذلك تصحيح نظرتنا الاجتماعية الخاطئة للتلميذ .

نتمنى لتلاميذنا وطلابنا ان يكونوا في المستقبل رجالاً اذكياء لا مجرد حملة شهادات  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *