نوفمبر 21, 2024
download (1)

الكاتب : نعيم الخفاجي

عبر تاريخ العراق القديم والحديث، الشيعة قاوموا عمليات غزو العراق، لكن المشكلة، شركاء الشيعة بالوطن، يسرقون مقاومة الشيعة بطرق محترفة، ويتم اتهام الشيعة بالعمالة والخيانة، لعب الشيعة دور مهم في تعريب مصر وجعل المسلمون والعرب  أكثرية، كانت عمليات الفتح الاسلامي، منحصرة في اخذ أموال الجزية للكسب المادي، عمرو بن العاص ومعاوية هدفهم جمع المال والسبايا وجعل السبايا من الفتيات ملك يمين إلى الخلفاء الأمويين، غنائم حرب، للاستغلال الجنسي.

مصر كان يغلب عليهم المسيحية والوثنية، حال مصر حال جورجيا وبلغاريا وهنغاريا كانت تابعة إلى التاج العثماني لكنها بقيت غالبية مسيحية، في حكم الشيعة الإسماعيلية لمصر تم تعريب مصر، من خلال الحوار، وأصبح المسلمون اكثرية، بشهادة مؤرخين مصريين، بالحكم الشيعي الإسماعيلي، استعمل الشيعة الإسماعيلية أسلوب الحوار مع كل المذاهب والديانات، وبسبب هذه الحرية الفكرية  في مصر،  هاجرت الكثير من أبناء القبائل العربية الشيعية من العراق إلى مصر، ومن ضمن القبائل التي هاجرت إلى مصر الكثير من أبناء قبيلة خفاجة، وبعد دخول مواقع التواصل الاجتماعي، تواصل معنا آلاف المصريين من أبناء خفاجة، وتم دعوة امير قبيلة خفاجه الشيخ عامر غني الصكبان لزيارة مصر، واستقبل استقبال كبير وزار أبناء قبيلة خفاجة في القاهرة وأسيوط والجيزة والاسماعيلية، اعدادهم يصلون إلى مئات الآلاف، بل ملايين،  منهم الكثير من المسؤولين والضباط بالدولة المصرية.

في احتلال المغول للعراق، الشيعة كان لهم دور مهم في مقاومة التتار بجبل عامل من خلال الفقيه الشيعي الجعفري ابن الملي المكنى في الملك الاقرع، وهم من هزموا التتار في جبل عامل، ابن تيمية حرض الجنود المماليك المصريين لقتل المسيح والدروز والعلوية بحجة تعاونهم مع التتار ومع الافرنج.

الإمام محب الدين العلقمي الأسدي لعب دور كبير  في إقناع التتار لكي يسلم الكثير منهم، لكن ذنبه انه شيعي لذلك افترى عليه الكذاب ابن تيمية ونسب إليه كذبة التعاون مع التتار، 

وهناك من السنة من أنصف الامام ابن العلقمي، منهم ابن الطقطقي وابن الفوطي في تواريخهم، والخطيب البغدادي مؤلف تاريخ بغداد، مدح واشاد في الإمام ابن العلقمي الاسدي، بل قبل عدة سنوات، كتب استاذ التاريخ الإسلامي والدراسات الشرقية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي دراسة موسعة عنونها بـ سقوط الدولة العباسية ودور الشيعة بين الحقيقة والإتهام ،  عن دار ابن حذيفة، الاستاذ الغامدي كشف زيف الاتهامات التي طالت الإمام محب الدين بن العلقمي الأسدي، وقال انها صدرت من مفتي تركي اسمه الدويدار حقدا على ابن العلقمي الأسدي لكونه عربي أصيل، ابن تيمية عديم الأصل، فهو من بقايا الرومان الذين أسلموا، لذلك افترى على ابن العلقمي رحمه الله.

 ايضا الدكتور عبدالعزيز الهلابي قد ألف قبل سنوات كتاباً حول أسطورة  وكذبة  عبدالله بن سبأ بأنه مؤسس المذهب الشيعي، الدكتور الكاتب قام في   دراسة للروايات التاريخية،  عن دوره الاسطوري وثبت زيف وكذب وجود عبدالله بن سبأ، وإنما من أوجد هذه الشخصية الحكومات المعادية للشيعة، وللأسف بسبب هذه الكذبة،  يتخذ منها التكفيريون الوهابيون صناعة المخابرات البريطانية،  مادة دسمة لتمزيق أواصر الوحدة الوطنية، بين أوساط المجتمعات العربية والاسلامية خدمة لمصالح دول الاستعمار.

عندما قامت بريطانيا وفرنسا في غزو أراضي الدولة العثمانية، انفرد الشيعة كالعادة في مقاومة ومجاهدة القوات البريطانية والفرنسية، تحت قيادة دولة الخلافة العثمانية، وافتى مرجع الشيعة العام بوقتها في الجهاد لحفظ بيضة الإسلام، رغم العثمانيين قتلوا وبادوا ملايين الشيعة، ولنا بفتوى مفتي الدولة العثمانية السيء نوح الحنفي الذي أفتى بتكفير الشيعة وتكفير الذي لا يكفرهم، بسببه قتل مائة ألف شيعي بالأناضول وحدها.

بينما مفتي مكة وزعيم العالم العربي والإسلامي السني شريف حسين وقف مع القوات البريطانية الغازية، وأصدر فتوى مجاهدة الدولة العثمانية تحت ظل قيادة عبدالله المؤمن شيخ الإسلام جورج رئيس وزراء المملكة المتحدة العظمى بريطانيا، ووقف عبدالعزيز آل سعود وقطعان الوهابية مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية.

حلمي بيك قائد جيوش العثمانيين كتب بمذكراته انفرد الشيعة بالوقوف مع الدولة العثمانية رغم أننا العثمانيين كنا نضطهدهم، مفتي مكة أصدر فتوى طلب من الضباط والجنود العرب الهروب 

من الجيش العثماني، النتيجة تهيكل الجيش العثماني وأصبح فلول منهزمة.

وقف الشيعة من عام ١٩١٤ إلى عام ١٩١٧ سدا منيعا أمام تقدم القوات البريطانية للتقدم تجاه بغداد، بينما مفتي مكة جمع الضباط والجنود العرب السنة في مكة وارسلهم لاحتلال دمشق وتسليم مفاتيح سوريا للقوات الفرنسية الغازية، والتي وصلت إلى الأناضول قلب عاصمة الدولة العثمانية، ومن قاوم الفرنسيين بالثورة العربية هم الشيخ صالح العلي شيعي علوي والسلطان أبن الاطرش درزي، ولم يكن حضور للسنة في مجاهدة القوات الفرنسية بحقبة الحرب العالمية الأولى.

مؤتمر كامبل الذي عقدته دول الاستعمار الغربي قسموا العالم إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى أسياد العالم أوروبا وأمريكا، الفئة الثانية الصين واليابان وجنوب شرق اسيا، لاتتعارض حضارتهم مع قيم الحضارة الاوربية، لذلك يتم اعطائهم العلوم والتكنولوجيا، أما العرب فهم أعداء الحضارة الغربية، يجب تقسيمهم، وزجهم بصراعات قومية ومذهبية، ودعم أنظمة تعمل لصالح الغرب، تضطهد الشعوب العربية، ومنع اي محاولة لتوحيد الشعوب العربية والإسلامية.

خططوا وقسموا العالم، وجعلوا العرب في أسفل السافلين، وسخروا من زعيم العرب والعالم السني حمار مكة شريف حسين، وبعدها سلموه إلى عبدالعزيز ال سعود وقطعان الوهابية، وقتلوا عشرات آلاف من رجاله.

هناك تقصير من القوى الشيعية العراقية التي تملك المال والامكانيات بعدم توثيق نضال الشيعة ضد دول الاستعمار، عندما احتلت أمريكا العراق بعام ٢٠٠٣ كان جميع قادة الحرس الجمهوري والأمن الخاص والجيش العراقي وقادة البعث،  هم من أقارب صدام وابناء المكون السني العراقي، ولم يكن للشيعة اي مكان بقيادة قوات الحرس الجمهوري والجيش العراقي بحقبة صدام.

بل شاهدنا صمود مدينة ام قصر الشيعية بجنوب العراق ليوم سقوط صنم صدام الجرذ في بغداد، رأينا دخول ٢ دبابات أمريكية إلى منتصف بغداد واستقرتا على جسر السنك، بيوم الخامس من نيسان عام ٢٠٠٣، ولم نشاهد قوات حرس صدام الجمهوري أن أطلقوا قذيفة RBg ضد الدبابات الامريكية، بل رأينا فرار قادة وضباط وجنود الحرس الجمهوري، وما قيل في وقوع معركة المطار، كذبة كبرى، ليس لها أصل، وإنما تم عمل بطولات من نسيج الخيال، وبشهادة قائد فرقة بغداد حرس جمهوري قال لم تقع أي معركة في مطار بغداد، وإنما صدام أمر بسحب الفرق المدرعة من كربلاء والحلة إلى أسوار بغداد، في ليلة كان الغبار كثيف، وصدام اعتقد ان الغبار الكثيف يمنع قوات التحالف رصد أرتال الدبابات المنسحبة، النتيجة تم قصف الارتال وتدمير جميع الدبابات والمدفعية، ولم تبقى لدى المهيب ركن قوات عسكرية، لذلك هرب لحفرة الجرذان.

حقبة مقاومة المحتل، بدأها الشيعة، دون غيرهم، المرجعية رفضت استقبال قادة الاحتلال، وطالبت في سرعة تشكيل حكومة للإشراف على انسحاب قوات الاحتلال، سيد مقتدى الصدر شكل جيش المهدي، ودخل في مواجهات دامية مع القوات المحتلة، في النجف وكربلاء وبغداد وديالى وكركوك وصلاح الدين والموصل والناصرية والبصرة والكوت، استشهد آلاف من جيش المهدي في معارك مع القوات الأمريكية المحتلة في مدينة الصدر والحبيبة وبغداد الجديدة.

بالمقابل الكفة الأخرى لحواضن المكون البعثي السني كانت ممتلئة في كل الحركات الإرهابية الوهابية البعثية التكفيرية، تم استقبال عشرات آلاف الانتحاريين العربان والأفارقة ومن الشيشان وطاجكستان وتركمستان لايصالهم إلى مناطق الاكثريات الشيعية، ليفجروا أنفسهم وسط جموع المواطنين العراقيين الشيعة.

بل حتى قائد القوات الأمريكية في بغداد الجنرال كينيث قالها وبثلاث لقاءات عبر قناة الجزيرة، أن جيش المهدي التابع إلى سيد مقتدى الصدر استطاع هزيمة القاعدة في بغداد خلال ثلاثة أشهر فقط، وانا عجزت خلال ثلاث سنوات من القضاء على تنظيم القاعدة في بغداد، وقال كان هناك تنسيق بين الحكومة العراقية وجيش المهدي للتصدي للقوى القاعدة التكفيريين.

اعترف مستشار الأمن القومي الأمريكي بحقبة الرئيس بوش الابن، أن ثمانين بالمائة من العمليات التي استهدفت القوات الأمريكية في بغداد وديالى وكركوك وسهل نينوى والموصل واجزاء من محافظة صلاح الدين كانت من تنفيذ جماعات مسلحة لجيش المهدي التابع إلى سيد مقتدى الصدر.

عصائب أهل الحق نفذوا عمليات ضد قوات الاحتلال، وتبنوها بشكل رسمي وواضح وصريح، في مؤامرة داعش الارهابية، من تصدى لقطان داعش هم الشيعة من خلال فتوى الجهاد الكفائي، قدم الشيعة أكثر من عشرين ألف شهيد في عمليات انهيار الجيش بمؤامرة داعش، وفي مرحلة تحرير المحافظات الثلاثة التي وقعت تحت سيطرة داعش، ولولا دماء الشيعة لما تحرر العراق من القوى الإرهابية التكفيرية، ويحاول فلول البعث سرقة جهاد الشيعة من خلال قيامهم في تأليف كتب يتحدثون بها عن بطولاتهم الكاذبة في مقاومة الاحتلال، رأينا كيف بكى رجال ونساء تكريت أمام عدسات مصور بي بي سي وسي أن أن الحرب سيف الخياط بيوم سقوط صنم صدام، وطلبوا بسرعة وصول القوات الأمريكية إلى تكريت قبل وصول البيشمركة الكوردية وبدر الشيعية؟ الصور تثبت صحة كلامنا وسيف الخياط لازال حي يرزق.

رأينا العقيد خلف العليان وقع وثيقة الاستسلام في حامية الانبار ونقلتها قناة الجزيرة بالصورة والصوت، نعم هذه هي الحقيقة المؤلمة.

أين هي الفصائل السنية البعثية العراقية التي لم تتورط بخطف وقتل المواطنين الشيعة على الطرقات العامة بمناطقهم، أو في تفجير العبوات في مناطق الاكثريات الشيعية في بغداد وديالى وطوز خورماتو والدجيل وبلد وداقوق وبشير وتلعفر ومدن سهل نينوى ذات الاكثريات التركمانية والشبكية الشيعية أو اليزيدي الايزيديون و الكاكائية؟، لحد يوم امس، شخص من غرب العراق استدرج ثلاثة مواطنين شيعة لبيع سيارة لهم في مدينة حديثة، وغدر بهم قتل اثنان وجرح الثالث واستطاع الهرب، الشخص المجرم من عشيرة العكيدات، من نشر الخبر بمنصة إكس الأخ الكاتب الوطني ازهر الدليمي.

نطالب الإخوة الكتاب والصحفيين الشيعة التابعين إلى الفصائل الشيعية المسلحة أو التابعين إلى الإخوة في التيار الصدري أو أنصار فتوى الجهاد الكفائي في تأليف كتب اسوة بالكتب التي ألفها اراذل البعثيين لتوثيق عملية سقوط نظام البعث ودخول العراق في أتون حرب اهلية أعلنت من جانب فلول البعث وهابي ضد الشيعة والإيزيديين وغيرهم من القوميات العراقية الاخرى، مؤسسة الشهداء، ومؤسسة السجناء السياسيين يمتلكون الأموال لكنهم يبخلون عن دعم كتاب لكتابة ماحدث من عمليات قتل وارهاب بالعراق، وتوثيق جهاد الشيعة من أجل تحرير العراق من القوات المحتلة وأنصارهم من تنظيمات القاعدة وداعش واراذل الفصائل البعثية من بقايا أجهزة صدام الجرذ العسكرية والامنية وحرسه الجمهوري والخاص بقتل أبناء الشيعة والاكراد، من المعيب تجاهل تلك الصفحة التاريخية المهمة في تاريخ العراق، عندي ملفات إلى آلاف المقالات التي انا كتبتها لسنوات الإرهاب والتفجيرات التي حدثت بالعراق، مستعد اتعاون مع المؤسسات العراقية الشيعية التي ترغب بتوثيق تلك الحقبة التاريخية المهمة، رغم إنني وجدت أن الأخ السيد الدكتور المجاهد قاسم عجرش عافاه الله يمتلك أقراص مسجل عليها تاريخ التفجيرات التي نشرها موقع براثا، يوجد كم هائل من المعلومات التي نشرت بتلك الحقبة كافية لتوثيق تلك الجرائم التي ارتكبت بحق أبناء شعب العراق وبشكل خاص بحق أبناء المكون الشيعي، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

19/11/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *