ديسمبر 3, 2024
download111

الكاتب : نجم عبد الكريم

المُشاع عن هذا الكاتب الصحافي في العالم أنه لا يكتب معلومة ما لم تكن موثقة، وقد اكتسب سمعةً كبيرة يوم نشر وثائق وأشرطة تُثبت موافقة الرئيس الأميركي – الجمهوري – نيكسون للتجسس على الحزب الديموقراطي، فأثار بذلك فضيحة كُبرى سميت – ووتر غيت – وقد أدت نتائجها إلى استقالة نيكسون لأن الاستقصاءات المؤكدة بالأدلة القاطعة التي نشرها حتمت محاكمة الرئيس الأميركي لارتكابه مثل هذه الجريمة، مما دفعه إلى الاستقالة، فاشتهر بوب بلقب الكاتب الاستقصائي. *** هذا الكاتب والصحافي الاستقصائي أصدر أخيراً كتاباً أطلق عليه عنوان «الحرب» ليخوض فيه بالأحداث الحربية الساخنة التي تجري بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك الحرب التي تدور رحاها في فلسطين منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، مما جعل الكتاب يغدو الأكثر مبيعاً، كما تُرجم لعدة لغات بسرعةٍ متناهية وتناولته المحافل السياسية والإعلامية بالنقاش والبحث والتحليل. *** ولست معنياً هنا بما جاء في الفصول الأولى من الكتاب والتي تُعنى بإدارات البيت الأبيض المتعاقبة والشخصيات التي تتحكم في القرارات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ورسم الاستراتيجيات الخاصة بسياسة الولايات المتحدة، والصراعات التي تحدث بينها والتي استخلصها المؤلف من خلال حواراته مع ذوي الشأن فيها، ولكن ما يعنيني الجانب المتعلق بما يدور في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً الحرب الدائرة في فلسطين. *** المؤلف لم يحضر ميدانياً إلى منطقة الشرق الأوسط، ولكنه استقى معظم معلوماتهِ عما يدور في فلسطين من السياسيين الأميركيين الذين أنيطت بهم المهام السياسة للبحث في إيقاف القتال وتخفيف حدة التوتر، وقد اعتمد مؤلف كتاب الحرب كثيراً على ما كان يزوده بهِ وزير خارجية أميركا بلينكن. *** وبعد أن اطّلعت على المعلومات التي اعتمدها الكتاب والتي كان مصدرها وزير الخارجية الأميركي أدركت فعلاً أن بلينكن هذا كان مخلصاً عندما قال لنتنياهو: أنا يهودي قبل أن أكون وزيراً لخارجية أميركا، لأن المعلومات التي زود بها بوب ودورد باعتباره شاهد عيان على الأحداث كلها تمثل وجهة نظر نتنياهو، وكأنه عندما كان يحضر إلى المنطقة في زياراته المكوكية إنما ليحقق ما يريده نتنياهو وهذا الذي سيستخلصه كل من يقرأ الكتاب. *** وفي يقيني ورغم الثقة بالشرف المهني الذي يمثله بوب ودورد فإن كتاب الحرب لا يخلو من بعض الهنات التي ستكشفها الأيام القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *