الكاتب : سليم الحسني
لستَ أول من قدّم شكوى ضدي للقضاء يا رئيس الوزراء. فعلَ ذلك من قبل وسعى إليه أشخاص اشتهروا بالفساد، وفيهم من لهم مواقعهم المتقدمة في الدولة مثل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء فائق زيدان. لكنني لم أرفع الراية البيضاء ولم أتراجع، فليس في حساباتي الخوف وكسر القلم.
القضاء العراقي يا رئيس الوزراء وأنت أعرفُ بذلك موشّح بالفساد، وهذه نظرة دول العالم عنه. كما أن المواطن العراقي يعرف هذه الحقيقة، وقد بلغ من تردي حاله أن المرء صار يُتهم بعقله إذا رجا إصلاحه. وأنا أعلم أن الحكم في القضية قد حددتَه أنت وتنتظر مني المجيء حتى أسمعه من لسان القاضي.
خذْ الحكم بنفسك، وافرح به واشفْ صدرك مني بالعقوبة المعدّة سلفاً. فلستُ ضعيف الرأي ولا خفيف العقل حتى أمنحك هذه الهدية الثمينة.
لكني أقدّم إليك مقترحاً عملياً فيه نفعك باعتبارك ترى نفسك مظلوماً، وتراني ظالماً.
مقترحي أن تقيم دعوى قضائية ضدي في المملكة المتحدة، فقضاؤها مستقل مشهود له، لا تنفع معه وساطة ولا تمضي فيه رشوة ولا يخضع لتهديد. استعنْ برجالك ومحاميك ومثلهم معهم، وقدّمْ شكواك بأحسن ما يمكنك فعله. وأعدك وعد حرّ صادق بأني لن استعين بأي محامٍ، وسأحضر المحكمة قبل موعدها بساعات. وأعدُك وعد رجل لرجل أن أهيئ وسائل التسجيل بالصوت والصورة لوقائع الجلسة وبطريق قانوني رسمي مكشوف، ثم أبثها علناً ليعرف الملأ ظلامتك التي تدعيها، وليعرفوا كيف أخطأتُ بحقك كما تزعم.
لن تجد أفضل من هذا المقترح في قضيتك معي. فعجّلْ بذلك يا رئيس الوزراء، فهذه كلمة تحدٍ قد صارت بيني وبينك، ووعاها من سمعها وقرأها.
فهل تريد أن تثبت نزاهتك؟ لا تتأخر بسلوك هذا الطريق يا دولة الرئيس.
٢٠ كانون الأول ٢٠٢٢