الكاتب : سليم الحسني
قلعة الشيعة الحصينة، ودرعهم الشديد. حين يضعف الحشد يختفي الأمان من العراق، ويصبح الشيعة على حافة المنحدر.
انضباط ومسؤولية وبطولة، هذه بعض صفاتهم. مقاتلون أشداء تعرفهم من وسم الكرامة على جباههم، من رائحة التراب على أجسادهم، من ملامح الوطن على وجوههم.
جَرّبوا معهم كل الوسائل لجرّهم نحو فتنة عمياء. كان التخطيط عميقاً. كانت عليه بصمات أكبر الغدّارين في العالم. وكان التنفيذ على أيدي الواهمين.
واهم حالم بالزعامة وآخر حالم بولاية ثانية، تحالفا معاً ودبّرا الأمر في ليلة مشؤومة. لكن الحسابات كانت خاطئة، ليس بسبب سطحيتها أو نقصها، إنما لأن المستهدف كان عصياً على المخططات، إنه الحشد الشعبي القوة الضاربة التي تعرف المسؤولية وتعيشها. جيش من الجبارين يمسكون السلاح فلا يطلقون الرصاص إلا على أعداء العراق، وإنْ أراد المخدوعون جرّهم الى اقتتال جانبي، تحولوا الى جبال عالية، وهل يستطيع المغرر به أن يسحب جبلاً بحبل غسيل؟
أخطأ مقتدى الصدر حين ظنّ أن بمقدوره استفزاز الحشد الشعبي، وأخطأ أكثر منه مصطفى الكاظمي حين اعتقد أن الحشد طفل منفعل يفلت منه الزمام بقرصة نملة. غاب عنهما أنه الحشد الشعبي، أبطاله ذوو قلوب تنبض بالعراق، وأنفاسهم حبّ الناس. لن تستفز الحشدي كلمة طائشة أو رصاصة غادرة، إنه وتدٌ من الانضباط ثابت على الأرض، إنه بطلٌ نذر نفسه للدفاع عن العراق وأمن شعبه، لن يحيد عن هذا الهدف، ولن يصرف نظره عن عدوه الشاخص المتربص بالوطن.
أخطأ الكاظمي خطأ العمر حين اشترك بهذا الانقلاب. أضاع نفسه في الوهم، كان أذناً يسمع مستشاريه وهم فئة لم يشهد العراق مثلها فساداً وكيداً.
أخطأ مقتدى الصدر خطأ العمر حين تحالف مع الكاظمي في خطوة مصنوعة من الدم، لقد أضاع نفسه، وكان مخدوعاً بما يسمعه من مساعديه ومقربيه.
أخطأ الانقلابيون وهم كثر، فيهم عناصر بعثية وطائفية ودولية، في تقدير الموقف وفشلوا في إنجاح مخططهم. فقادة الحشد الذين كانوا في الميدان، أفشلوا الانقلاب بشجاعتهم وحسن تدبيرهم، إنهم بحق مصدر اطمئنان وحماية للشيعة.
مع الحشد الشعبي تموت المؤامرات، وعند الحشد تنتهي التحديات. سور آمن عالٍ تتكسر عليه هجمات الجراد. صرخة غاضبة إنْ انطلقتْ، تصدّعتْ مؤامرات المغرضين.
حمى الله العراق من كيد الكائدين.
شكراً للحشد الشعبي على مواقفه وبطولاته وشجاعته.
٣١ آب ٢٠٢٢