الكاتب : محمد حسن زيد
اليوم يوم فاصل في التاريخ المعاصر..
سلّم الجيشُ السوري العاصمةَ دمشق دون قتال ليُعلن رئيسُ وزراء سوريا صباح اليوم تسليم الدولة للتنظيمات التكفيرية معلناً أن سوريا لن تكون جزءاً من أي أحلاف عسكرية في المستقبل ليتحقق حلم الكثيرين بإخراج سوريا من محور الممانعة!
زياد النخالة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي غادر دمشق، وخطوط الإمداد لحزب الله قُطعت، وبعدما تمت تصفية الصف الأول من قيادته وتدمير بنيته التحتية يبدو أن تغيرات استراتيجية كبيرة ستحدث داخل لبنان، فحزب الله الذي يتربص به أعداءُ الداخل اللبناني أصبح الآن محاطاً بالأعداء من جميع الاتجاهات وخياراته أصبحت غاية في الصعوبة سيتقرر بها مصير الطائفة الشيعية في لبنان..
التنظيمات التكفيرية المدعومة تركياً وقطرياً وسعودياً أصبحت الآن على تماس مباشر مع العدو الصهيوني الذي بدأ التوغل في القنيطرة وتزعم منصاته الإعلامية انه على تواصل مباشر مع التنظيمات التكفيرية وتنسيق معها.. والأيام المقبلة ستكشف المزيد عن طبيعة العلاقة بين إسرائيل وبين هذه التنظيمات..
اليوم للأسف سقطت غزة سياسياً وسيهرول الجميعُ للتطبيع مع إسرائيل، لكن هل سيعصمهم ذلك من “الشرق الأوسط الجديد” الذي سيتم فيه تفتيت المحيط العربي والإسلامي لتتوسع إسرائيل؟
“شرق أوسط جديد” سيخفت فيه صوتُ الممانعة للمشروع الصهيوني وسترتفع فيه أصوات الفتن، ومن ظن انه بمأمن من هذه الفتن فهو مخطيء..
ليس من مصلحة إسرائيل أن يبقى كيان عربي أو إسلامي كبير وقوي ومتماسك، وهي لن تتورع عن تفتيت المُفتت إلى أجزاء أصغر لتضمن بقاءها سيدة للمنطقة بلا ند، والشعوب السنية في الدول السنية أكثر قابلية للتأثر بانتصار ثوار سوريا السنيين، لذلك ستصبح فكرة “استيراد الثورة السورية” الهمّ الأمني الأكبر للأردن والعراق ومصر والجزائر وتونس والمغرب ودول الخليج، وحتى تركيا نفسها لا تضمن أن تكون بمنأى من التأثر.
هل إيران هي الخاسر بما حدث أم العرب والمسلمون؟
هذا والله المستعان هو نعم المولى ونعم النصير