كامل سلمان
وأنا أتصفح اليوتيوب جذب انتباهي بشكل متكرر فديو لسيدة لبنانية ترفع بيدها اليمنى صورة حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني السابق الذي أغتيل بهجوم جوي إسرائيلي وتدفع بيدها اليسرى عربة حمل الأمتعة والحقائب التي زاد عددها عن خمسة حقائب خلافاً للمسموح بالنسبة للمسافرين على متن جميع الخطوط الجوية ، لاحظت بعض المواقع الإلكترونية تشيد بهذه المرأة الشجاعة التي تحدت سلطات الأمن في مطار بيروت واعتبروها تحدي لإسرائيل فيما راحت مواقع أخرى وصحف معتبرة إن ذلك التصرف الذي صاحبه صراخ المرأة ضد أدارة المطار إخلالاً بالأمن وتمرداً على القوانين وفي الحالتين هي ضجة إعلامية ليس لها ما يبررها . لو أعدنا نفس اللقطة ولكن هذه المرة بمطار دولة أوربية ، هل سنجد من يهتم لهذه المرأة ؟ هل سنجد أي إهتمام إعلامي ؟ أكيد لا ، حسناً سأعيد نفس اللقطة ولكن في مطار بغداد والصورة بيدها لصدام حسين ، أظن بأن هذه السيدة ستختفي للأبد ، ولو كررنا اللقطة في دول عربية مختلفة ، في مطار دمشق وهي تحمل صورة بشار الأسد وفي مطار القاهرة وهي تحمل صورة محمد مرسي وغيرها من المطارات العربية ، أكيد سيكون ذلك مدعاة لحرب إعلامية وضجة في وسائل التواصل الإجتماعي إضافة إلى الاعتقال والتنكيل . أين الخلل ؟ الخلل في منظومة الحياة لهذه المجتمعات . . أكاد أجزم بأن تلك المرأة لو فعلت نفس الحركة في مطار بن غوريون في تل أبيب وسط إسرائيل سوف لن تجد من يعير لها الإهتمام ، فلماذا هذا التهجم غير المبرر على سيدة حاولت أن تعبر عن حبها لشخص قتل وهذا الشخص كان رمزاً لفئة كبيرة من الناس . مشكلتنا نحن هذه الشعوب نحسب للأمور حسابات أعمق من حقيقتها حتى أنني لاحظت بعض البرامج التي تقدم تحليلات سياسية لأحداث أو تصريحات فيتم تقديم تحليلات فوق الخيال ، أن تعظيم الأمور هو ديدن المجتمعات الفارغة وليس دليل الخيال الواسع والفهم العميق للأحداث . للأسف تنقصنا الكثير من الرؤى الصحيحة ، فمازالت حرية التعبير نعتبرها تحدي .
المسألة الأساسية في هذه القصة هي غياب دور القانون ، فأن كان القانون يجرم هذا السلوك ويعتبره تجاوزاً على القانون كان من الواجب اصطحاب المرأة إلى خلف القضبان لتنال جزاءها العادل وإن كان القانون لا يجرم مثل هذه الأفعال فمن الأولى عدم الاهتمام وتناقل الخبر وكأنه حادث مهم يحتاج إلى سبق صحفي ، نحتاج إلى ثقافة جديدة وخاصة في المطارات لأن مثل هذه الأماكن هي ساحة لقاءات عالمية لمختلف الأشكال والألوان والأجناس فيجب أن يكون القانون وحده سيد الموقف وليست وسائل التواصل أو الإعلام .
تحية للكاتب الرائع.. كامل سلمان..
بعد التحية الطيبة..
اولا.. يقول احدهم (اخاف ان ياتي يوم تصبح الخيانة و جهة نظر) ولكن اليوم لياتي ويرى الخيانة عقيدة اصبحت..
هل يستطيع احد ان يرفع صورة موسليني بمطار روما؟ هل يستطيع احد ان يرفع صورة هتلر بمطار برلين؟
ثانيا:
ان ترفع علم بلد اجنبي بمطار وتتحدى الدولة.. المنكوبة بسبب مغامرات حسن نصر الله الذي جهر بانه يتامر على وجود الدولة اللبنانية ويسعى لالحاقها بايران.. هل تعتبر ذلك وطنيةام خيانة عظمى.؟
اليكم الرابط بتصريح سيء الصيت حسن نصر الله الخائن .. لوطنه وشعبه.
https://www.youtube.com/watch?v=6jU9QNIf7qk
ثالثا:
هل في اي دولة معتبرة توجد مليشيات خارج اطار الدولة و لحزب صوريا هو حزب سياسي.. ولكن واقعيا هو مليشة موالية جهارا لدولة اجنبية.. ويضع صور زعماء اجانب ايرانيين بشوارع لبنان وويلا للبناني الوطني يعترض على ذلك؟
بالله عليكم..
يرفعون العلم الايراني وهم مسافرين جاءوا لتشيع سيء الصيت حسن نصر الله.. ماذا تطلق على ذلك؟ هل حسن نصر الله لبناني ام ايراني؟ الجواب من رفع العلم ا لايراني.. اها..
هو خائن.. لو كان بالعراق ولبنان .. دول معتبرة و تطبق قوانين الخيانة العظمى والتخابر مع الجهات الاجنبية لكان مصير حسن نصر الله الاعدام منذ زمن بعيد..
تحياتي لجنابكم الكريم و المتابع لمقالاتكم الرائعة..
واختلاف الراي لا يفسد بالود قضية..
عزيزي حسين كاظم المحترم ، تحية وتقدير ، الهدف من المقال هو نقد حالات لا تستحق التهويل ونقد غياب القانون ، في جميع مطارات الدول هناك قوانين صارمة وواضحة ، هذا الشيء غير موجود في هذه الدول التعبانة ، هذه أشياء نعاني منها في مجتمعاتنا بحيث رجل الأمن لا يعرف كيف يتصرف لأنه لا يعرف القانون ، فالمرأة في الفديو أما مذنبة ويتم محاسبتها أو غير مذنبة وتترك ، الموضوع لا يخص تصرف السيدة في الفديو بل بخص قوانين الدولة وكل الدول الفاشلة