Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

يعتبر الوقف والابتداء من اسس ترتيل القرآن “وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً” (المزمل 4) ويقول الإمام علي عليه السلام ( الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف). لذلك فالوقف له علاقة بجودة الترتيل كما في الآيات التالية التي هي امثلة يستفيد منها القارئ في الوقف المناسب “وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ (ج: جواز الوقف) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (الأعراف 8)، “فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ (ج: جواز الوقف) فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ” (الأعراف 22)، “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ (ج: جواز الوقف) ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ” (الأعراف 26)، “قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (ج: جواز الوقف) كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ” (الأعراف 29)، “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا (ج: جواز الوقف) إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأعراف 31)، “قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ (ج: جواز الوقف) قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ (قلى: الوقف اولى) كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” (الأعراف 32)، “فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ (ج: جواز الوقف) أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ” (الأعراف 37)، “إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ (ج: جواز الوقف) وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ” (الأعراف 40).

قال الله سبحانه “وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا” (طه 114) أي عند القراءة عليك بعدم التعجل بل المطلوب التمهل والوقف المناسب وخاصة عندما توجد مجموعة مستمعة. ومن الوقف المناسب عند علامة جواز الوقف (ج) كما في الآيات التالية “لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ (ج: جواز الوقف) وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ” (الأعراف 41)، “وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ (ج: جواز الوقف) فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ” (الأعراف 44)، “وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ (ج: جواز الوقف) وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ (ج: جواز الوقف) وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ” (الأعراف 46)، “أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ (ج: جواز الوقف) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ” (الأعراف 49).

ان علامات الوقف علامات اجتهادية لأن المصاحف السابقة كانت خالية من هذه العلامات. ولو ان المصاحف الحالية لا تختلف فيها وضع العلامات كثيرا الا ان بعضها فيها اختلاف قليل. ومن الآيات الشريفة التي فيها علامة جواز الوقف (ج) “وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ (ج: جواز الوقف) قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ” (الأعراف 50)، “الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا (ج: جواز الوقف) فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ” (الأعراف 51)، “هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ (ج: جواز الوقف) يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ (ج: جواز الوقف) قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ” (الأعراف 53)، “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً (ج: جواز الوقف) إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (الأعراف 55).

جاء في صفحة القراءات القرآنية عن تنبيهات حول الوقف والابتداء: من الأوقاف ما يتأكد استحبابه لبيان المعنى المقصود وهو ما لو وصل طرفاه لأوهم معنى غير المراد وهذا هو الذي اصطلح عليه السجاوندي لازم وعبر عنه بعضهم بالواجب وليس معناه الواجب عند الفقهاء يعاقب على تركه كما توهمه بعض الناس ويجيء هذا في قسمي التام والكافي وربما يجيء في الحسن. ومن الأمثلة في سورة الأعراف عن الوقف المجازي “وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا (ج: جواز الوقف) إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ” (الأعراف 56)، “وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ (ج: جواز الوقف) كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” (الأعراف 57)، “فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا (ج: جواز الوقف) إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ” (الأعراف 64)، “وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا (قلى: الوقف اولى) قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ (ج: جواز الوقف) أَفَلَا تَتَّقُونَ” (الأعراف 65)، “أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ (ج: جواز الوقف) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (الأعراف 69).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *