101869af-a834-493f-be7d-e6ff81e17500

سلام عادل

ترى الأجيال الشيعية من مختلف الأعمار، التي عاشت تجارب صعبة في النظام العراقي الجديد، أن المحاصصة مع المكونات الأخرى تكلفتها كبيرة بحسابات الموارد، وأن مساحات التعايش السياسي والاجتماعي تزداد ضيقاً مع كل تنازل يقدمه الشيعة

كتب / سلام عادل

دارت في الايام الأخيرة حوارات حول إمكانية أن يذهب الشيعة في العراق نحو الاستقلال بدولة تبدأ حدودها من سامراء إلى البصرة، ويكون ذلك بعد اجراء استفتاء شعبي بين أوساط سكان المحافظات الوسطى والجنوبية، يشمل ذلك العاصمة بغداد، باعتبارها ذات أغلبية شيعية واضحة، ومن بعد عقد مفاوضات سياسية لكتابة دستور لهذه الدولة، ورسم مسار عملية سياسية ديمقراطية تتبعها انتخابات.

وتأتي هذه الأفكار على خلفية الشعور بفشل نظام المحاصصة، الذي جرى فرضه في عراق ما بعد 2003، والذي لم يكن في حده الادنى عاملاً مساعداً في مسك وحدة البلاد على المستوى السياسي والاجتماعي، ويظهر ذلك في عدة نزاعات حصلت، أبرزها بين إقليم كردستان والسلطة الاتحادية، وهي حالة ظلت مستمرة من دون انقطاع، حتى وصل الأمر إلى أن يذهب الأكراد إلى اجراء استفتاء على الانفصال سنة 2017.

ويضاف إلى ذلك انخراط المناطق السُنية في صراع متشابك آخر من دون نهايات، وخصوصاً بعد التورط في عملية انفصال واضحة خلال حقبة داعش، حين سارت ثلاث محافظات مع مشروع الدولة الارهابية في العراق والشام، تم خلالها كسر الحدود الدولية وشن حرب على الدولة العراقية استمرّت قرابة أربع سنوات ما زالت تحدياته، وهو صراع لم يكد ينتهي حتى بادرت قوى سياسية سُنية إلى التلويح بالذهاب نحو إقليم سُني، حتى ولو بتدخل وضغوط خارجية.

ومن هنا أثرت النوازع والنزعات الكوردية والسُنية مع المكون الشيعي كثيراً في حالة الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتبددت بسبب ذلك فرص تنموية هائلة وموارد اقتصادية كبيرة، وهي مستمرة من دون توقف لدرجة باتت فيها مادة ابتزاز سياسي داخل السلطة التشريعية والتنفيذية، بل ووصل الحال إلى السلطة القضائية، والى المرجعيات الدينية، وهو ابتزاز بلا حدود ولا يضع اعتبارات للسلم الأهلي والبعد الوطني.

وترى الأجيال الشيعية من مختلف الأعمار، التي عاشت تجارب صعبة في النظام العراقي الجديد، أن المحاصصة مع المكونات الأخرى تكلفتها كبيرة بحسابات الموارد، وان مساحات التعايش السياسي والاجتماعي تزداد ضيقاً مع كل تنازل يقدمه الشيعة، مما يجعل الإبقاء على صيغة العملية السياسية الحالية في إطار عراق 2003 عبارة عن قيود تحول دون الانطلاق نحو مستقبل افضل.

ولعل هذا المتغير في التفكير والشعور هو أشبه بالتحرر من عُقدة التنازل والعطاء، التي لطالما لازمت الشيعة في مراحل حكم سابقة، حين كانوا يكتفون بدور المحكوم وليس الحاكم، رغم أحقيتهم بذلك، وتمتعهم بالموارد البشرية والمادية الأكبر على جغرافياتهم التاريخية، وفي ظل عدم احترام تضحياتهم ولو بالحد الادنى من التقدير.

ويكفل ميثاق الأمم المتحدة حق تقرير المصير لأي شعب بالاستقلال والسيادة على أرضه، سيما حين تتوفر عناصر اجتماعية ودينية وجغرافية وتاريخية ولغوية، وهي روابط جامعة لدى الشيعة العراقيين ترافقها طموحات بالعيش بسلام واستقرار وتفاعل صديق مع دول الجوار والعالم، مع ممكنات أن تلعب الدولة الشيعية العراقية المستقلة أدواراً في بزوغ مرحلة حضارية حديثة في الشرق الأوسط، وتساهم في تعزيز الاستقرار على ضفاف الخليج.

2 thoughts on “الاستقلال الشيعي في العراق

  1. انجاز القادم للمالكي ..للانتخابات..هو تقسيم العراق..لفقدانهم اي انجاز للعرب الشيعة منذ ٢٢ سنة..كما انجز تسليم ثلث العراق لداعش ٢٠١٤
    ..
    المالكي ..رسالته ..لحيتان الفساد.. من طرح تقسيم العراق….اذا بقت دولة باسم العراق..لن تهنئوا .. وسيتم مطارتكم انتم وابنائكم وزوجاتكم واقاربكم واحفادكم.. بعد سقوط نظامكم الحالي المتهاوي..ليسترجع الشعب مئات المليارات التي تتمتعين بها اليوم..وسيقصلكم بالمشانق بالشوارع…ويرسل فرق موت لاغتيالكم بدول العالم..
    فلا تبقون شيء اسمه دولة العراق لضمان مستقبلكم…وعوائلكم ..

    هل دعوة المالكي لتقسيم العراق..الجنوب..باتفاق مع اسرائيل لتسليم غرب العراق لاسرائيل…كما سلم غرب العراق ٢٠١٤ لداعش..
    وهل سيمنع المالكي الجيش العراقي والشرطة العراقية من دخول جنوب العراق الاقليم الشيعي ..وهل سيتم تصدير النفط باسم عوائل ال المالكي وال الصدر وال الحكيم وال السستاني وال بحر العلوم..وال خامنئي .مثلا..وباشرف طهران..
    ويترك كالعادة الجنوب للتخلف والبطالة والمخدرات المهربة من ايران….
    ..
    طرح الاقليم الشيعي..بوقت شيعة العراق..يشعرون بالتهديد والخطر من سلطة الاحزاب الاسلامية الشيعة ومليشاتهم..التي حكمتهم فسادا وفشلا وعمالة لايران..وانتفضوا ضدهم بتشرين شعبيا وقاطعوهم انتخابيا ٢٠١٨ و٢٠٢٢ ….ياتي الطرح بالمحصلة بوقت غير ملائم..وبالضد من فكرة الاقليم الشيعي..

  2. وماذا ستسمى الدولة الحديثة ؟ العراق الحنوبي على غرار اليمن الجنوبي .ام العراق الشيعية؟ ام العراق الشعيعية العربية ؟ اسماء تنم عن نزعة للانفصال تلقون باللائمة على بقية المذاهب والاثنيات والشيعة وللاسف هم من يحكمون منذ 22 سنة وحالة المواطن في الحضيض ,هذا ما يريده العدو ,لماذا لا يكون العراق دولة ديمقراطية علمانية (الدين لله والوطن للجميع) لكل مواطن ايا كان مذهبه او عرقه صوت واحد عند الانتخابات ولينتخب الاكفأ وان كانوا جميعهم منطيف سياسي او ديني او اثني واحد المهم يخدم الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *