ال

الشيخ محمد الحميداوي

لا يوجد مرجع ديني حاول التقارب مع المسلمين السنة، مثلما حاول المرحوم السيد محمد حسين فضل الله- رحمه الله- حتى انَّه ربما تجاوز في نظر كثيرين، خطوطًا حمراء في هذا السبيل، ومع هذا فإنَّ أنصار الجولاني، لما دخلوا مسجده، تعمدوا إهانة السيد فضل الله وهو في قبره فوضعوا صورته مقلوبة مع الأحذية!

بناء على ما تقدم، فإنَّه من السذاجة بمكان أن يأتيك من يتفلسف اليوم ويطالبك بعدم إثارة حفيظة وحوش الجولاني عبر نشر الانتهاكات الفظيعة التي يرتكبونها ضد الأقليَّات، وكأن الإيزيدين وغيرهم من الأقليات ممن فعلت بهم الدواعش الأفاعيل من قتل وسبى، كانوا قد أثاروا حفيظة أصحاب هذا الفكر الدموي المتوحش!

حتى اكثر الناس تشددًا في الفقه من الأخبارية اتجاه المخالفين، استثنى قبل مئات السنين، النساء والأطفال وكبار السن، من أحكام الكفر وما يستتبع ذلك من الطهارة والنجاسة، ومتفيقهة اليوم، يريدون من الناس عدم التعاطف مع الجميع؛ بحجة انهم من دين آخر !

# عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لمالك الأشتر النخعي(وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم… فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق) نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) – ج ٣ – الصفحة ٨٤

إنَّ الرحمة والمحبة واللطف بالناس تدور مدار الدين والإنسانية، فأي الاثنين وجد، أخذ معه الثلاثة وإلا فليراجع الإنسان فطرته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *