
عماد ياسين الزهيري
يمر العراق منذ عقدين بصراع وجودي لبقاء دولته وشعبه ووحدته بعيدا عن الضعف والاندثار وحاول رجال الدولة الوطنيون من تقديم المشورة والمشاريع الاستراتيجية التي ساهمت بالنجاح في بعض القطاعات والنصر بمستوياته الثلاثة التعبوي والعملياتي عسكريا وتحسن مستوى الامن الداخلي بشكل واضح وملموس ولكن تبقى الدولة كيان معنوي ضعيف وامنها القومي يواجه التحديات والمصاعب داخليا واقليميا ودوليا بسبب الطمع الكبير بثروات العراق وموقعه الجيوسياسي مع فرض لاعب قوي وجديد في النادي العربي ولذلك تستمر تركيا بتواجدها العسكري بشمال العراق مع وجود فصائل معارضة لبعض دول الجوار مستغلين الفراغ العسكري والامني على الحدود الدولي مع تركيا وايران كما يستمر الطيران الاسرائيلي والتركي ودول اخرى بخرق سيادة العراق بشكل واضح وصارخ وبغية الخروج من هذا المأزق سياسيا وعسكريا وامنيا فعلينا ان نعمل ونعتمد مشروع ونظام الجاهزية للوقوف على متطلبات الجيش والتي نضمن بها قدرتنا كعراقيين للدفاع عن متطلبات الامن القومي بدفاع حيوي وتعرضي ان تطلب الامر وبصدده اود ان ابين ما يأتي :
١.تعتمد دول العالم المتقدم ولاسيما حلف الناتو والولايات المتحدة الامريكية على الجاهزية بشكل مستمر وفعال لضمان الحفاظ على فعالية الاسلحة والصنوف لمواجهة اي تهديدات او ازمات تستهدف امنها القومي ومصالحها وحلفائها وهي تعتمد على اربع عناصر ( الموارد والمقصود العنصر البشري ، القدرات والمقصود الاسلحة والتجهيزات ، التدريب والمقصود المناهج والقاعد المادية لها ، البنى التحتية والقصود اعداد مسارح العمليات وساحات الحركات )
ويعتمد على مصفوفات رياضية وجداول ركن ومعايير لضبط المبادئ العامة منظومة ضباط من ذوي الاختصاص والخبرة واعتماد تطوير عملهم من خلال الاختصاص العام والاختصاص الدقيق وسأضرب مثلا على ذلك مثل سلاح القوة الجوية كاختصاص عام ولكن التسليح والتجهيز للطائرات يعتبر اختصاص دقيق وهذا يشمل قيادات اسلحة ( البرية ، البحرية ، الدفاع الجوي ، طيران الجيش ، القوة الجوية ، والامن والاستخبارات والامن السيبراني )
٢.ان ارتباط هيئة الجاهزية برئاسة اركان الجيش بعد اكمال متطلباتها في المفتشية العسكرية العامة هي خطوة بالاتجاه الصحيح ودعمها تنظيميا مع اختيار الضباط من ذوي الخبرة والكفاءة في صنوفهم وامتلاكهم المهارات الأساسية لذا يتطلب الاستمرار بتطوير هذه المنظومة علميا وعمليا واعتماد التقنيات والانظمة الالكترونية مع تخصيصات ماليه جيده لإعداد تقارير فصلية تعرض على انظار القائد العام للقوات المسلحة ومجلس الامن القومي للوقوف على جاهزية الجيش واتخاذ القرارات المناسبة في حال التعامل مع تهديدات حاليه او محتمله داخليا او خارجيا من قبل تنظيمات ارهابية او دول معينه واي قرار يتخذ بدون العودة الى هذا التقييم سيكون مجازفة غير محسوبة ولربما بداية لإنتاج ازمة كبيره
٣.تعتمد تقارير الجاهزية اسلوبا علميا احصائيا حيث تساهم تقارير المفتشية العسكرية العامة للتفتيش الفحصي والاستعداد القتالي في رفد المنظومة بمعلومات حقيقية ودقيقة كما ان الحوادث والخروقات الأمنية والخسائر تساهم في اكمال تقييم الاداء العام للوحدة والاداء الفردي للضباط والمراتب ومن خلاله نقف على مستوى التدريب بجميع انواعه وأشكاله كما انها يجب ان تعتمد في القرارات الخاصة بتسليح وتجهيز الجيش والتي تبنى على عدد من الموارد وبضمنها تقارير الجاهزية كما اننا نعتمد على المقارنة مع دول الجوار والدول التي تمثل تهديد للعراق وامنه القومي او التي تسعى لإضعافه وبذلك يتم تخصيص الاموال بطريقة صحيحة ومدروسة لأغراض التسليح والتجهيز وليس بطريقة ردود الافعال او القرارات العاطفية نتيجة ضغوط سياسية او اخرى
٤. يجب دراسة موارد وقدرات اسرائيل والتي تمثل تهديدا مستمرا للأمن القومي العراقي منذ ضرب مفاعل تموز النووي العراقي عام ١٩٨١ وخاصة في بناء القوة الجوية والدفاع الجوي والامن السيبراني كأسبقية اولى ودعم ذلك بعلاقات دفاعيه مع دول تتفق مع العراق وتوجهاته السياسية والديمقراطية
مع الاخذ بعين الاعتبار موارد وقدرات دول الجوار ولاسيما تلك التي اصبحت جاهزيتها عالية وقد تمثل تهديدا مستقبليا للعراق وامنه القومي ووحدته وشعبه وثرواته ومصالحه الحيوية
وحفظ الله العراق وشعبه ووحدته وجيشه
الفريق ق خ الركن الدكتور
عماد ياسين الزهيري