عماد ياسين الزهيري
بناء على رغبة بعض مراكز البحوث والدراسات العراقية واخوة كرام لي من المحللين السياسيين والذين يثقون برؤيتي الاستشرافية لاحداث المنطقة في مجال فن وعلم الحرب واستراتيجيات القوى العالمية والاقليمي التي تؤثر على مصالح ومتطلبات الامن القومي العراقي وبناء على تلك الرغبة سأكتب مجموعة من الاراء التي تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في تسليط الضوء للمراقب السياسي والعسكري لاسيما من صناع القرار ومتخذيه بغض النظر عن خلفياتهم السياسية وتوجهاتهم الحزبية على ان يكون العامل المشترك الاكبر فيما بينهم هو مصلحة العراق وشعبه ووحدته والدفاع عنها بصرامة وشراسة وعدم التراخي والتكاسل حتى لا تقع في منطقة القرارات المنهكة او المهلكة التي أضرت بالعراق ودولته منذ عام ١٩٢١ وليومنا هذا والذهاب باتجاه القرارات المنتجة للسيادة والاستقلالية والتطور والنمو الاقتصادي والرفاه والكرامة للشعب بجميع مكوناته واطيافه
وبصدد ذلك سألخص افكاري ببعض المواد والفقرات
وكما يأتي .
١.يعتبر الهدف من الحرب إحدى المبادئ الرئيسية للمدارس الفكرية الحربية الغربية والشرعية والتي عادة تعتمد النظام الفلسفي كما يعتبر المبدأ الاول للمدارس الاكاديمية الحربية والتي تلتزم بافكار المنظرين والقادة العسكريون وتميل الى الالتزام بالمبدأ وتطبيقه وليس مناقشته
٢.تعتمد الولايات المتحدة على مدرسة اكاديمية حربية خليط من المدرسة الانكليزية والفرنسية التي تؤمن بالاستراتيجية الغير مباشرة ومنظريها ليدل هارت واندريه بوفر وكذلك المدرسة الالمانية صاحبة الاستراتيجية المباشرة ومنظرها كلاوزفيتز وانتجت بهذه الخلطة العلمية والعملية عقيدة عسكرية منتجة لنظريات ( الامن القومي ، الدفاع عن المصالح الحيوية، الدفاع التعرضي ، الردع الاستراتيجي ، الردع النووي ، حرب الفضاء وهكذا ) وساعدها بذلك اقتصادها القوي وموقعها الجيوسياسي ونظامها الديمقراطي الذي يكيف البلاد والعباد لمصالحهم السياسية والاقتصادية في السلم والحرب ولتسليط الضوء على هذا الهدف من الاحداث الاخيرة مع ايران فان الولايات المتحدة ترى تنفيذ حرب كبرى في منطقة الشرق الاوسط واسيا ضرورة لاثبات حالها بانها الاقوى والاقدر في المنطقة خاصة مع تصاعد وتيرة التنافس التجاري مع الصين ومجموعة بريكس ومع روسيا عسكريا في مجال تصنيع الاسلحة الصاروخية والردع النووي ومع ايران وتأثيرها على امن إسرائيل بواسطة مشروع وحدة الساحات وتحادم النزاع بوسائل وادوات جديدة ومؤثره على ميزان القوى في المنطقة ومع السعودية ودورها الريادي الجديد والطامح لقيادة العرب في هذه المرحلة وبمشروع اقتصادي وسياسي وليس عسكري كما ان العلاقات الامريكية والتركية اصبحت في مرحلة حرجة حيث ابدت تركيا طموحها وطمعها بأعادة صياغة الشرق الاوسط على ان تكون ممثلة للعالم الاسلامي ومهندسة لمشاريعه السياسية والاقتصادية
وبذلك فان امريكا لن ولم تترك سياسات الحروب وستؤسس لنفسها مع سياسة الرئيس ترامب دور ( صانع السلام بالقوة ) لتجنب حرب عالمية ثالثة حسب مفهوم فريق عمل ترامب الحالي وبالتالي سيقولون للجميع ( ان لم تكن معي فأنت ضدي) واستخدموا إسرائيل كذراع طويلة لتصفية حساباتهم مع بعض المعاندين والمترددين لمشروعهم
٢.تعتمد ايران على مزيج من المبادئ في مدرسة حربها الاكاديمية واضافت التأثير العقائدي للمؤسسة الدينية لشحن الشعوب الايرانية او المؤمنة بالاسلام السياسي ومزج مبادئ السيد الخميني الاربعة عشر بمبادئ حسن البنا لبناء قوة معنوية يمكن أستخدامها في حروبها للدفاع عن نظامها السياسي او مصالحها الحيوية لذلك يعتبر الهدف من الحرب ايرانيا موضوع بالغ الاهمية والحساسية نتيجة ظروف تجربتهم مع العراق في حرب الثمان سنوات والتي تبين في ما بعد انها كمين ومؤامرة على بلدين مسلمين وإنهاكهم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ولذلك انتبه منظروا المدرسة الحربية الايرانية على الابتعاد عن استراتيجية كلاوزفتز وهي الحرب المباشرة والصراع مع الثور بمسك قرنيه وطرحه ارضا الى الاستراتيجية الغير مباشر وترويض الثور او قتله بأيدي الاخرين ونجحت من خلال برنامجها العقائدي والذي جعلها نموذجا للدولة الشيعية ذات البرنامج السياسي التقليدي مع فشل الانظمة العربية مع احتواء والتعامل مع الشيعة العرب كثاني أكبر مكون ديني وطائفي في الشرق الاوسط
وهنا اقول قولي وللتأريخ ان اذا ما بدأت الحرب بين امريكا وأيران فان الخاسر الاكبر هو الاسلام بسنته وشيعته وسيكون ميزان القوى لصالح إسرائيل حصرا كما ان نظرية سقوط النظام الايراني امرا صعب ولن يكون شبيه بسيناريو العراق لكون طبيعة شخصية المواطن الايراني بشعوبه وأقلياته ستتمسك بوحدة البلاد والعباد وستدفعهم لمزيد من اللحمة والوحدة
كما لايران فرصة في البدء بمشروعها النووي العسكري أسوة بالهند وباكستان واسرائيل وسيزيدهم ذلك عنادا
وسيتأثر الاقتصاد العالمي والامريكي ولا استبعد تأثير ذلك على بعض الانظمة السياسية دوليا وأقليميا
اما موضوع سيناريوا الحرب وكيفية ادارة الصراع عسكريا فسأتناوله لاحقا بحلقة اخرى لاهمية التفاصيل
٣.كيفية ادارة هذه الازمة عراقيا وعربيا وهذا المهم
يمكن للسعودية والعراق ان يلعب دورا مهما بنزع فتيل الازمة وأيجاد ساحات للتفاهم بديلا عن مطبخ سلطنة عمان الغير مباشر وطباخه البريطاني او قطر وطباخه التركي مع تهيئة الاجواء باعطاء زخم وصلاحيات للحكومة للتقديم مصالح العراق وامنه في هذه الادارة مع اجتماع لطاولة مستديرة بدعوة من حكماء وعقلاء القوم لاعداد. رؤية عراقية مدعومة عربيا وبذلك سيسجل التأريخ انجاز للعراق وحكومته وشعبه وتجنيب المنطقة الصراع المسلح مع الحفاظ على المصالح الحيوية لكل الاطراف بتوازن انساني
٤.عسكريا يمكن للعراق اتخاذ عدد من الخطوات التي تساعده على تجنب اثار هذا الصراع من خلال اعادة انفتاح الجيش وقوات الحدود على جميع الحدود الوطنية مع دول الجوار وتعزيز القوات المسلحة بصفقات سلاح في مجال الدفاع الجوي والقوة الجوية وطيران الجيش كا اسبقيه أولى ثم توحيد قطاع الاستخبارات والامن السيبراني كأسبقية ثانيه وتطويره واقرار قانون خدمة العلم وصندوق تسليح القوات المسلحة واعادة ارتباط قوات الحدود برئاسة اركان الجيش عملياتيا لحين انتهاء الازمة وتداعياتها وتسليم الملف الامني في المحافظات للشرطة الاتحادية وتعيين مستشارين عسكريين برتبة فريق ركن متدرج ومجرب للمحافظين على ان لايكون من سكنتها ولوزراء الخارجية والنقل والموارد المائيه لدور هذه وتأثيرها في الحرب والازمات
٥.اعلاميا الدعوة لعقدة مؤتمر وطنيا لتوحيد الخطاب الاعلامي وتوجيه جميع الجهود لصناعة رأي عراقي وطني حكومي وشعبي يكون مساند للدولة سياسيا واعلاميا مع دعم مالي ومعنوي لهم وبذلك نستعد لجميع السيناريوهات وأستخدام كافة موارد الدولة عسكريا وأمنيا واعلاميا وعدم التفريط بأي منها
ومن الله التوفيق والسداد
وحفظ الله العراق وشعبه ووحدته
الفريق ق خ الركن الدكتور
عماد ياسين الزهيري