حسن درباش العامري
يبدو أن البعض يعتقد بأن السياسة هي التنازل عن الحقوق من أجل أن تسير الأمور ،وهذا يسمى بفن التنازل الذي يؤدي إلى طمع الآخرين بالبلد حتى يصل إلى حد تطاول كل من هب ودب على سيادة العراق …
في العلاقات الدولية مبادئ تسمى بالعلاقات البروتوكولية التي تعطي الحق بالتعامل بالمثل ،ويعد هذا التعامل امرا ضروريا كقوة ردع حقيقية وفاعلة لإجبار الآخرين لتقديم الاحترام لأشخاص دولة أخرى تلافيا لإبداء نفس التعامل لأشخاص تلك الدولة ،اما تقديم اصول الترحيب والحفاوة لسياسي دولة معتدية فهذا يعني الضعف والخضوع ويؤدي للتمادي وقد يصل ذلك التمادي حد التجاوزات على سيادة البلد وأراضي وازدراء شعبه !! قد يستشهد البعض بالقاعدة السياسية القائلة بأن في السياسة لايوجد عدو دائم ولا صديق دائم ولكن هنالك مصالح دائمة ..نعم هذا حقيقي ولكن تلك المصالح لاتعني بأي حال من الأحوال أن تتجاوز الدم الحر والأرض والمياه والاقليم والشعب وكل ثوابت تكوين الدولة …
أما التنازل عن الحقوق والأراضي والمياه فهذا يعتبر خيانة حقيقية للبلد ،فليس لاي مسؤول مهما علا شأنه أن يتنازل عن أي شبر من أراضي بلده او مياهه لانه سيؤسس إلى خلاف مستقبلي لابد من حدوثه لأن الوطنية والغيرة متباينة بين شخص وآخر فحينما يأتي ذلك الشخص الذي يعتقد بتلك الحقائق ستكون المطالبات وتتطور لتكون ما اسسنا له بؤر انفجار وصراع والأجيال في غنى عنها ،لذلك يكره المجاملات على حساب الأرض والماء والاقليم بشكل عام .. مثال ..لهذا ومن باب الحب والتمسك بالكويت أرضا وشعبا نحن نعتقد اي مجاملات على حساب التنازل عن اي حقوق عراقية في خور عبد الله أو في الأرض العراقية غير ممكنة من أجل سلامة الأجيال القادمة لكلا البلدين ..
كما لايجوز التنازل عن الدم العراقي من خلال دعوة من استباح حرمته ومن عمل على تهجير المواطنين وقام بتهديم بيوتهم ،لان ذلك يعتبر استباحة لتلك الدماء الوطنية وتنازل عن حرمات البلد ، نعم يمكن إعادة العلاقات بين البلدين دون أن نهين دماء زكية اريقت دفاعاً عن مالها وعرضها ودينها ،لان الغراب لن يكون حمامة سلام وان اكرمته ..
لذلك فأن اختيار القائد يجب أن يعتمد الاتفاق العام من قبل الجميع وبالخصوص أصحاب المعرفة والدراية بالفنون والعلوم السياسية لأن الآراء تكمل بعضها وقضية فرض شخص لقيادة البلد تستوجب مراجعة تجربته أن كان مجرب ومراجعة علمه وسيرته وليس شكله أو حزبه لأن من كان ناجحا في حزبه ليس بالضرورة أن يكون ناجحا في مواقع المسؤولية التنفيذية ! والتعامل السياسي الدولي والداخلي يحتاج لمعرفة ودراية تختلف عن المعرفة الاجتماعية والأهلية المجتمعية !!
واي ممن تم تجربتهم لابد أن نراجع برنامجه الذي وعد بتحقيقه وكل ما وعد به وحققه وكل مالم يحققه ونحسبها لنخلص إلى نتيجة النجاح والفشل لأن مستقبل البلد ليس حقلا للتجارب أو لتحقيق طموحات شخصية ،كما يتوجب حسبان الحقوق الوطنية والشعبية والتعاطي مع من يخرق تلك الثوابت ويحاول العبث بأمن الوطن وثوابت كرامة المواطن لأن وجود المسؤول من أجل تلك المفردات والمعاني. ولابأس من الاقتداء برؤساء دول أخرى وليس بإيران ومراجعة رؤسائها عنكم ببعيد …
وتبقى الساحة العراقية في المرحلة الماضية لوحة توضع من عمل لحفظ العراق وأرض العراق وحفظ أموال العراقيين لأن العمل الوطني يرتفع بصاحبة والأعمال التي تحدث بالضلام تحتاج لمن يتلمس نتائجها …..
الكاتب والناقد السياسي
حسن درباش العامري
عضو مركز القمة للدراسات الاستراتيجيه
عضو الرابطة الدولية للخبراء والكتاب السياسيين…