علي جاسب الموسوي
سبايكر: نهر الدم الذي لم يجف، ووصمة العار على وجوه القتلة
التاريخ: 11/6/2014
في مثل هذا اليوم المشؤوم، سالت دماء شبابٍ عراقيين جنوبيين على ضفاف دجلة، لا لذنب اقترفوه سوى أنهم وُلدوا من رحم الجنوب، وتربوا في حضن التشيع، وحملوا في قلوبهم حبّ الحسين، ولبّوا نداء الوطن .. في هذا اليوم، ارتكبت عشائر تكريت – وعلى رأسها عشائر البوعجيل والبوناصر والبيجات – أبشع مجزرة في التاريخ العراقي الحديث، لتُعلن فيها ميلاد وحشيةٍ لا نظير لها، وتكشف عن عمق الفكر الإجرامي الذي تغذّى على الدواعش، وترعرع في أحضان التاريخ الأموي والعباسي والعثماني، ذاك التاريخ الذي كلّما ظننا أنّه انقضى، عاد إلينا بثيابٍ جديدة.
لم تكن سبايكر مجرد مجزرة .. كانت إعلان حرب على هوية الجنوب، وعلى شيعة العراق، وعلى التشيّع نفسه .. كان الدم الشيعي يُراق بدمٍ بارد، والضحايا يُساقون أفواجًا إلى جرف النهر أو إلى الحفر الجماعية، يُذبحون كما يُذبح الكبش، ويُدفنون أحياءً، وتُقطع رؤوسهم وتُصلب أجسادهم، فقط لأنهم “شيعة.
ما جرى في سبايكر لا يمكن عزله عن سياقه العقائدي .. إنه امتدادٌ لفكرٍ تكفيري، يُعاد إنتاجه وهو (الإسلام السنّي) وهو بريء من الإسلام المحمدي الأصيل، بل هو دينٌ جديد: دين إسرائيل الثقافي، دين الروايات المدسوسة، دين معاوية ويزيد، دين بني العباس، دين ابن تيمية ومن بعده ابن عبد الوهاب، دينٌ لا يعرف من الإسلام إلا الكراهية للحق وأهله.
وإنّ التاريخ سيسجل أن هذه المجزرة، التي حاول الإعلام المموّل تبريرها أو التخفيف من وقعها، كانت بداية كشف القناع عن وحشٍ نائم في قلب بعض المدن، وسكينًا في خاصرة العراق.
… يتبببع….