ضياء المهندس
تقول خاچية 🙁 اموالنا بين الغوارق و القوارض )
في مشهد جديد من الكوميديا السوداء التي اعتادها العراقيون، خرج حميد الغزي، الأمين العام لمجلس الوزراء، ليُعلن بكل ثقة أن:
“فتحة في أحد مخازن الأموال تسببت في دخول الجرذان، مما أدى إلى تلف مبلغ قدره 62 تريليون دينار عراقي.”
نعم، قرأتم الرقم صحيحًا: اثنان وستون تريليونًا.
ويبدو أننا دخلنا مرحلة جديدة من الفساد تُعرف بـ:
“نهب الدولة بواسطة القوارض!”
وليتهم قالوا إن “اليد الخفية” للأسواق هي من عبثت، بل قالوا:
الفأر… هو المتهم الأول!
🌊 ذكريات المال الغارق…
ولمن نسي، نذكّره:
في عام 2018، أعلنت وزارة المالية أن مياه الأمطار غمرت أحد المخازن، ما تسبب بتلف ملايين الدنانير العراقية.
والتبرير؟
“الأوراق النقدية تالفة، لكن المال محفوظ في ذمتنا!”
وكأن خزائن الدولة قد تحوّلت إلى أحواض سباحة للأموال.
🏦 سرقة الأمانات الضريبية: جريمة القرن.
في عام 2022، كشفت هيئة النزاهة عن اختفاء مبلغ يصل إلى:
3.7 تريليون دينار عراقي من الأمانات الضريبية.
ورغم الفضيحة المدوية، لم يُحاسب أحد من كبار المسؤولين، بينما قيل إن “جهات مجهولة” تقف وراء السرقة.
نعم، مجهولة… تمامًا كالمجرم في أفلام الغموض، ولكن بدون نهاية.
🚧 رسوم تُجبى… بلا خدمات!
يُحصّل العراق سنويًا مليارات الدنانير من الرسوم التالية:
رسوم الجوازات: أكثر من 120 مليار دينار سنويًا…
رسوم المرور والمركبات: نحو 300 مليار دينار…
رسوم الوقود عبر البطاقة الذكية: تتجاوز 500 مليار دينار….
رسوم الخدمات التعليمية والصحية: بمجموع يتجاوز 1 تريليون دينار سنويًا
والسؤال البريء: أين تذهب كل هذه الأموال؟
فالطرق محفّرة، والتعليم منهار، والمستشفيات تعاني نقص الشاش والمعقمات، والشهادات و الإعلانات لا تمنح إلا بعد طواف سبع دوائر، وأحيانًا معجزة.
🐀 الفأر الذي التهم ميزانية دولة
إذا كان الفأر قد أتلف 62 تريليونًا،
والمطر قد أغرق الملايين،
و”الأيادي الخفية” سرقت الترليونات،
فهل بقي ما نُراهن عليه؟!
في العراق، الجرذ لا يُقتل، بل يُكافأ…
ربما نراه يومًا برتبة “مستشار مالي”!
البروفسور د.ضياء واجد المهندس
رئيس مجلس الخبراء العراقي