اعداد : علي الحكيم – اشراف : د. محمد الغريفي الموسوي
المقدمة:
السياسة الخارجية مصطلح سياسي يعني كل ما يتعلق بعلاقات الدولة الخارجية، الدبلوماسية مع البلدان الأخرى، سواءً كانت مجاورة أو غير مجاورة. وفي أغلب البلدان والأمم تهتم وزارة الخارجية بتنظيم هذه السياسة. هي احدى فعاليات الدولة التي تعمل من خلالها لتنفيذ أهدافها في المجتمع الدولي وتعتبر الدولة الوحدة الأساسية في المجتمع الدولي وهي المؤهلة لممارسة السياسة الخارجية بما تملكه من سيادة وإمكانية مادية وعسكرية يعرفها بلاندوا ولتون انها منهج تخطيط للعمل يطوره صانعي القرار في الدولة تجاه الدول أو الوحدات الدولية الأخرى بهدف تحقيق أهداف محددة في اطار المصلحة الوطنية وهناك خمسة عوامل محددة للسياسة الخارجية قي أي دولة وهما الموقع الجغرافي وعدد السكان والموارد الطبيعية والقوة العسكرية والمعنوية وأخيرا النظام الداخلي للدولة.
السياسة الخارجية هي (مجموعة الأعمال التي يقوم بها جهاز متخصص لدولة لتسيير علاقاتها مع دول أخرى أو أطراف دولية أخرى) ويقصر ها البعض على علاقاتها السياسية بين الدول. ونستنتج من ذلك هي جزء من السياسة العامة لهذه الدولة أو الشكل الذي تسير به دولة علاقاتها مع دول أخرى، فدراسة السياسة الخارجية تقتصر علي ظاهر القرار سياسي للدول الخاص بعلاقاتها الخارجية وتعاونها الدولي دون أن تشمل علاقات الدولية بكاملها صناعة السياسة الخارجية يقصد بصنع السياسة الخارجية تحويل الهدف العام للدولة إلى قرار محدد. والسياسة الخارجية للدولة هي من صنع أفراد وجماعات يمثلون الدولة ويعرفون بصناع القرارات السياسة الخارجية في دولة واحدة على أساس مصالح أو وجهة نظر هذه الدولة فقط، فإن السياسة الخارجية لهذه الدولة أو تلك لها جذورها الداخلية بغض النظر عن مدى البعد الدولي لهذه السياسة، إذ أن السياسة تصنع في داخل الدولة ونتكلم في هذه البحث عن سياسة الخارجية العراقية في عهد الملكي (1921م-1958م).
بعد أن عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 على أثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني، وضد سياسة تهنيد العراق. حيث أصدر المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس أوامره بتشكيل حكومة وطنية عراقية انتقالية برئاسة نقيب أشراف بغداد عبد الرحمن النقيب الكيلاني وتشكيل المجلس التأسيسي الذي تولى من ضمن العديد من المهام انتخاب ملك على عرش العراق، وتشكيل الوزارات والمؤسسات والدوائر العراقية، واختيار الساسة العراقيين لتولي المهام الحكومية.
وأسرعت الحكومة البريطانية إلى تشكيل أول حكومة وطنية مؤقتة برئاسة عبد الرحمن الكيلاني النقيب نقيب أشراف بغداد، ووُضِع مستشار إنجليزي بجانب كل وزير. وأعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية رشحت لها الأمير فيصل بن الشريف حسين ملكًا على العراق، 23 أغسطس/ أب 1921م بعد إجراء استفتاء شعبي كانت نتيجته 96% تأييدًا لفيصل. أجبرت بريطانيا فيصل على توقيع معاهدة معها في 10 أكتوبر/ تشرين1 1922م تضمنت بعض أسس الانتداب البريطاني
مشكلة:
تضمن جزء كبير من عملية صنع القرار تحليل مجموعة محدودة من البدائل الموصوفة من حيث معايير التقييم. ثم قد تكون المهمة ترتيب هذه البدائل من حيث مدى جاذبيتها لصانع القرار عند النظر في جميع المعايير في وقت واحد.
هناك مجموعة من العوامل الإقليمية التي تؤثر على السياسة الخارجية منها درجة التكامل الاقليمى، وحدة الصراع الإقليمي، ووجود قوة مهيمنة اقليميا من عدمه، ودرجة التنافس بين القوى الكبرى في المنطقة. فكلما زادت درجة التكامل الإقليمي زات قدرة الدولة على تنبيى سياسة خارجية ناجحة.
أسئلة البحث:
ان مشكلة البحث تتخلص فيما هو تاثير السياسية الخاريجة العراقية في العهد الملكي على نمط العلاقات الاجتماعية بين الشعوب وسلوكياتهم وتعاملاتهم، ما بينهم و ما بين الشعوب الآخر.
السؤال الرئيسي
ما هو دور السياسية الخارجية العراقية في العهد الملكي (1921-1958) عن نظرية المثالية؟
الأسئلة الفرعیة
ما هي نظرية المثالية؟
ما هور السياسية الخارجية؟
ما هو دور السياسية الخارجية العراقية الملكية فی الشرق الأوسط؟
ما هي العلاقات السياسية الخارجية العراقية مع اروبا؟
ما هو ایجابیات وسلبيات السياسية الخارجية العراقية في العهد الملكي حسب المثالية.
أهداف البحث:
تشغل عملية صنع القرار موقعًا متميزًا وخاصًا في إطار العملية السياسة عامة، والسياسة الخارجية خاصة، فالسياسة والحكم ما هما –في نظر البعض- إلا مجموعة من القرارات الصادرة من مستويات أعلى إلى مستويات أقل، إلا أن الأمر يختلف كثيرًا في القرار على مستوى الدول أو القرارات في السياسة الخارجية لدولة ما، فهي ليست أوامر غير قابلة للتعديل أو التغيير صادرة ممن هو أعلى تجاه من هو أقل، بل هي قرارات تبتغي بها الدولة تحقيق مصالحها وأهدافها القومية في المجال الخارجي في إطار محددات قوتها القومية، ومعطيات البيئة الدولية.
أهمية البحث:
إن عملية صنع القرار عملية معقدة، لها محددات كثيرة، كما أنها تنطوي على مراحل عدة، تتأثر في كل مرحلة من مراحلها بإدراك صناع القرار لطبيعة هذه القدوة، حيث تلعب العقائد والمدركات والعوامل النفسية دورًا محوريًا في هذه العملية. كما أن تختلف باختلاف الموقف وإدراك صانع القرار لها.
وإن اختلف الباحثين والكتاب في تحديد مراحلها (صنع القرار)، لا بد لها من دورة تسير فيها، تبدأ بوجود محفز أو موقف معين، يعمل صناع القرار على إدراكه بطريقة ما، ويجمعوا على هذا الأساس المعلومات المتصلة به، وما يتفرع عنها عن بدائل للعمل، ثم اختيار أكثر البدائل مناسبة للموقف من جانب، وتحقيقًا لمصالح الدولة القومية، وتناسبًا لقدراتها القومية من جانب آخر، وانسجامًا مع رغبات ومصالح صناع القرار، وتوازنات القوى الاجتماعية الداخلية، ومحددات البيئة الخارجية من جانب اخر.
عموماً يمكن أن نميز بين مجموعتين تساهمان في صنع السياسة الخارجية. المؤسسات الحكومية والمؤسسات غير الحكومية. المؤسسات الحكومية تتمثل بالسلطة التنفيذية وما يتبعها من أجهزة فرعية مثل الوزارات والمؤسسات العامة، وكذلك السلطة التشريعية وما تشمله من لجان مختلفة. أما المؤسسات غير الحكومية فهي تشمل الأحزاب السياسية، وجماعات المصالح، والإعلام، والرأي العام.
فرضية البحث:
مرت المملكة العراقية بظروف موضوعية قاهرة منذ تأسيسها جراء النشأة الفتية للدولة والقوى الدولية الطامحة للسيطرة على مقدراتها والهيمنة عليها وعلى رأسها بريطانيا. اما على الصعيد الداخلي فيمكن أن نطلع من خلال مراسلات عبد الوهاب النعيمي عضو المجلس التأسيسي، على الصراع السياسي الناجم عن التناقض الفكري بين مراكز القوى المنشطرة إلى تيارين مختلفين في التوجهات والتي تمثل المحرك الرئيس في المسرح السياسي آنذاك.
منهج البحث:
اعتمد البحث عل المنهج التاريخي في الجمع المعلومات ومن ثم سرد المعطيات التاريخية.
المنهج المثالية يعتبر أنصار هذا المنهج أن النظريات السياسية تصلح لكل زمان ومكان، ويسعى أنصاره إلى بناء الدولة الفاضلة التي ينتشر فيها العدل والإنصاف والخير، ويعتمد هذا المنهج على العقل والمنطق، والذي تبناه عدد كبير من الفلاسفة، ويعد أفلاطون أبرزهم.
حدود الدراســة:
1-الحدود الزمانيــة: تم إجراء هذه الدراســة في الفترة ما بين تشرين الثاني من كانون الأول من عام2021م.
2 -الحدود المكانيــة: تقتصر هذه الدراســة على باحثين في مجال المجتمعات واخذ عينات من تلك الدارسات حسب دولهم.
محددات الدراســة:
تتحدد هذه الدراسة بنتائج إجابات المختصين الذي درسوا الموضوع من جانب اجتماعي وتاريخي وسياسي.
الفصل الأول:
المبحث الأول: النظرية المثالية في العلاقة الدولية بين النشأة والمفهوم.
قسم الأول: تاريخ نشأة النظرية المثالية في مجال العلاقات الدولية.
تعد الفلسفة المثالية من أقدم الفلسفات في الثقافة الغربية والتي يمتد تأثيرها حتى عصرنا الحاضر، حيث يلاحظ أنها قد أثرت في كثيرٍ من النظم التربوية والتعليمية في العالم. وترجع نشأة الفلسفة المثالية إلى كتابات المفكر اليوناني أفلاطون الذي يعتبر أباً للمثالية (429-347ق.م) ثم “ما لبثت أن أصبحت خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر من أكثر الفلسفات انتشاراً وذيوعاً وربما يعود ذلك لكونها من أقرب الفلسفات للديانات السماوية.” [1]
والمثالية Idealism مأخوذة من المثال وتعني في اللغة الإغريقية الصورة أو الفكرة ويعرفها لالاند (lalande) في معجمه الفلسفي بأنها” الاتجاه الفلسفي الذي يرجع كل وجود إلى الفكر بالمعنى الأعم لهذه الكلمة. وبمعنى آخر هي المذهب الذي يقول إن الأشياء الواقعية ليست شيئاً آخر غير أفكارنا نحن، وأنه ليس هناك حقيقة إلا ذواتنا المفكرة أما وجود الأشياء فقائم في أن تكون مدركة عن طريق هذه الذوات ولا حقيقة لها وراء ذلك” (شبل وآخرون 2001م، ص223). ويتم ذلك عن طريق الحدس والإلهام وإن الحقائق التي تدرك بالعقول أكثر من الحقائق التي تدرك بالحواس، إنها رؤية شاملة للكون باستخدام العقل.[2].
والفلسفة المثالية نشأت ملائمة لعصرها، فالنظام الاجتماعي – الاقتصادي الذي كان قائماً في مدينة أثينا في ذلك الوقت كان قائماً على التقسيم الطبقي للمجتمع إلى ثلاث طبقات: طبقة الأحرار، المحاربين، والعبيد. وكانت التربية الحرة مقصورة على الأحرار التي لا تنظر نظرة احترام إلى العمل اليدوي.
وكان لهذه الفلسفة تأثير كبير على حياة الشعوب، وساعدت الديانتان اليهودية والمسيحية على انتشار الأفكار المثالية على نطاق واسع. ولا يزال أثرها قوياً في أعمال المفكرين والأدباء ورجال الإصلاح والسياسيين ورجال التربية.[3]
وبعد عصر النهضة والإصلاح الديني الذي حدث في الغرب ومنذ القرن السادس عشر، أصبحت المثالية من أكثر الفلسفات ذيوعاً وانتشاراً، ويرجع الفضل في ذلك إلى مساهمة عدد من الفلاسفة فيها مثل رينيه ديكارت الفرنسي (1569-1650م).
مفهوم النظرية المثالية في مجال العلاقات الدولية:
تعد المدرسة المثالية من بين المدارس الكلاسيكية التي تهتم بدراسة وتحليل الظواهر الدولية ليس كما هي موجودة في الواقع الدولي، إذ أن هذهِ المدرسة تعتمد بالأساس على جملة من المبادئ والقيم والمثل التي يعتنقها دعاة هذهِ المدرسة، فقد حاولوا أن يقيموا وفقاً لتصوراتهم نظاماً دولياً مثالياً يتلائم مع القيم والمبادئ والمثل، فالنظام الدولي قائم على حكم القانون والخضوع لسلطة التنظيم الدولي في كل ما يتعلق بشؤون المجتمع الدولي، إلا أن التصورات المثالية لا يمكن أن تشكل بذاتها نظرية، أو هيكلاً محدداً يمكن تحليله والتعرف إلى الجوانب المختلفة التي تحكم عمله، لكنه يقوم على استخدام مقاييس الصواب والخطأ في إطار من القيم الأدبية والأخلاقية التي لا تعكس الأوضاع الحقيقية لمجتمع الدولي الذي لا يزال يعطي الأهمية الكبيرة للقوة.[4]
استند بعض المثاليين إلى دور القانون الدولي العام في ضبط الاتصال بين الدول، وتأمين مصالحها المشتركة، والقدرة على حل النزاعات من خلال تطبيق قواعد وأحكام القانون ورأوا في القانون الدولي إطارا ملزما للدول بعد أن ارتضت قواعده. ولا شك في أن ظهور القانون الدولي في بداياته الأولى منذ القرن السابع عشر أشاع جوا من التفاؤل في القدرة على تنظيم العلاقات الولية بعد معاهدة وستفاليا 1648. ومع تطور قواعده في القرن العشريون التأسيس لنظرية التنظيم الدولي مع إنشاء عصبة الأمم المتحدة ثم الأمم المتحدة كمنظمتين دوليتين برز تيار كبير من المدافعين عن أهمية القانون الدولي في صون السلم والأمن الدوليين. خصوصا وأن هذا القانون يتناول القواعد التي تنظم العلاقات بين الدول وتحدد حقوقها وواجباتها[5] .وتتناول هذه القواعد على سبيل المثال لا الحصر: شؤون الحرب و السلم، حل المنازعات بين الدول، حماية السيادة الوطنية التجارة الخارجية، قواعد المعاهدات الدولية.
وعلى هذا الأساس فان المفكر المثالي يعطي الأولوية للأخلاق في العلاقات الدولية وأن من واجب الفرد والجماعة الخضوع للقوانين و القواعد التي وضعت لخدمة الجماعة، لأن خدمة الفرد هي للجماعة في نفس الوقت في إطار انسجام المصالح.
المثالية تيار أخلاقي قانوني هدفه بناء عالم أفضل خال من الحروب، أي السعي لما يجب أن يكون وتتجنب ماهو كائن أي العدوان والحروب بهدف خدمة الإنسانية[6].
تعد الفترة الزمنية التي عرفت ازدهار المدرسة المثالية من خلال استغلالها للحملة الشاملة لتبسيط السياسة الدولية وجعلها في متناول مدارك الناس ،وأيضا ازدياد الشعور الشعبي بأن الحرب قد طالت حياة الجميع وخاصة منها الحرب العالمية الأولى ،التي نتج عنها آثار جسيمة سواء كان ذلك بالنسبة للخسائر الأنفس أم الأموال ،وإدراك بضرورة إيجاد وسيلة ناجعة بالتنظيم والدوام وتكون قادرة على الحيلولة دون تكرار الحروب ة وذلك بواسطة ما يكون لها من اختصاصات تمنع الالتجاء إلى القوة لحل المشاكل الدولية وتوفر إمكانية حل هذه المشاكل بالطرق السلمية ،وساند هذه الدعوة الكثير من الحركات السياسية والتجمعات الشعبية والشخصيات الهامة في الكثير من دول العالم ،ومن بين قاموا بالدعوة إلى ذلك ‘البابا بانديكت الخامس عشر ‘في رسالته التي وجهها إلى المتحاربين في صيف 1917م[7].
وقد تجسدت هذه المطالب بقيام عصبة الأمم كمنظمة دولية ضرورية تعمل على استقرار الأمن والسلم الدوليين، وهذا ماكانت تهدف إليه المدرسة المثالية من خلال الحقل الأكاديمي الخاص بدراسة القانون الدولي والمنظمات الدولية وذلك على أساس خضوع الدول لقواعد القانون الدولي العام ودور القانون الدولي في ضمان وصيانة الأمن والسلام العالمي.
ومن أهم وأسمى أهداف العصبة الرئيسية تتمثل في منع قيام الحرب عبر ضمان الأمن المشترك بين الدول، والحد من انتشار الأسلحة، وتسوية المنازعات الدولية عبر إجراء المفاوضات والتحكيم الدولي، كما ورد في ميثاقها. من الأهداف الأخرى التي كانت عصبة الأمم قد وضعتها نصب أعينها: تحسين أوضاع العمل بالنسبة للعمّال، معاملة سكّان الدول المنتدبة والمستعمرة بالمساواة مع السكّان والموظفين الحكوميين التابعين للدول المنتدبة، مقاومة الاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة، والعناية بالصحة العالمية وأسرى الحرب، وحماية الأقليّات العرقية في أوروبا.
ولكن يبقى الإشكال في أن ميثاق العصبة لم يستطع تحريم الحرم تحريما قطعيا، فهي قد تصبح ضرورية لتنفيذ حكم صادر عن المجتمع الدولي، ليسمى التفاوض أحد الشروط الضرورية للإقرار بعدالة استخدام القوة انطلاقا من مبدأ الأمن الجماعي [8].
مرتكزات المدرسة المثالية كمبادئ وانتقاداتها.
مرتكزات ومبادئ النظرية المثالية في العلاقات الدولية.
- إن الطبيعة البشرية خيرة في مجملها ومن ثم فإن طابع التعاون والتنسيق وليس التنافس والصراع يعتبر دعامة أساسية في العلاقات الدولية.
2- إن الاهتمام الرئيسي للبشرية في تطوير وتدعيم الحضارة الإنسانية يعكس إلى حد كبير وجود رغبة وعزم لدى الأفراد والدول في تعميم ونشر الرفاهية إلى بقية الأفراد والأمم الأخرى، إن وجود مثل هذا الوازع والتصميم في علاقات الأفراد والدول كفيل بتدعيم أواصر الأمن والسلم الدوليين.
3- آمنوا بفكرة إمكانية التقدم الإنساني وأن ما يجمع البشر أكثر مما يفرقهم، وسلموا كذلك بأن الأوضاع السيئة التي يعيشها العالم ناجمة عن البيئة، وبالتالي هناك دائما إمكانية كبيرة لتغير هذا الوضع وتوجيهه نحو الأفضل.
4- إن السلوك البشري الشرير للأفراد أو الدول لا يعتبر بحال من الأحوال ناتجا عن السلوك الشرير للأفراد والشعوب، ولكنه ناتج في واقع الحال عن مؤسسات شريرة وتنظيمات هيكلية تدفع بالأفراد إلى ارتكاب حماقات وسياسات غير رشيدة تؤدي في الكثير من الأحيان إلى اندلاع الحروب والمنازعات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
5- المثالية ذو تيارين أخلاقي وقانوني.
6- أطلق على التيار المثالي وصف “غائي وعقلاني وطوباوي” بحيث، غائي: لأنه يسعى إلى تحقيق هدف السلم المطلق، وانشغاله بهذا الهدف يفوق اهتمامه بفهم الوقائع، عقلاني: لأنه يطلب بنزع السلاح كوسيلة لبلوغ السلام، طوباوي: لأنه يطمح إلى تحقيق سلام شامل وإقامة حكومة عالمية تقرر للجميع.
7- تعد الأديان مصدرا للعديد من مبادئ العلاقات الدولية في نظر المثاليين باعتبارها الوعاء الذي يحتوي الأخلاق والإلزامات والواجبات والحقوق وكذلك نظام متكامل للتقييم السياسي، فالأديان نظام قيمي يصنف الأفعال السياسية للفاعلين ضمن فئات معينة بشكل يؤثر مباشرة على سمعة الوحدات في النظام الدولي، فالحرب الهجومية بالنسبة للأديان جريمة إنسانية تستحق الإدانة والشجب.
8- حسب المثاليين إن تهديد قضية السلم والأمن الدوليين لا تعتبر بالضرورة قضية لا مفر منها طالما وجد التصميم للقضاء أو على الأقل تصحيح مسار المؤسسات العامة مثل وزارات الدفاع والاستخبارات فمتى فرضت عليها رقابة صارمة وقيود محددة تقلل من فرض اندلاع الحروب بالتي تهدد قضية الأمن والسلم الدوليين، كما أن أبرز الشركات المتعددة الجنسيات وشركات إنتاج الأسلحة التي ترغب في رفع نسب مبيعاتها من ناحية، وإعطائها الفرصة لتجريب وتطوير نظم أسلحتها من ناحية أخرى قد زادت ودعمت من فرص اندلاع الحروب التي تهدد قضية الأمن والسلم الدوليين.
9- يرى المثاليون بأنه تعتبر الحرب مشكلة دولية تتطلب جهودا جماعية بدلا من الجهود الفردية للقضاء عليها بقصد تدعيم الأمن والسلم الدوليين فالتفاعل والانسجام بين الدول إلى تعاون وتنسيق الأمر الذي يعزز من جهود الأمن والسلم ويضعف المساعي المنفردة لبعض الدول في شن الحروب.
10- وبالتالي يعالج المثاليون القضايا الدولية من خلال ثلاثة معايير أساسية هي الأخلاقيات، التفاؤل، الدولية أو الاتجاه نحو العالمية، وبناءا على ذلك فإن معالجة الأزمات الدولية من وجهة نظر النظرية المثالية تتم من خلال الأطر التالية:
أ- المؤسسات الدولية مثل عصبة الأمم والأمم المتحدة التي تحل محل مفردات نظام توازن القوى والفوضوية عند النظرية الواقعية.
ب- أدوات المحافظة على الأمن والسلم الدوليين هي الأدوات القانونية والسياسية من قبل القضاء والتحكيم الدوليين والوساطة والمفاوضة….[9]
ج- أداة استقرار الأمن والسلم الدوليين الأخرى هي نزع السلاح على اعتبار أن عملية سباق التسلح تعتبر تهديدا خطيرا لقصية الأمن والسلم في العالم.
اهم رواد النظرية المثالية:
أفلاطون 429-347 ق.م:
ولد في مدينة أثينا أو في أجينا في أسرة أرستقراطية، ونال حظاً عالياً من الثقافة من علم وأدب وشعر وفلسفة، إلا أن ميله كان لعلم الرياضيات، وقضى معظم حياته يؤلف ويفكر في العلم والسياسة والتربية ويمهد لها بالفلسفة. وقد تتلمذ أفلاطون على يد العديد من الفلاسفة ومنهم سقراط الذي كان له أثر كبير على فكره وحياته.
رينيه ديكارت 1569-1650م:
يعد هذا الفيلسوف من الفلاسفة المثاليين على الرغم من أن جزءاً كبيراً من فلسفته تقع في نطاق الفلسفة الواقعية، فمنذ ريعان شبابه كان يحاول التوصل إلى معارف بشأن الإنسان والكون، ولكن تعمقه في دراسة الفلسفة أوصله إلى قناعة بجهله الكامل عن الوصول إلى معارف أكيدة.
جورج باركلي 1685-1753م:
هو أسقف أيرلندي تبدأ فلسفته بالروح والعقل، وناضل باركلي ضد المادية لأنها تتعرض للإيمان. ويعتبر من ممثلي المثالية المتطرفة لأنه أنكر في كتابه “مبادئ المعرفة الإنسانية” وجود المادة متذرعاً باستحالة إدراك الأشياء المادية. فمثاليته مثالية ذاتية ترى وجود الشيء في إدراكه وأن الأشياء ليس لها وجود مادي مستقل عن الذوات التي تدركه، وهو بهذا قريب من ديكارت في مثاليته المنهجية عندما اعتبر وجود الله هو الأساس في وجود العالم.[10]
إيمانويل كانط 1724-1804م:
من مشاهير الفلاسفة المحدثين، ويرى بعض المؤرخين والنقاد أنه عملاق الفلسفة الحديثة ومؤسسة الفلسفة النقدية وزعيم للمدارس المثالية الألمانية. لقد عمل أستاذاً للفلسفة في جامعة لكسمبورغ، وكان جوهر فلسفته الإيمان بوجود مفاهيم قبل التجربة أو خارجة عن نطاقها وهذا ما يشبه عالم الأفكار عند أفلاطون. ويرى أن الحواس والعقل يلعبان دوراً كبيراً في المعرفة مؤكداً مغالاة الفلاسفة العقلانيين في دور العقل ومبالغة التجريبيين في الوقوف فقط عند تجاربهم الحسية.
هيغل (1770-1831م):
ولد في ألمانيا في مدينة شتوتغارت ومارس تدريس الفلسفة في عدة جامعات، وقد اعتمد على كانط كثيراً وكان لفلسفته تأثير كبير على الكثير من الفلاسفة الماديين.
دافع في كتاباته عن وجود حقيقة خارجة عن تجارب الإنسان، وأن كل ما يفعله البشر ما هو إلا نتاج لنشاط العقل المطلق الذي يعتمد عليه عالم البشر الحسي، وهو لا يعتقد بوجود حقيقة خارج أو فوق العقل الإنساني، فكل معرفة هي معرفة إنسانية.
. الفارابي فيلسوف إسلامي يلقب بالمعلم الثاني بعد أفلاطون، ولد عام 870 م، وتوفي عام 950م، كان رجلا حكيمة، يخلد إلى الهدوء والسكينة، وقف حياته على التأمل الفلسفي، وقد اهتم بعلم المنطق والمعرفة، والسياسة والحكم، وقد جمع خبراته من خلال تنقله في العديد من بلدان الشام، والعراق، وفارس، متعلمة ثم عالمة.[11]
وقد عاش الفارابي في ظل نظام سياسي وراثي مرتبط بقدسية الخلافة العباسية، ولم يستطع أن يتجاوز ما هو موجود، فيقترح طريقة جديدة لنظام الحكم، فكل ما أتی به أنه اشترط أن تتوفر لرئيس الدولة عدة شروط أخلاقية، تتصف بها شخصيته لا أكثر. [12]
الفصل الثاني – السياسة الخارجية العراقية في العهد الملكي:
حاولت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية إن تكون لها هوية سياسية مستقلة وان تظهر بمظهـر الدولة القادرة على موازنة علاقاتها الخارجية بالرغم من كونها حليفاً استراتيجياً لبريطانيـا مـن خـلال إقامـة تمثيـل دبلوماسي مع بقية الدول الكبرى ذات التأثير الفاعل في السياسة الدولية آنذاك أولاً وأن الحكومات العراقية ترى إن إقامة علاقات دبلوماسية مع بقية الدول سيخدم المصالح الحيوية للدولة العراقية والمتمثلة أولاً بترسيخ سيادتها المهددة بأطماع بعض دول الجوار، ولتأكيد دورها على الساحة السياسية الإقليمية والدولية من جهة أخرى.
السياسية الخارجية العراقية – الفرنسية في العهد الملكي :
حاولت بريطانيا بعد تأسيس الدولة العراقية وتتويج الملك فيصل الأول في عام ١٩٢١ ملكاً علـى العـراق الانفـراد بالعراق وإبعاد أي نفوذ سياسي أجنبي عنه، وعلـى نحـو خاص فرنسا. [13]بالمقابل كان صانعوا القرار السياسي الفرنسي ومبرمجي السياسة الخارجية الفرنسية ير ون ضرورة إقامة وتطـور العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع العراق، بـالرغم مـن عدم اعتراف فرنسا بفيصل ملكاً على العراق. وضمن هذه النظرة تم تعيين المسيو مـايكره (Mikrah.M (قنـصلاً دائماً في بغـداد بـدلا مـن القنـصل المؤقـت المـسيو (M. Sudiev) سوداف).[14]
فإن الأخيرة لم تعترف بالملك فيصل ملكا على العراق واسـتمر الحال كذلك حتى عام ١٩٢٥ عندما اعترفت بشكل رسـمي بحكم الملك فيصل في العراق.[15]
استمرت العلاقات الدبلوماسـية بـين العـراق وفرنـسا بالاطراد والتقدم ولاسيما بعد استقرار الأوضاع الـسياسية في العراق وسوريا ولبنـان، ففـي عـام ١٩٢٩ عينـت الحكومة الفرنسية المـسيو بـول لبييـر لبـسيه (Paul Lipssie Lipilaire (قنصلاً عاماً لها فـي بغـداد.
وبعد وفاة الملك فيصل الأول في ٧ أيلـول عـام ١٩٣٣ وتولي نجله الملك غازي الحكم حدث نوع من التقارب بين البلدين، اذ طلبت الحكومة العراقية في ٢٩ حزيـران عـام ١٩٣٤ من القائم بالأعمال الفرنسي في بغداد ان ينقل إلى حكومته رغبة الحكومة العراقية في رفع مـستوى التمثيـل الدبلوماسي للعراق في باريس إلى مستوى مفوضية يعهـد بها إلى دبلوماسي بمستوى وزير مفوض. وقـد وافقـت الحكومة الفرنسية على ذلك.[16]
يعد التمثيل الدبلوماسي بين العراق وفرنسا من الأولويات التي تبناها السياسيون العراقيون على اعتبار إن فرنسا في تلك المرحلة التاريخية تمثل احـد الأقطـاب المهمـة فـي السياسة الدولية من جهة ، واحتلالها لجزء مهم من الـبلاد العربية وهو سوريا ولبنان التي ترتبط مع العراق بـروابط قومية، ودينية فضلاً عن العلاقات التجارية المتطورة بـين البلدين من جهة أخرى ، إذ كان الملك فيـصل الأول ملـك العراق الذي لم ينس طموحات إعادة تتويجه ملكـاً علـى سوريا بعد إن اجبره الفرنسيون بالتخلي عنها فقد حـاول استعادة سوريا ولكن بطريقة أخرى من خلال إقامة وحدة بين سوريا والعراق وبالتالي تحقيق رغبة طالمـا تمناهـا ودعا إليها وعمل من اجلها حتى وفاته . لهذا كانت الحكومات العراقيـة تـرى أن إقامـة تمثيـل دبلوماسي مع فرنسا البلد إلام فـي مرحلـة مبكـرة هـي الخطوة السليمة باتجاه إقامة تمثيل قنـصلي فـي سـوريا ولبنان، وبالتالي القدرة على التأثير ولو بمساحة محـدودة في الأوضاع الداخلية فيهما على الصعيد الـسياسي ممـا يمهد الطريق لإيجاد تقارب بين البلدين أكثر فأكثر وبالتالي الوصول إلى مرحلة متقدمة يمكن فيها قيـام وحـدة بـين البلدين.
السياسية الخارجية العراقية- الأمريكية في العهد الملكي.
اصبح العراق احدى دول العربية التي أصبحت مسرحا للتنافس بين القوى الدولية و الإقليمية من اجل فرض النفوذ و السيطرة و الحصول على موطا قدم فيه لديمومة الاستحواذ على ثرواته وللسيطرة على القوى المجاورة له باعتباره من اقوى الدول اقتصاديا خاصة بعد اكتشاف النفط بشكل واسع.
امتعضـت الولايـات المتحـدة الأمريكيـة مـن سياسـة المملكـة المتحـدة فـي العـراق، و”رئـــيس الولايـــات المتحـــدة الأمريكيـــة (١٩١٣ – ١٩٢١) آنذاك صـــرح َ بشروطه الأربعة عشر، بوجوب ترك حق تقرير المصير للبلـدان [17].
وعقب تسوية الحدود بين تركيا والعراق، والاتفاقية الجديدة بين شركة نفط وحكومة العـراقية، والاكتشـافات النفطيـة الضـخمة فـي عـامي ١٩٢٣ و١٩٢٧ وقعـت شـركات نفـط أمريكيـة ” فــي ٣١ يوليــو – تمــوز متعــددة الاتفاقيــات، والتــي عرفــت باســم اتفاقيــة ” الخــط الأحمــر ١٩٢٨، وبموجب هذه الاتفاقية تم تأسيس ” كارتل ” يمـارس نشـاطه داخـل المنطقـة المحـددة بخـط احمر على الخارطة[18] .
ووفقا لمـا ذكرتـه دراسـات التـأريخ العراقـي الحـديث فـإن الاهتمـام الأمريكـي فـي العـراق بـدأ فعليـا مـن خـلال الشـركات النفطيـة والاهتمـام الأمريكـي بـالنفط العراقـي منـذ العـام عـام١٩٢٦. وقـد تطـور التبـادل التجـاري بـين العـراق والولايـات المتحـدة ألأمريكيـة فـي هـذه الحقبـة مـن خـلال آليات الاستيراد والتصدير المتبادل.[19]
وفي عام 1926م وصل المبشر الأمريكي ألبرت ج. ادوارس عضو الإرسالية التبشيرية المتحدة الأمريكية إلى مدينة الحلة وقام عضو الإرسالية الأمريكية في العراق ج. سي. غليسير بجولة في منطقة كوردستان في مايس 1931 م، وفي عام 1935م طلبت ادارة تحرير جريدة الجزيرة المنسية التي تصدرها الإرسالية في أمريكا من المبشر بادو عن عمل التبشير في بغداد لذلك العام. فقال ذلك العمل التبشيري المسيحي لا يشعرنا الا بالاعتزاز ().[20] لاقت الإرساليات التبشيرية مقاومة شديدة من قبل سكان العراق من شماله الى جنوبه رغم بساطة الناس وضعف ثقافتهم آنذاك وكانت الأفكار الإسلامية المقاومة تتمثل في أسناد العقيدة الإسلامية وعدم المساس بها بطريقة مشددة من جهة وعدم التشكيك في الدين الإسلامي بدعوة الحريات والعلمانية وحرية المرأة.[21]وغيرها.
اجتمع دون فان مع وزير الخارجية توفيق السويدي وقد ابلغه انه يحمل رسالة كلفه بها الرئيس روزفت ان يبلغها الى المسؤولين في البلاد العربية تتلخص بضرورة التعاون مع بريطانيا في هذه الحرب ، واورد دون فان ان قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيطاليا ، سيكون دليلا على حسن نية العراق ، أجابه السويدي بان العراق ينفذ التزاماته الواردة في المعاهدة العراقية بريطانية 1930 بشكل طبيعي ، اما بالنسبة لإيطاليا فان العراق لم يقطع علاقاته الدبلوماسية معها لان المفوضية الإيطالية في بغداد لا تقوم بنشاط مماثل كما قامت به المفوضية الألمانية .[22]
وقد اجتمع دون فان بعد ذلك مع رئيس الوزراء طه الهاشمي وكرر عليه ما قاله للسويدي مع إضافة بعض النقاط منها:
ان الحكومة الأمريكية عازمة مهما كلف الأمر على ضمان هزيمة المانيا التي تهدد امن الولايات المتحدة الأمريكية.
لن ترسل أي أسلحة أمريكية لاي دولة ليست في صف الحلفاء.
أي دولة ليست مع الحلفاء لا تتوقع عطف الحكومة الأمريكية في مؤتمر السلام الذي سيعقد بعد انتهاء الحرب،
ان تنفيذ العراق التزاماته بمعاهدة 1930م العراقية البريطانية لا يمكن ان يكون مشروطا مع القضية الفلسطينية.
ان قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيطاليا سيعتبر دليل على حسن نية العراق.[23]
وقد اختتم دون فان زيارته بالاجتماع مع محمد أمين الحسيني واضح له ان الولايات المتحدة الأمريكية وان لم تعلن الحرب الا انها تساعد بريطانيا.
ومن الاهتمامات الأمريكية في العراق خلال تلك المدة استلام غرفة تجارة بغداد طلبا من معرض الإعلانات الفنية في مدينة كليفلند الأمريكية لأرسال ما يمكن أرساله من المصورات الخاصة بالتعرف على العراق للاشتراك في معرض الإعلانات الفنية المقام هناك.
وفي تلك المدة كانت الحكومة العراقية قد حصلت على بعض الطائرات من الولايات المتحدة الأمريكية الا ان هذه الطائرات وصلت العراق دون أسلحة وأعتدة وظلت الإدارة الأمريكية تماطل في أرسال المعدات الخاصة بهذه الطائرات.[24]
اضطرت الحكومة العراقية الى اتخاذ بعض الإجراءات للحد من نشاط المفوضية الأمريكية اذ فرضت حراسة مشددة على دار المفوضية، في السادس عشر من نيسان 1941م قام الأمريكان بسحب الفنيين الذين أرسلتهم الشركات الأمريكية المعنية للعمل لدي القوة الجوية العراقية.[25]
وفي الرابع من أيار قدم علي جودت الأيوبي أوراق اعتماده الى الرئيس الأمريكي روزفلت باعتباره اول وزير مفوض للعراق في الولايات المتحدة الأمريكية وسلمه رسالة من الوصي عبدالاله.[26]
وعملت الحكومة العراقية على اشراك الولايات المتحدة الأمريكية كمركز قوى جديد في المنطقة عامه وفي العراق خاصة.[27] وتنامت العلاقات بين البلدين من خلال تبادل الزيارات الرسمية بينهما .
السياسية الخارجية العراقية – التركية في العهد الملكي:
يرتبط العراق بعلاقات وثيقة مع تركيا تعود الى عمق التاريخ حيث العهد العثماني، اذ تجمع كلا البلدين العديد من الروابط الثقافية والاقتصادية والدينية وحتى العرقية حيث التداخل بين مختلف القوميات الكردية وحتى التركمانية، فقد اتسمت تلك العلاقات بالتطور في مختلف الحقب التاريخية، هناك العديد من المشتركات التي تجعل العلاقة بين البلدين امر لابد منه ولاسيما نهري دجلة والفرات والذي يعد الرابط القوي لكلا البلدين، على الرغم مما يثيره موضوع مياه تلك النهرين من مشكلات سياسية واقتصادية كان له أبلغ الأثر في دخول كلا البلدين في صراعات ومنافسات لم يتمكن الطرفين من وضع حدا لها.
قد أتسمت العلاقات العراقية – التركية في خلال مدة الحكم الملكي في العراق بالاتجاه نحو خفض التقاطعات ونقاط الخلاف وصولا الى تطور مستويات العلاقات الثنائية، فقد جرى تسوية مشكلة عائدية ولاية الموصل ، و التي فتحت افاقا جديدة للعلاقات بين البلدين فقد كانت تركيا من اوائل الدول التي أعلنت إعترافها بالعراق عام ١٩٢٧ ، كما تم تعيين وزيرين مفوضين في كل من انقرة و بغداد ، ،فضلا عن ذلك فقد تم تبادل الزيارات بين البلدين ، ففي ايلول ١٩٣٠ قام وزير الخارجية العراقية الاسبق(نوري سعيد) بزيارة الى تركيا تم خلالها البحث عن قضية الأمن على الحدود العراقية – التركية ،فضلا عن بحث قضية النفط، لقد أسهمت تلك الزيارة في تطوير العلاقات بين البلدين وتركت اثرا ،حيث اثار الرئيس التركي ً في نفوس المسؤولين الأتراك الأسبق (مصطفى كمال أتاتورك) في خطاب له في ايار ١٩٣١ عن العلاقات القائمة بين العراق وتركيا، اذقال “ان علاقات تركيا مع العراق جارية بإخلاص وهي تستند الى رغبتهما في السلم والتعاون.
وعلى أثر ذلك فقد وجه الرئيس التركي الأسبق (مصطفى كمال اتاتورك) دعوة للملك فيصل، وبالفعل قام الملك (فيصل الأول) بزيارة تركيا في تموز 1931 وخلال اللقاء عبر كلاهما عن رغبة حكومتيهما في ترسيخ علاقات ببلدهما وتطويرها بما يخدم مصالح شعبيهما. وفي نهاية الزيارة تم تأكيد البلدين على ضرورة تامين حفظ الأمن والنظام على الحدود ووجوب التمسك بمبدأ عدم إفساح المجال في داخل الدولتين لايه محاولة ترمي الى الاختلال بأمن الأخر، أحدث تلك الزيارات تقاربا بين البلدين وأصحبت العلاقات من المتانة بحيث تكررت بين مسؤولي الدولتين وتم عقد معاهدات و اتفاقيات عدة منها توضيع معاهدة في كانون الثاني 1932 حول تسليم المجرمين بين العراق و تركيا و اتفاقية الإقامة التي وقعت في العام ذاته.
ثم تطورت العلاقات السياسية بينهما نحو استراتيجية إقليمية اذ أنضم العراق في ٨ تموز ١٩٣٧ الى (ميثاق سعد اباد) والذي تعهد جميع الاطراف فيه على الامتناع المطلق عن اي تدخل في شؤونهم الداخلية، ومراعاة حرمة الحدود المشتركة، فضلا عن التشاور فيما يخص كل الاختلافات التي لها صيغة دولية ولها علاقة بمصالحهم المشتركة الى جانب الامتناع عن ممارسة أي عدوان تجاه أحدهما الاخر.
وقد اقر مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في 22 كانون الثاني 1946، تخويل اللجنة المؤلفة برئاسة نوري السعيد الموفدة الى تركيا المذاكرة حول النقاط:
1. التعاون في الأمور الاقتصادية والمالية والتجارية بصورة عامة.
2. التعاون في تنظيم وتحسين طرق المواصلات ووسائل النقل.
3. التعاون في الأمور الثقافية.
4. التعاون في السيطرة واستغلال مياه نهري دجلة والفرات لما فيه منفعة الطرفين.
بدأت المفاوضات العراقية التركية في 5 اذار 1946 وقد افتتح الجلسة الاولى شكري سراج اوغلو رئيس وزراء تركيا وتبادل الجانبان الأحاديث الودية واكد على وجود المصالح المتماثلة وقد ترأس الوفد العراقي نوري السعيد رئيس الوفد بينما ترأس الوفد التركي فريدون اركين السكرتير العام لوزارة لخارجية التركية.
وشهدت العلاقات العراقية – التركية في شباط 1955 مرحلة جديدة من التطور، اذ وقع البلدان على معاهدة دفاع مشترك تضمنت التعهد بالتعاون لصد أي عدوان قد يقع على التركية و العراق سواء من داخل المنطقة، او من خارجها استنادا الى حق الدفاع الشرعي الذي اقرته المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة و الذي انضمت اليه كل من ايران والمملكة المتحدة و الباكستان، كما انضمت اليه الولايات المتحدة الامريكية بوصفها عضوا مراقبا ، وقد سميت تلك المعاهدة بــ(حلف بغداد)، والذي احدث نقله نوعية في علاقات تركيا مع العراق.
السياسية الخارجية العراقية – الإيرانية في العهد الملكي :
شهد العراق عهدا جديدا تمثل بالاستقلال و قيام الحكم الوطني في 23/8/1921 و توج الملك فيصل الأول ملكا للعراق وتم تشكيل اول حكومة عراقية مستقلة، ومنذ ذلك التاريخ لم تبادر الحكومة الإيرانية باي موقف، بل تأخرت في اعلان اعترافها بثماني سنوات، وقد كان الإيرانيون يتعذرون بعدة أسباب ابرزها استثناء الجالية الإيرانية في العراق بنشر المادة الأولى من الاتفاقية الدولية المعقودة بين العراق.[28]
وفي خطوة للعراق لترطيب الأوضاع مع ايران وخاصة العلاقات السياسية كتب رئيس وزراء العراق في السابع عشر من تشرين الثاني 1928 الى المعتمد السامي البريطاني في العراق لمفاتحة حكومته للنظر في الغاء الاتفاقية الدولية و بعد ان تلقى المعتمد السامي جواب حكومته كتب الى رئيس وزراء العراق في 18 من كانون الأول 1928 بترحيب الحكومة البريطانية بالفكرة و تم الغائها فعلا بموافقة عصبة الأمم مما حدا بالشاه رضا بهلوي ، بارسال برقية في اول من نيسان 1929 الى الملك فيصل الأول مهنئا بهذه الخطوة معبرا له ارتياحه للإجراءات التي قامت بها الحكومة العراقية و عن امله في ان تتخذ الدولتان التدابير اللازمة لتوطيد روابط الصداقة بين البلدين وإقامة علاقات جديدة على أسس رصينة.[29]
وقد وافق مجلس الوزراء العراقي في الثالث عشر من نيسان 1929 على ارسال وفد الى طهران برئاسة رستم حيدر رئيس الديوان الملكي ممثلا عن الملك فيصل الأول ، اعرب الى الشاة عن شكر الملك وتلقى اعتراف حكومة إيران بالعراق وقد تطورت العلاقات العراقية – الإيرانية بعد تأسيس العراق مفوضية له في طهران وعين توفيق السويدي وزير لها من الدرجة الأولى في عام 1931.
وبعد مدة من ذألك قد عبر الشاه رضا بهلوي عن رغبته للدبلوماسي العراقي من تطوير العلاقات مع العراق اذ قال للسويدي اثناء مقابلته له ” أتذكر في الحقيقة ما قلته لرستم بيك حيدر من انني سأظهر ودي الخاص للعراق الجارة العزيزة وأنى اطمئن حضرتك بانك تراني كذلك بالمستقبل عند تحقيق هذا الوعد، بل اكثر وان اعظم دليل على رغبتي ان أكون على صلات ودية دائمة مع العراق هو اني سبقتكم بارسال ممثل لى الى بغداد مع ان ممثلكم قد تأخر عن المجيء الى هنا”.[30]
وفي الخامس والعشرون من تشرين الأول 1934 قررت الحكومة العراقية رفع شكوى الى عصبة الأمم حول مشكلة الحدود ولكن مع هذا صرح الملك غازي في خطاب العرش الذي القاه في مجلس النواب في التاسع والعشرون من كانون الأول 1934 بان الباب سيظل مفتوحا امام ايران اذا رغبت بحل المشاكل مع العراق عن طريق المفاوضات المباشرة وفي هذا الاتجاه ارسل العراق وفدا رسميا الى ايران برئاسة وزير الخارجية نوري سعيد وبعد رجوع الوفد انتهز الملك الفرصه فكتب الى شاه ايران رساله في السابع والعشرون اب 1935 اشاره الى الحفاوة التي لقيها الوفد العراقى في طهران و اعرب له عن امله في ان تزداد الروابط بين الحكومتين .
فاتجهت مساعى الدولتين منذ ذلك التاريخ الى عقد معاهدة للحدود بينهما وحين تم الاتفاق على صيغة تلك المعاهدة في حزيزان 1937 وتقرر ايفاد وزير الخارجية العراق ناجي طالب الى إيران للتوقيع عليها و بعد ان عقدت المعاهدة في الرابع من تموز 1937 جدد الملك تمنياته الى الشاه بدوام حسن العلاقة بين البلدين و اعتبر المعاهدة حدثا مهما سيساعد على توثيق الروابط بين الشعبين.
وفي شباط 1939 استقبل الملك غازي ولي عهد إيران (محمد رضا بهلوي) عند مروره ببغداد في طريقه الى مصر استقبالا واهداه بعض الخيول العربية فدفع ذلك الاستقبال بشاه إيران الى ان يبعث الى الملك غازي برقية اشاهد فيها عن معاملته لولي العهد مؤكدا للملك غازي بانها ستكون سببا لازدياد العلائق الصميمية و باعثا لتحكيم روابط الأخوة بين البلدين.[31]
وحدث في إيران حدثا مهما تمثل بقرار التأميم للنفط الإيراني في الخامس عشر من اذار 1951، و حكومة الدكتور مصدق قد نجحت بذألك.
وفي يوم التاسع عشر من اب 1953 شهدت إيران انقلابا عسكريا قام به الجنرال فضل الله زاهدي دبرته وكالة المخابرات الأمريكية ضد حكومة الدكتور محمد مصدق الذي اعتقل إثر الانقلاب وحكم عليه بالسجن ثلاثة أعوام.[32]
قد ترك اثرا كبيرا وصدى عميقا في الأوساط العراقية المختلفة بشكل يختلف عن بعض البلدان الأخرى و ذلك لزيادة الوعى الوطني بين أبناء الشعب العراقي من جهة و الشعور بالغبن الكبير الذي لحق بالعراق في حقل النفط بسبب تعنت الشركات الأجنبية اتجاة المطالب الوطنية العراقية لتعديل الامتيازات النفطية زيادة عوائدها من جهة أخرى فضلا كون العراق بلد المجاور لإيران مما احدث فيه هزات سياسية واضحة فقد استقبل تاميم النفط في ايران بترحاب و حماس شديدين من مختلف فئات الشعب العراقي و بدأت الدعوى الى تامييم النفط في العراق في أعمدة الصحف و المجالس العالمة .
و استمرت هذه العلاقة وصلا الى انقلاب 14 تموز 1958 كان حدثا سيئا على شاه ايران لخشيته من ان تنتقل عدوى الانقلاب الى ايران .
السياسية الخارجية العراقية – السعودية في عهد الملكي.
كان الملك فيصل يمثل ما تبقى من قوى سياسية للعائلة الهاشمية فقد امتد العداء بين ملك السعودية وسلطان الهاشميين في العراق. وكـان مـن ابـرز مظاهر تلك العداوة هجمات الوهابيين على الأراضي والعشائر العراقية ونهب ما يصادفها في غزواتها تلك. لقد ازدادت حدة وتصاعد الهجمات للوهابيين على الأراضي العراقية التي كانت قد بدأت عام ١٩٢٠ ثم في مايس ۱۹۲۱ ثم ازدادت حدة وتكراراً عام ١٩٢٢ وكان وراء هذه الهجمات الشعور بقـوة ابن سعود وقدرته على التوسع باتجاه الأراضي العراقية وضمها لسلطاته،[33] وتنافس ابن سعود مع العائلة الهاشمية، ووريثها الملك فيصل، على السيادة على أراضي الجزيرة العربية وامتداداتها. كما كان يشاع بان لبريطانيا يد في تشجيع هذه الغزوات ” لجعل القادة العراقيين ومنهم الملك يسارعون بالتوقيع على المعاهدة مع بريطانيا والتي كانت تجسد بنظر العراقيين روح الانتداب ولذلك يرفضونها. استغلت بريطانيا مشاعر الخوف العراقي من الجار التوسعي بدفع العراقيين بقبول استمرار الحماية البريطانيا .[34] ويثبت ذألك جاء في المادة السادسة” من اتفاقية المعقودة بين العراق والسعودية وبريطانيا والتي ينص على: (تعتبر المعاهدة مفسدة اذا حدث توتر بين احدى الدولتين الموقعتين على المعاهدة والحكومة البريطانية) ان الحقائق المخفية وراء هكـذا الـزم هو مطالبة العراق بشخص الملك وقادته السياسيين بانهاء علاقة الانتداب مع بريطانيا وهذا يعني من جانب آخر ان انتهاء العمل بالمعاهدة سيعيد ربما تهديدات ابن سعود وغزوات الإخوان على العراق . [35]ادرك الملك فيصل ذهنية البريطانين في اثارة المخاوف والتهديدات المستمرة لابتزاز العراق فلجأ الى قرار جريء وخطير لالغاء كل، أشكال التوتر بين المملكة العراقية وابن سعود فوطد العزم على ملاقات ابن سعود شخصياً خضوعاً لمصلحة العراق وترك الماضي، لصالح استقرار مملكة وأمن شعبه فأرسل رئيس وزراء ناجي السويدي لاقناع الملك ابن سعود على ملاقاة الملك فيصل وتم لقائهما على ظهر سفينة بريطانية في الخليج الفارسي” وقد تعانق الملكان بود تام وثما قاله فيصل لابن سعود بعد السلام والعناق ” لست الآن فيصل بن الحسين يحدث عبد العزيز بن مسعود انما انا ملك العراق وانت ملك الحجاز ونجد فاذا تنظر لي في اجتماعنا هذا بصفتي الشريف فيصل بن الملك حسين الذي كان بينك وبينه ما كان فانك تحتقر بي ولكن اجتماعك بفيصل ملك العراق وبصفتي هذه أحب وأمل ان تكون بلاد الحجاز ونجد سعيدة وان تكون على ولاء مع بلاد العراق” ان موقف الملك فيصل وكلماته تلك تؤشر بأن الملك فيصل ذو شخصية واقعية عقلانية فلم يدخل بحروب استفزازية مع جار عنيف بدواعي الحقد الشخصي كما لم يعقل حقيقة ضعف القدرة العسكرية العراقية فلجأ الى الحل السلمي بالدبلوماسية (القمة) لتقليص ولالغاء عامل الزمن في استمرار العمليات العدائية العسكرية ضـد اهـالي وعشائر العراق ثم ولزيادة توثق هذا الاتفاق اقترح الملك فيصل عقد معاهدة حسن جوار وبعد موافقة الملك السعودي تم توقيع معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين المملكة العراقية والمملكة السعودية في ٢ آذار ١٩٣٠ ولينهي صفحة مؤلمة من تاريخ العراق ويؤمن كل الأهالي الساكنين في الاراضي المجاورة لمملكة ابن سعود، كما شكلت هذه الخطوة نقلة نوعية لقيادة ابعد من ان تكون خائفة او خاضعة للانكليز او الاحقاد الشخصية والعائلية.[36]
وفي زمان الملك غازي عمل أربعة دبلوماسيون عراقيون في المفوضية في جدة (1933-1939) وهم كل من عبد القادر الكيلاني وناصر الدين الكيلاني وكامل الكيلاني و ثابت عبدالنور.[37]
ينتمي عبد القادر الكيلاني الى أسرة عريقة، سواء على الصعيد الديني ام على الصعيد الاجتماعي ام الصعيد السياسي، حيث يرجع نسب أسرته الى الشيخ عبد القادر الكيلاني شيخ الطريقة القادرية في عدد من البلاد الإسلامية، اما والده عبدالله الكيلاني، فقد اختير نائب رئيس مجلس الأعيان لمكانته ووجاهته الاجتماعية .
وتناوب ثلاثة دبلوماسيون سعوديون على العمل الدبلوماسي في المفوضية السعودية في بغداد خلال عهد الملك غازي وهم إبراهيم المعمر حيث عمل في العراق منذ نيسان 1933 حتى تموز 1937 ليحل محله الشيخ محمد عبد الرواف الذي واصل عمله في العراق حتى ايوال 1937 ثم حمزة إبراهيم غوث الذي ظل محتفظا بمنصبه حتى عام 1960.[38]
لم تتوقف المشاكل بين العراق و السعودية، فقد طلبت الأخيرة إنشاه مخافر أخرى و ذلك من اجل تامين طريق الحج، حيث رات الحكومة السعودية بضرورة أنشاء مخفر مشترك في موقع الجمين، وبالمقابل ، فان مديرية الشرطة العامة في العراق قد رات انه في حال الاتفاق على انشاء المخفر” فعندئذ يجب اجراء الترتيب بالاستشارة مع هذه المديرية و مديرية الصحة العامة و الجمارك”
عقد ممثلو الحكومتين اجتماعات عدة، ووضعوا مسودات عدة، من اجل التواصل الى عقد معاهدة جديدة.
أخيرا، اثمرت هذه الاجتماعات عن توقيع المعاهدة بين العراق والمملكة العربية السعودية في 2 نيسان 1936، حيث أذيع في بغداد و مكة البلاغ مع العلم ان المعاهدة قد وقعها نوري السعيد عن الجانب العراقي و يوسف ياسين عن الجانب السعودي.[39]
الأحزاب السياسية في عهد الملكي:
إن للأحزاب والهيئات السياسية بشكل عام موقعا مهما ضمن إطار تفعيل الدبلوماسية الموازية، فمن خلال مهامها التنظيرية وأدوارها التوجيهية وتفاعلها مع المواطنين وعامة الشعب ومبادراتها التعبوية، تعتبر الأحزاب بحق قوة مواطنة مؤهلة لأن تنخرط وتساهم وتؤثر في رسم السياسة العامة للدبلوماسية الموازية.
وتحتل لجان العلاقات الخارجية داخل الأحزاب مكانة أساسية في تتبع ومواكبة مسار القضايا والمصالح الوطنية وتفاعلاتها على الصعيد الدولي.
1 – الحزب الوطني العراقي:
قدم جعفر ابوالتمن” طلباً إلى وزارة الداخلية في (8 آذار 1922) أي قبل صدور قانون الجمعيات في العراق لممارسة الحزب نشاطه إلا أنه لم تحصل الموافقة على ذلك، مما دفعه الأمر إلى ممارسة العمل السياسي بشكل سري، وبعد صدور قانون الجمعيات قدمت الهيئة المؤسسة للحزب طلباً جديداً في 18 تموز 1922 للحصول على إجازة من وزارة الداخلية، فحصلت الموافقة في 12 آب 1922 فتألفت اللجنة التنفيذية لها.[40]
2– حزب النهضة الوطنية:
تألف ثاني حزب سياسي عراقي بصورة رسمية في عهد الحكم الوطني في 19 آب 1922 وضمت لجنته التأسيسية كلا من (أمين الجرجفجي، محمد حسن كبة، الشيخ أحمد ظاهر، آصف قاسم ، محمد الصدر ، عبد الرزاق الأزدي ، مهدي البصير ، أسعد الحسيني، عبد الجليل السور) وقد أنتخب أمين الجرجفجي أميناً عاماً للحزب .[41]
3.الحزب الحر العراقي:
تأسس الحزب بتوجيه من دار الاعتماد البريطاني بعد أن قرر المندوب السامي علق مقرات الحزبين المعارضين ( الوطن العراقي ، النهضة الوطنية) فوجدت الادارة البريطانية في العراق ، أنه لا بد من إيجاد صيغة بديلة يمكن إحلالها لإعادة الكيان للسلطة الحاكمة من جانب ، ولإرجاع شيء من الاحترام الشعبي لها من جهة أخرى ، وعليه أوعز المندوب السامي البريطاني وبتوجيه من ( مسس بيل) البريطانية الماهرة في لعبة الشؤون السياسية في العراق عندها كلفوا ( محمود عبد الرحمن النقيب النجل الأكبر لرئيس الوزراء بتأليف الحزب في 3 أيلول 1922 ، فأسموه (الحزب الحر العراقي ) ، ويعتبر هذا الحزب أول حزب سياسي حكومي في تاريخ العراق المعاصر يدخل في الصراعات السياسية داخل الوزارات العراقية .[42]
4- حزب الأمة:
تأسس هذا الحزب في 20 آب 1924، وقادته هم (الشيخ أحمد داوود رئيساً، داوود السعدي معتمداً، عبد الرزاق الرويشدي ، إسماعيل الصفار نائبا للرئيس ، أما الأعضاء فه : ناجي السويدي، أنطوان شماس ، يوسف الياس ، وقد أطلق عليه في بعض الأحيان ((حزب الشباب)) لأنه ضم أكثرية من المحامين الشباب ، والمتخرجين حديثاً من كلية القانون – أكد الحزب في برنامجه تأييد استقلال العراق التام ، ووضع دستور للبلاد ، وتوثيق صلة المودة والإخاء بين طبقات الشعب ، والاحتفاظ بالوحدة الوطنية العراقية.
5.حزب التقدم:
من الواضح بأن الدستور العراقي شرع في 1925/3/21 بعد تأسيس الدولة العراقية في 23 آب 1921، وقد انبثق أول مجلس نيابي في ظل الدستور بتاريخ 8 حزيران 1925 قبل إفتتاح المجلس. وفي 15 تموز 1925 اجتمع عبد المحسن السعون” في نيابة المجلس بمجموعة من أعضاء البرلمان الذين حضروا للتعارف وإجراء ممارسة لجلسة الافتتاح، ومن خلال هذا اللقاء أوضح لهم بأنه يرغب في تأليف أغلبية في مجلس الأمة.[43]
6.حزب الشعب:
أمام الصراعات الحزبية والسياسية واصل مجلس النواب، وبعد تأسيس حزب التقدم من البرلمانيين في وزارة عبد المحسن السعدون، التفتت مجموعة من السياسيين بإشراف وتوجيه من زعيم المعارضة البرلمانية ياسين الهاشمي، فشكلوا حزباً سياسياً في 20 تشرين الثاني 1925 باسم (حزب الشعب) بعد استحصال إجازة للعمل من وزارة الداخلية في 3 كانون الأول 1925 م.
7.حي العهد العراقي:
جاه نوري السعيد الى رئاسة الوزراء لأول مرة في 1930 وكان يأمل أن يكسب إلى جانبه أنصار حزب التقدم في داخل البرلمان التأييد وزارته ومنحه الثقة باعتباره عضواً في نفس الحزب، كما أنه أشرك في وزارته بعضاً من أعضاء الحزب، غير أن كثيراً من أعضاء الحزب وقياديه لا يرغبون في التعاون مع نوري السعيد. ولما كانت أمام الوزارة مهمات عديدة خاصة مفاوضات معاهدة 1950 مع ببريطانيا مقابل دخول العراق عصبة الأمم عام 1932، وقد كان نوري السعيد يطمح بأكثرية برلمانية تسند وزارته، لذا قرر حل المجلس النيابي، والبدء بإجراء انتخابات جديدة لمجلس نيابي جديد، وفي هذه الفترة تبلورت فكرة تأليف حزب سياسي يسنده، خاصة بعد فوزه الساحق بأكثرية برلمانية في 10 أيلول 1930 ، فأوعز إلى جماعته بتأليف الحزب وأطلق عليه ( حزب العهد العراقي) بعد استحصال الموافقة من وزارة الداخلية في 14 تشرين الأول 1930.[44]
8.حزب الإخاء الوطني:
تأسس هذا الحزب في 25 تشرين الثاني 1930 ليكون ضمن أحزاب المعارضة البرلمانية في وزارة نوري السعيد، وكانت الهيئة المؤسسة الحزب تشكلت بعد إجراء الانتخابات، وجاءت النتائج كالاتي –
رشيد عالي الكيلاني – معتمداً عاماً
علي جودت الأيوبي – كاتم الأسرار.
عبد الاله حافظ – محاسباً
بالإضافة (ياسين الهاشمي، حكمت سليمان، محمد رضا الشبيبي، عبد الواحد سكره محمد زكي المحامي محسن أبو طبيخ – أعضاء) ، وفي السنة نفسها أجريت انتخابات جديدة للهيئة الإدارية جاء فيها ياسين الهاشمي لرئاسة الحزب ، وعليه ظهر من خلال مسيرة الحزب التنافس بين الشخصيتين الرئيستين في الحزب وهما الكيلاني والهاشمي، ويقى الهاشمي رئيساً للحزب حتى حله عام م1935.
النتيجة:
منذ اليوم الأول الذي توج فيه فيصل الأول ملكا دستوريا واجباته محددة بدستور يصوت عليه مجلس نيابي منتخب ديمقراطيا ً من قبل الشعب العراقي. وقد اعتمد الفيصل على نخبة من الشباب كان معظمهم ضباطا في الجيش العثماني، إضافة إلى بعض العناصر المتميزة بعلو كعبها التعليمي والعلمي لجل تأسيس نظام دراسي جديد يهدف إلى تهيئة أجيال كفؤة قادرة على الاضطلاع بمتطلبات القرن العشرين بعد أن كان العراق بالمس القريب أيالة مهملة من الايات الدولة العثمانية التي كانت أوجه الحياة السائدة فيها تتسم ببقائها على أوضاع اجتماعية عامة قروسطية قديمة وجامدة لا تمت مع متطلبات العصر الحديث بأي صلة.
جاءت معاهدة 1926 مع الجمهورية التركية والتي أنهت النزاع بين المملكة العراقية وجارتها بخصوص عائديه منطقة الموصل الشمالية حيث حاول رئيس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك إلحاق تلك المنطقة بكامل مصادرها الطبيعية الغنية بجمهوريته لول جهود الملك فيصل ونوري السعيد اللذين طلبوا دعم بريطانيا التي بدورها ضغطت على أتاتورك أن يتخلى عن أطماعه وألحقت منطقة الموصل وبقية أراضي الشمال بمساحة العراق، وقد أصبحت تلك المناطق العربية متصرفات (محافظه) عراقية.
وبعد ذألك هب الملك وبمساعدة الدبلوماسي الأول نوري سعيد للتخلص من بعض الهيمنة البريطانية فبذل أقصى الجهود لدخول العراق ًعضوا في عصبة الأمم التي كانت تتطلب من البلدان الراغبة بالعضوية عضو أن تكون مستقلة. وقد تكللت تلك الجهود المضنية بتوقيع معاهدة 1930.
والتي حصل العراق بواسطتها في عام 1932 على عضوية عصبة الأمم ٍ كدولة معترف بها من قبل جميع الدول صاحبة السيادة عندئذ في العالم. وكان العراق أول دولة عربية تحصل على عضوية العصبة الأمم.
كانت هذه الحقبة تحت حكم الملك فيصل الأول والملك غازي الأول، وقد تميزت تلك الحقبة بالطموح لبناء دولة عراقية مستقلة، وإعادة الوحدة بين الدول العربية الأخرى المستقلة عن الخلافة العثمانية
وقد كانت سياسة الملك فيصل الأول تتمثل في الدبلوماسية، والبعد عن المواقف الحادة في سياسته الخارجية والداخلية
في حين تميزت سياسة الملك غازي الأول بالتوجهات الوطنية الصارمة، ثم جاءت بعد ذلك وزارة رشيد الكيلاني سنة 1941 المعارضة للتوسع البريطاني، والتي كان لها صدي واسع في الشارع العراقي.
الحقبة الثانية من العهد الملكي
وهي الحقبة المتمثلة في المرحلة التي عقبت خروج بريطانيا من العراق، والتي بدأت بتشكيل وزارة نوري السعيد المعروف بوطنيته، وانتماءه الشديد للعائلة الهاشمية
– الملك فيصل الثاني 1953
تميزت فترة حكم الملك فيصل الثاني بالمشاريع الاعمارية، وتطوير بغداد وبقية المدن العراقية
وعلي الصعيد العسكري فقد نجح الجيش في تجاوز الأحداث التي نتجت عن ثورة 1941، وإعادة تنظيم صفوفه بعد حرب فلسطين 1948.
تميزت فترة حكم فيصل الثاني أيضا بالاستقرار السياسي، في فبراير 1958 تم إعلان الاتحاد العربي الذي أصبحت بموجبه بغداد هي عاصمة الاتحاد، وأصبح ملك العراق هو ملك الاتحاد العربي.
نهاية الملكية في العراق:
انقلاب 14 تموز 1958 وتعرف أيضًا بالثورة 14 تموز 1958، وهو الانقلاب الذي أطاح بالمملكة العراقية الهاشمية التي أسسها الملك فيصل الأول تحت الرعاية البريطانية، وقتل على إثرها جميع أفراد العائلة المالكة العراقية وعلى رأسهم الملك فيصل الثاني صاحب ال23 سنة وولي العهد عبد الإله ورئيس الوزراء نوري سعيد.
قام الانقلاب بقيادة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وباقي تشكيلة الضباط الأحرار وتم على إثرها تأسيس الجمهورية العراقية. وبقي العراق دولة اشتراكية ذات حزب واحد بحكم الأمر الواقع من عام 1958 إلى 2003. تبع هذا الانقلاب انقلاب آخر أطاح بعبد الكريم قاسم، وأعدم في انقلاب 8 شباط 1963.
المصادر:
الرشدان، عبد الله، وجعنيني، نعيم (1997م). المدخل إلى التربية والتعليم. عمان. الأردن. دار الشروق.
علي صادق أبو هيف، القانون الدولي العام (الإسكندرية: منشأة المعارف،1975)، ص18
ناصيف يوسف حتي،النظري في العلاقات الدولية ‘،دار الكتاب العربي ،بيروت-1985،
الدكتور ابراهيم احمد شلبي،’ التنظيم الدولي ‘: دراسة في النظرية العامة والمنظمات الدولية’، طبعة 1984م الدار الجامعية
عبد الرزاق الحسني، العراق يف دوري الاحتلال والانتداب، صيدا، 0501 ، ج9 ، ص12
عبدالجبار حسن الجبوري، الأحزاب والجمعيات السياسية القطر العراقي، 0514-0514، بغداد 0533 ،
فاروق صاحل العمر، الأحزاب السياسية يف العراق 0590 – 0509، بغداد، 1978م ، ص205.
إحالم حسني مجيل، الأفكار السياسية للأحزاب العراقية يف عهد الانتداب، 0599 – 0509، مطبعة الزمان ، بغداد ، ص20
الدكتور صباح عبد الرحمن ، العلاقات العراقية الإيرانية 1945-158 ط 1 ، ص136-137
صادق حسن السوداني/ العالقات العراقية – السعودية/ جامعة بغداد/ بغداد 1975 ص47 1982-1911
قيس جواد يري، رشيد على الكيلاني و دورة في السياسية العراقية حتى 1941م، كلية التربية، جامعة بغداد 1989 ص 147
عبد الرزاق الحسني، الأسرار الخفية لحركة مايس 1941 مطبعة دار الشؤون الثقافية ط1
أسامة عبد الرحمن الدوري، العلاقات العراقية – الأمريكية مطبعة الفراهيدي، بغداد 200 ص 140
عبدالجبار ناجي، موقف الولايات المتحدة الأمريكية من حركة مايس 1941م، مجلة افاق عربية عدد9-1980 ج 2 ص21
توفيق السويدي ، مذكراتي : نصف قرن من تاريخ العراق و القضية العربية ،ص 197-196
د. لطفي جعفر فرج ، الملك غازي و دوره في سياسية العراق في المجالين الداخلي و الخارجي ، ص 190-191
[1] محمد، عبد الرحمن إبراهيم (1988م) موقع القيم من بعض فلسفات التربية. القاهرة. مصر. رابطة التربية الحديثة ج3. ص77
[2] الرشدان، عبد الله، وجعنيني، نعيم (1997م). المدخل إلى التربية والتعليم. عمان. الأردن. دار الشروق. ص107
[3] مصدر سابق، جعنيني 2004م، ص: 108
[4] تمار كاظم الأسدي-نظريات العلاقات الدولية حتى نهاية الحرب الباردة بين التحديد والتحديث) ص 55
[5] علي صادق أبو هيف، القانون الدولي العام (الإسكندرية: منشأة المعارف،1975)، ص18
[6] ناصيف يوسف حتي، النظري في العلاقات الدولية ‘، دار الكتاب العربي، بيروت-1985، صفحة 20
[7] الدكتور إبراهيم احمد شلبي،’ التنظيم الدولي ‘: دراسة في النظرية العامة والمنظمات الدولية’، طبعة 1984م الدار الجامعية ص115
[8] نفس المرجع السابق ص 7
[9] توم بوتومور، مدرسة فرانكفورت، ترجمة-سعد هجرس، الطبعة الأولى، طرابلس, لبنان, دار أويا, 1998.
[10] مصدر سابق، جعنيني 2004م،ص114
[11] أشواق عباس، صنع السياسة الخارجية، الحوار المتمدن. ص 23
[12] (المنياوي، 2009: 12).
[13] ذكر القنصل الفرنسي في بغداد في عـام ١٩٢١ فـي رسالة بعث بها إلى وزير الخارجية الفرنسي أن المنـدوب السامي البريطاني برسي كـوكس (cox Percy (رفـض صراحة زيارته الرسمية قبل الاعتراف بالملك فيصل ملكـا على العراق من ق بل الجمهوريـة الفرنـسية، انظـر: دار الكتب والوثـائق، ملفـات الـبلاط الملكـي ، ملفـة رقـم ٢٣١/٣١١ ،ملاحظات المعتمد الـسامي البريطـاني فـي العراق على قرارات مجلس الوزراء فـي كتـاب سـكرتير المعتمد السامي إلى الديوان الملكي في ١٧ تشرين الثـاني ١٩٢٤ ،وثيقة رقم ٥ ،صـفحة رقـم ٥ . سأشـير فـي الصفحات اللاحقـة لـدار الكتـب والوثـائق فـي بغـداد بـ(د.ك.) والوثيقة بـ(و) والصفحة بـ(ص).
[14] (ر.ف.ك.، ملفات البلا ط الملكـي ، ملفـة رقـم ٤٦٣١ / ٣١١ ،كتاب وزارة الخارجية أل عراقية رقم ١٥٦٨ فـي ٢١ مايس ١٩٣٠ ،إلى رئاس ة الـديوان الملكـي، و ٤ ، ص٤.
[15] (د.ك.، ملفات الـبلاط الملكـي. التقريـر الإدارة البريطانية لعام ١٩٢٧ المرفوع من قبل حكومة صاحب الجلالة البري طاية إلى عصبة الأمم عن أحوال العـراق. ٢١ص، ١٩٢٨ بغداد١٩٢٧ -١٩٢٦
[16] (د.ك.، ملفات البلاط الملكـي الملفـة رقـم ٧٨٣ / ٣١١ كتاب وزارة الخارجية العراقيـة رقـم ١٨٥ فـي ٢٣شباط ١٩٣٣ إلى مجلس الوزراء العراقـي و ٤٨، ص٥١.
[17] جـواد كـاظم البكـري وآخـرون، العلاقـات العراقيـة الأمريكيـة دراسـة فـي اثـأر اتفاقيـة الإطـار الاسـتراتيجي والخيارات المستقبلية، مصدر سبق ذكره، ص. ١٤
[18] مايكــل أ. بــالمر، حــراس الخلــيج تــاريخ توســع الــدور الأمريكــي فــي الخلــيج العربــي ١٨٣٣ – ١٩٩٢، ترجمة: نبيل زكي، الطبعة الأولى (مركز الأهرام للترجمة والنشر، ١٩٩٥(م ، ص . ٢
[19] نقـلا عــن: جـواد كــاظم البكــري وآخـرون، العلاقــات العراقيــة الأمريكيـة، دراســة فــي اثـأر اتفاقيــة الإطــار (٤(الاستراتيجي والخيارات المستقبلية، ص ١٥
[20] خالد بسام، ثرثرة فوق نهر دجلة ط1 عمان 2004 ص 35
[21] المصدر السابق نفسه ص 46
[22] صباح علي غالب، أمين الحسيني ودورة في أحداث الثورة المايس 1941 ط3 بغداد 1970 ص 104 -105ص
[23] خليل علي مراد ـتطوير السياسية الخارجية الأميركة
[24] قيس جواد يري، رشيد على الكيلاني و دورة في السياسية العراقية حتى 1941م، كلية التربية، جامعة بغداد 1989 ص 147
[25] عبد الرزاق الحسني، الأسرار الخفية لحركة مايس 1941 مطبعة دار الشؤون الثقافية ط1
[26] أسامة عبد الرحمن الدوري، العلاقات العراقية – الأمريكية مطبعة الفراهيدي، بغداد 200 ص 140
[27] عبدالجبار ناجي، موقف الولايات المتحدة الأمريكية من حركة مايس 1941م، مجلة أفاق عربية عدد9-1980 ج 2 ص21
[28] :شاكر صابر الضابط ، العلاقات الدولية الحدود بين العراق و ايران ، نشر وطبع دار البصري ، بغداد ، ص 102
[29] علي عبد محمود ، العلاقات الدولية – الإيرانية في ضو حروب الخليج و الاحتلال الأمريكي ، ص 38
[30] توفيق السويدي ، مذكراتي : نصف قرن من تاريخ العراق و القضية العربية ،ص 197-196
[31] د. لطفي جعفر فرج ، الملك غازي و دوره في سياسية العراق في المجالين الداخلي و الخارجي ، ص 190-191
[32] الدكتور صباح عبد الرحمن ، العلاقات العراقية الإيرانية 1945-158 ط 1 ، ص136-137
[33] صادق حسن السوداني/ العالقات العراقية – السعودية/ جامعة بغداد/ بغداد 1975 ص47 1982-1911
[34] صادق حسن السوداني/ الم در السابق ص71
[35] صادق حسن السوداني/ الم در السابق ص73
[36] توفيق السويدي/مذكراتي/ منشورا الحرمة لندن ط1 8211 ص222
[37] صادق حسن السوداني/ الم در السابق ص371
[38] ميري بصري، أعلام السياسية، الجزء الثاني، ص 256
[39] عبد الرزاق الحسني، تاريخ الوزرات العراقية، ج 4 ط4 ص 197-198
[40] فاروق صاحل العمر، الأحزاب السياسية يف العراق 0590 – 0509، بغداد، 1978م ، ص205.
[41] إحالة حسني مجيل، الأفكار السياسية للأحزاب العراقية يف عهد الانتداب، 0599 – 0509، مطبعة الزمان ، بغداد ، ص20
[42] عبد الرزاق الحسني، العراق يف دوري الاحتلال والانتداب، صيدا، 0501 ، ج9 ، ص12
[43]عبدالجبار حسن الجبوري، الأحزاب والجمعيات السياسية القطر العراقي، 0514-0514، بغداد 0533 ، ص64
[44] مجموعة باحثني، المفصل تاريخ العراق المعاصر، بيت الحكمة، بغداد ، 9119 ، ص305.