اسم الكاتب : علي ثويني
نرصد بأن ذوي الأصول الهندية والفارسية سعوا جاهدين في تبوأ السلطات الدينية والعلمية الشيعية ، بأقل من التهافت على المنصب السياسي. فنجد أن كل المراجع وعوائلهم من تلك الأصول التي لايعرف جذرها، بل أن صفة (السيد) التي أقرنت بهم هي إحدى الطرائق التي سلكوها لإكتساب الحضوة والجاه والمال وحتى السلطة، كما هو حاصل بعد 2003 .
يعرف القاصي والداني بأن كثير من المهاجرين الفرس جاءوا للعراق وسكنوا في البداية بشكل مؤقت ثم أنتقلوا لمستقر آخر بعد تحسن أحوالهم المعاشية، ليبثوا بين الناس أنهم (بيت السيد فلان) وهذا ماحصل لجارنا الذي كان يطلق عليه (بيت السيد) وتبين حين بدأ البعثيون يبحثون في الملفات الخاصة بالناس في بداية الثمانينات، بأنه أفغاني مجهول الهوية ولا يحمل أي صفة لـ(سيد). وهكذا تم تسفيره إلى إيران.ومن المعلوم أن هؤلاء الذين يهاجرون فرادا ويدخلون مجتمع المدينة في إيران يلقبون بـ(الشهرستاني) أي مجهول الهوية القادم من (شهر) اي القرية.وهكذا فإن هذا اللقب في العراق يقترن بمجهولي الهوية الإيرانيين، وجلهم من أدعى أنه سيد . بل ان ثمة من أتوا فرادا من إيران وأفغانستان وباكستان ووسط آسيا ، ودخلوا قرية عراقية ووجدوا ضالتهم فيها بعمل وتبني من عائلة أسكنته أو أستخدمته وربما زوجته من عراقية.وعادة ما تطلق عليه تسميات بعينها، تلغي من خلالها أسمه الأعجمي الأول، ومن تلك الأسماء: مجهول-تايه- طارش-دخيل-مطرود-مشتت…الخ.بل أن رئيس وزراء العراق المدعوا مصطفى كاظمي جده يدعى (مشتت) وسكن سوق الشيوخ وهو ليس بكاظمي، بل من لورستان والفيليه، اي من المهاجرين من إيران للعراق.
وفي سياق (السادة)، تحضرني قصة رجل دين عماني (لواتي) اي شيعي، كان يعتمر العمامة البيضاء أي شيخ، وذهب للعراق وعاد بصك طويل بأختام وتواريخ وشهادات بأنه أصبح (سيد) فأبدل العمامة البيضاء بالسوداء، وسكت العمانيون عليه لطبيعتهم المهادنة .ونتذكر أن بعض العوائل التي أنتقلت لأحياء جديدة وقد أدعت أنهم (بيت السيد) وسرى عليهم الأمر لأجيال وكلهم من ذوي الأصول الإيرانية والأفغانية والهندية حيث نقف على عملية فبركة الإنتماء للأصل العلوي المسكوت عنها والتي تقودها جهات دينية مرجعية.
والحجة في ذلك جاهزة بأن بأن هؤلاء، من نسل من هرب من العلويين إلى الأصقاع إبان الظلم الذي تعرضوا له من طرف الأمويين والعباسيين، لكن هذا لايعني أنهم تكاثروا بتلك النسبة حتى لو أحصينا العامل الزمني فإن العدد مبالغ به.والمريب هو كيف تسنى لهم حفظ نسلهم وصفاء عرقهم .وحسبنا أن تلك المنزلة الإجتماعية لو تجردت من الجاه والثراء والكسب المادي لتوقف التهافت عليها، ولم نجد من يدعي بها .والظاهرة تنتشر عند الشيعة والآسيويين بشكل معلن، ونادرا ماتجد عربي سني يدعي أنه سيد.مع أن الإمام علي عربي ،ولم يكن سني أو شيعي.
لقد أقترحت حل وسط بأن يأخذوا عينة من DNA من مصدر موثوق حتى لو كان من رفات بعض الأئمة المشهود بنسلهم العلوي، وتطبيقه معياريا على كل المدعين..وقد قوبل الإقتراح برفض قاطع حينما طرح على مراجع الشيعة في النجف .لا بل أن الشخصيات التي صنع لهم هالة من الحضوة وقيل عنهم “سادة”، فهم مشكوك بأصولهم مثل علي السيستاني البلوشي ، والخميني الهندي وخامنئي التركي الأذري وقبلهم جمال الدين (الحسيني)الأفغالي، الذي لايعرف له أصل. أقترح أن يتأسس مجلس أو ديوان أو نقابة للسادة ، ويلحق به مركز بحوث طبية ومورثيه وتأريخية يأخذ على عاتقه فك الإشتباك في تلك الأحجية. فكل من يدعي أنه سيد يجب أن يخضع للفحص. ومن الطريف أن صدام حسين كان قد إدعى أنه (سيد) كذلك وروج له البعض، لكن تبين اليوم و من خلال التقرير الأمريكي المنشور عن مورثاتهDNA أنه من ورد من سلالة طاجيكية (تركمانية) من وسط أفغانستان ولايحمل أي مورثات عربية البته.
وينجر الأمر على القيادات الروحية الشيعية في العراق ،وجلهم من أصول آسيوية.فنجد بأن ولائهم لأصولهم يدغم مايجنوه من تواجدهم في العراق . وأمسى معلوم إعدادهم يتم خارج العراق وتتوجه الشكوك إلى جهاز المخابرات البريطانية الخارجية المسى(mi6) الخاص بفبركة الشخصيات السياسية في الدول التي تسيرها عن بعد، وحدث أن أخترقت عالم الدين فصنعت لها تيارات كثيرة مثل الأخوان المسلمين وفروعها، وأفرزت أشخاص مثل مراجع الشيعة، ومنهم المرزه الشيرازي وأبو الحسن الأصفهاني ومحسن الطباطبائي الحكيم وأبو القاسم الخوئي وعلي السيستاني بل وبيوتات مثل آل الصدر وآل الحكيم وآل كاشف الغطاء أو آل بحر العلوم وهم هنود ، وغيرهم. وثمة من هؤلاء لايعرف العربية ، مثل علي السيستاني مثلا، كما كانت عائلة محمد علي الألباني الحاكمة لقرن ونصف في مصر،و التي كان الملك فاروق الوحيد التي يتكلم لغة أهل مصر.
حدث أن سيرت تلك القيادات الدينية التوجهات الحزبية للعراقيين، بل أصبحت علاقة الشيعة بالسلطات تمر من خلال طبيعة العلاقة بين القيادة المرجعية لهم مع السلطة المركزية،والأنكى أن بعض تلك القيادات وجهت العراقيين الإنتماء لحزب سياسي، مثلما حدث في خمسينيات القرن العشرين، حيث أمتثل شيعة العراق في الإنخراط بالأحزاب العروبية القومية نزولاً عند توجيهات محتالة تقرأ بالتحليل ،وذلك من المرجع الشيعي محسن طباطبائي الحكيم(1889-1970)، الذي سعى لأن يكون تيارات حزبية شيعيه دون طائل، فكان منه أن يرضى بحل وسط، بان يتوجه الشيعة للتيارات العروبية، وذلك من أجل محاربة الشيوعية الصاعدة. وهنا نقف عند مبرر مفصلي، بان الغرب والأمريكان ومخابراتهم دعمت بدون تردد أو تكتم الأحزاب العروبية لتجعلها تحارب الشيوعية الصاعدة في حينها بحجة (الحرب الباردة)، اي أنها تضرب ناس بناس ولكن بما يصب بصالحها.والملفت بأن التوجه الديني وقف معهم بخندق واحد ليس بسبب غرور الشيوعيه ومحاربتها للدين علانية وكشفها عيوب هؤلاء فحسب، بل من أثر الدعم اللامحدود الذي حصل عليه المتدينون والقوميون من المخابرات الأمريكية، وكل ذلك يكشف أننا وسط لعبة أقحمنا بها عنوة، وأن المسيرين وراء الستر للوضع العراقي يرون إمكانية ضرب العراقيين بالعراقيين وهو ماسار عليه الولاة العثمانيين حينما كانوا يتحالفون مع قبيلة وبعادون الأخرى، ويوعزون لحلفاءهم من محاربتهم بالنيابة . مثلما فعل أعداء العراق بالإتفاق المعلن والمبطن مع القوميين الأكراد حينما أوعزوا لهم بحروب نيابيه متكررة. وربما هنا يكمن سر الغزل بين القوميين الأكراد ومراجع الشيعة ال-ين يحكمون العراق اليوم سوياً.
ويذكرنا حال العراق وصراعاته الداخلية العبثية، ما حدث مع جنكيزخان التتاري عام 1220م ، حينما تقدمت قواته نحو مدينة بخارى (تقع اليوم في أوزبكستان)، حيث طلب من أهلها المسلمين التسليم على أن يُعطيهم الأمان.فقد انشق أهل المدينة إلى فرقتين :احدهما رافض، وحجتهم : لو استطاعوا غزونا لما طالبوا التفاوض معنا .و الصنف الثاني أصابه الجبن والتقاعس عن القتال وحجته:نريد حقن الدماء ولا طاقة لنا بقتالهم لكثرة عددهم.فكتب جنكيز خان لمن وافق على الرضوخ والتسليم: أعينونا على قتال من رفض منكم و سوف نوليكم أمر بلدكم بعد إقتحامها. فصدق البخاريون كلامه وأنقادوا له ، و دارت رحى حرب “أهلية” بين الطرفين، طرف دافع عن ثبات مبادئه حتى قضى نحبه وطرف باع نفسه للتتار فسيره عبداً من عبيده. وفي النهاية انتصر طرف العمالة ولكن الصدمة الكبرى أن التتار سحبوا منهم السلاح و أمروا بذبحهم جميعا، وقال جنكيز مقولته المشهورة :لو كان يؤمن جانبهم لما غدروا بإخوانهم من أجلنا ونحن الغرباء !. وهذا ماحدث بالعراق تماما حينما تآمر البعثيون مع الأمريكان على الشيوعيين أخوانهم في شباط 1963 ، لكن أنقلب عليهم الأمريكان و أقصوهم في 2003.وحسبنا أن العراقيين قدموا فيما دعي (الحرب الباردة) تضحيات أكبر من أهلها في الشرق الشيوعي والغرب الرأسمالي ، لتستمر اللعبة على مبدأ (جرار تكسر بعضها)، اي إثارة فتنة تجعل رعاع الناس يتقاتلون بينهم المحتل أو أذنابه يتفرجون جزلين.
نعود إلى صلب مقالنا في سطوة المورثات على الأفراد، حيث من المعروف أن من يقود التشيع العراقي عناصر آسيوية جاءت من أجل الإثراء والجاه وليس من أجل الدين أو القربى من العتبات كما يدعون. لكن الملفت للنظر أنهم أدعوا كونهم (من الساده الأشراف( )) ولم تعرف الجموع إنحدارهم من الأصل ،ولايحملون أو يعلنون وثيقة تشير لذلك ، وتسأل عنهم في ديارهم ومساقط رؤوسهم ، فلا يعرفهم أحد عنهم شئ .وتمكث علاقتهم بالمخابرات البريطانية تثير التساؤل، لماذا لم تختر المخابرات عربي من مشرق أو مغرب تنصبه مرجع وإمام للشيعة.وكيف رضخ عبدالسلام عارف العروبي بإستقبال الخميني في العراق عام 1964 وإستقبال صدام البعثي للسيستاني عام 1986 إبان حربه مع خميني؟ .
والأهم من ذلك :لماذا يقع الإختيار دائما على الهنود والسنديين(باكستان) والأفغان والإيرانيين حصرا، رغم وجود أتراك وفرس في أواسط آسيا لكن لايشملهم الأمر..ويعزي البعض المبرر إلى مطواعيتهم وإذعانهم للإنقياد والتسيير من الخارج أكثر من بقية الشعوب، أو أنهم سيبقون في إطار الأقلية القابلة للإبتزاز والتحكم، ولم يقع الأختيار على العراقيين لطبيعتهم العنادية والشكوكة والإنقلبية وتوترهم العصبي وصعوبة إنقيادهم للآخر . لذا مكث شبه ثابت أن قيادات الدين والسياسة يفضل أن يكونوا من الأغراب والأقليات..
وهنا نطرح سؤال: لماذا لم يفرز العراق رجل دين أومرجع عراقي عربي واحد. أو من جراء غزل مبطن للإنكليز وغيرهم من الغربيين مع الفرس ضمن سياقات مايدعون رياءاً الإنتماء (الآري) المشترك ، الذي لاحقيقة له علمياً.وحسبنا أن الجميع يتفقون على توجه فحواه كراهية تلك الطبقة وإحتقارها وإزدرائها للعرب ومنهم العراقيون ، الذين يشكل الشيعة فيهم الغالبية ،حيث قيادتهم الدينية آسيوية تنحاز لأيران دائما وقواعدهم عراقية عربية تقتفي توجههم وتسير عليها، لابل تعادي من يعاديهم.
وحقيقة الأمر تشير إلى أن الأمر لايقتصر على الآسيويين في تبوأ الصدارة لقيادة العراق سياسيا اليوم، بل كان ثمة أغراب قادوا العراق بالأمس ومنهم الملك فيصل الحجازي وورثته أو (ساطع الحصري) الكرواتي الذي أسس للخطاب والتحزب العروبي في العراق، وعاش ومات وهو لايعرف العربية..وقد نصبه الإنكليز على الثقافة.وغير ذلك فإن السفارة البريطانية أسسست ودعمت وسيرت أول خلية شيوعية عام 1922 في بغداد وصلبها وغالبيتها من اليهود ، وذلك بإعتراف زكي خيري القيادي الشيوعي المخضرم الذي عمل في بداية العشرينات مترجم بالسفارة البريطانية. أي قبل مؤتمر الحزب التأسيسي الذي قاده “الرفيق” فهد(سلمان يوسف السرياني) وذلك عام 1934.أما البعثيين فقد جلبوا طاقم كامل من الأغراب العرب ومنهم ميشيل عفلق وشبلي العيسمي ومنيف الرزاز وغيرهم. علما أن ميشيل عفلق ينحدر من أب قادم من جنوب رومانيا.
وحري هنا الفرز بين بيئات التشيع اليوم، فهي خمس:
1. أولهم الشيعة في الهند وباكستان وهم تجمعات وديعة ومسالمة تتطلع بتعاطف مبطن لبؤر التشيع الحركي في العراق وإيران، لكنها لا تنخرط في حركاتها السياسية كما حدث بما دعي (الثورة الإيرانية) التي نسبت للخميني عام 1979. وهم أقرب للتصوف والمهادنة من العنف عندنا.
2. ثانيهم تشيع إيراني مصلحي وإنتهازي وظاهري لا إيماني وديماغوجي (دجلي) بإمتياز، حتى لو بدى للبعض عميق وباطني. وسائلة تكشف غاياته الغامضة التآمرية والإستغلالية للجموع،من خلال المتاجرة بإيمانهم الفطري، ويؤلبهم على أهل السنة وينزع منهم الولاء لأوطانهم بغرض تأجيج أوضاع قلقة تسمح لهم بالتدخل والتسيير .
3. ثالثهم التشيع الخليجي الذي أنغمس مع العافية والرخاء والطفرة النفطية ، ولم يعد يهمه أمر الشيعة الآخرين وأنخرطوا في حالة إنتماء للأوطان والمواطنة، بعيدا عن رومانسية شيعية لايجنون منها شئ يزيد على ماهم عليه، رغم دعاية المظلومية عليهم التي تبثها إيران ويرددها أتباعهم في العراق,ولم تنتشر بين طبقاتهم الظاهرة الحزبية رغم وجود غزل عروبي أو شيوعي مبطن، لكنه لم يؤطر بتنظيمات حزبية. والغريب أن الإنكليز من صنعوا تلك البلدان لكن لم يرغبوا في صنع أحزاب وإثارة نعرات سياسية ،كما فعلوها في العراق.
4. رابعهم عراقي،ميزته تخبطي ومتشنج وغير عقلاني وتابع وخاضع ومغالي في عاطفته ،لذا يستقيل في كنفه العقل ويجنح للنقل والسلفية والطقوسية والتقليد والإتكالية والترديد (حتى المقرئ يسموه رادود!)، بل أن رجال الدين الشيعة يفضلون أن تكون عهدة وعصمة الفكر الديني والطقوسي بأيديهم، حتى شاع بين العامي إذا حدث أمر لايعرف يفقهون به قولهم: (أرميها برقبة عالم، وأطلع منها سالم)، وهي تشي عن إتكالية الوعي وتقاعس القرار . وهذا يعني أنه سهل الإختراق والإستغلال والتوجيه من الخارج، وهو ماأستثمره الإنكليز ثم الأمريكان والإيرانيين في العراق .
وهنا نذكر ماقاله مسؤول إيراني بأن زمام الأمور بالعراق في أيديهم، فيكفي أن تفجر قبة مسجد شيعي لتجد الحرب الأهلية وقد نشبت، وهذا ماحدث بالتمام عام 2005-08، حينما فجرت قبة الإمامين العسكريين (ع) في سامراء، وأتهم الشيعة السنة دون التمحيص، حيث هدمت على أثرها عشرات المساجد السنية وقتل الاف من الطرفين وكان الأمريكان يقودون بأنفسهم عمليات القتل.وفي السياق نقلت الأخبار في بداية القرن العشرين بأن قام عميل إنكليزي من الهنود العاملين في السفارة البريطانية في بغداد برمي سمكة (جري) في (حب) أو زير للماء السبيل في أحد شوارع الأحياء الشيعية، وذلك أيام عاشوراء.و تلك السمكة يحرم أكلها عند الشيعة.فهب الشيعة ينتصرون لمذهبهم ضد رمي السمكة المروهة، ويكيلون التهم لأهل السنة، و نشبت على أثرها، حرب أهلية ، قتل فيها نفر من الجانبين، حتى هدأت النفوس الجاهلة.
5. أما النوع الخامس من التشيع فهو اللبناني ، وبسبب إنفتاح لبنان المتوسطي وقربهم للغرب ووجود النصارى المقلدين لهم، وهيمنة فرنسا على أوضاعهم ، وغياب التأثير الإنكليزي ، لذا لا تجد بينهم رجل دين سندي أو أفغاني أو إيراني ، فقد طور القوم ملكاتهم الطائفية ذاتيا بحوار هادئ أملته ظروف البلد الذي تأسس على الشرذمة بموجب دستور فرنسا لعام 1943 .و التأثيرات العراقية القادمة من حوزة النجف،وتداخل بعض البيوتات المشتركة. لكنه نأى عن سطوة التشيع الصفوي الإيراني وأصبح أكثر حرية في الإجتهاد وعكس العقلية(البرغماتية) المصلحية والواقعية المنساقة مع العقلية التجارية للقوم (من الأثر الفينيقي) .
لذا تجد فكرهم متجدد وإجتهادي في قراءة النصوص،وتكتنفها حالة نقدية رافضة للمسلمات والمنقول والسلفية العراقية والإيرانية.وهنا نلتقي الشيخ محمد حسين فضل الله أو الطفيلي وغيرهم، فهم الأقرب لمنزلة المفكرين وأصحاب الحل والربط، خارج الصفة الدينية، وبذلك أرتقوا بالوعي أكثر من العراقيين رغم معاناتهم من التخلف المتجذر والمتراكم في تجمعاتهم المتركزة في الجنوب والبقاع ، وحسبي أن تشيعهم الشامي /المتوسطي هو منسجم مع الخطاب الإسلامي الوسطي، رغم شحة الإمكانيات، لكن حضورهم على قلته، مؤثر داخل لبنان وخارجها ولاسيما في المهاجر.بيد أن ظاهرة حسن نصر الله التنظيمية بخطابها “الثوري” المتحدي في مجتمع مهادن ومسالم ومخملي والأقرب لليبرالية والعلمانية، أدى إلى تعرضها للنقد ، بسبب تعاونها مع قيادة سوريا البعثية وتعاطفها مع سلطة صدام قبيل سقوطها 2003م ،والأهم تبعيتها لأيران وتنفيذها لأوامرها، والشكوك التي تحيط لعبة المقاومة ضد إسرائيل الذي أفقدها صفة الحركة الثورية عابرة الحدود .