الكاتب : مهدي قاسم
يبدو أنه كان للطروحات و البرنامج الاقتصادية التي أعلنها ترمب في حملاته الانتخابية تأثيرا واضحا على الناخبين و من ثم ، أو فيما بعد كسب أصواتهم لصالحهم ليفوز بفارق كبير ..
من قبيل ـ مثلا و ليس حصرا : زيادة الرسوم الكمركية و تخفيض الضرائب وخفض كلفة الإنتاج ووقف دعم حرب أوكرانيا ــمن خلال إنهائها ــ و إجبار دول الاتحاد الأوروبي إلى مساهمة مادية أكبر في زيادة نفقات التسلح لحلف الناتو ، الأمر الذي قد يؤدي إلى إنعاش و تنمية المؤشرات الاقتصادية و غيرها ، لينعكس فيما بعد ،بشكل إيجابي ، على المستوى المعيشي للمواطن الأمريكي ، فمن المؤكد ، إن كل هذا كان له دوره المؤثر في كسب ترامب صوت الكثير من الناخبين الأمريكيين لصالحه ..
وهو الأمرالذي يعني ، ضمن هذا السياق ، إن الناخب الأمريكي ، ناخب براغماتي ــ بشكل عام ــ تهّمه أوضاعه الاقتصادية والمعيشية والخدمية والتعليمية في الدرجة الأولى و الأخيرة ، قبل أن يهتم بأمور عقائدية أو فئوية معينة ..
بينما الناخب العراقي ، على عكس من ذلك تماما ــ طبعا ، هنا لا نقصد التعميم ــ تهمه في أكثر الأحيان ، الأمور العقائدية التي تجعله أن يميل إلى التصويت لصالح أحزاب وتنظيمات فاسدة وساسة وفاشلين ، مِمَن يختبئون خلف مسوح دينية أو مذهبية ، كرجال ورعين ، شكلا ، بينما هم في حقيقة الأمر ليسوا سوى عصابات منظمة من لصوص حرامية ، فضلا عن كون بعضهم خداما لأجندة أجنبية .
وما وجود نفس الأحزاب الفاسدة والساسة الفاسدين من اللصوص في مقاليد السلطة والحكم في العراق ، منذ أكثر من عشرين عاما ، لهو أكبر دليل على ما نقول ..