الكاتب : هادي حسن عليوي
بلغتُ (أنا) كاتب هذه السطور.. من العمر عتياً (77) سنة.. ونصف السنة ..
ـ عشتُ كل الأنظمة السياسية المعاصرة في العراق: (الملكي.. والجمهوري الأول.. والبعث الأول.. وحكم الأخوين عارف.. و حكم البعث الثاني.. والاحتلال الأمريكي.. والعملية السياسية (أربعة عشر سنة الأخيرة).. وما زالت والحمد لله بكامل قوايً الجسدية والفكرية..
ـ نشطتُ كسياسي منذ العام 1956.. واعتقلتُ عدة مرات.. وسجنتُ سياسياً في العهد الملكي.. والعهد الجمهوري الأول.. وعهد عبد السلام عارف.. وعهد البعث الثاني..
ـ قرأتُ آلاف المصادر والكتب التاريخية.. والفكرية.. والسياسية.. والإسلامية.. والعلمانية.. قراءة خارجية.. وقراءة علمية لأغراض دراستي العليا (الماجستير والدكتوراه).. وكذلك لأغراض بحوثي العملية المحكمة التي تجاوزت الستين..
ـ قرأتُ أكثر من 100 كتاب مذكرات لكبار الشخصيات العالمية.. كما قرأتُ مسيرة التاريخ الإسلامي بجميع مذاهبه وبعقلية متفتحة..
ـ قرأتُ بعمق تاريخ العراق منذ نشأته حتى اليوم.. بل أسهمتُ بصنع جزء من هذا التاريخ..
ـ صدرت ليً أكثر من 25 مؤلفاً أصيلاً .. وعشرات البحوث العلمية.. في تاريخ العراق المعاصر.. وأحزابه.. ونظامه الدستوري والسياسي..
ـ اعتقلتُ العام 1961 وأنا لست كردياً.. وكنتُ ادعوا لحل المسألة الكردية حلاً سلمياً.. وأحلتُ للمجلس العرفي.. وحكمتُ بالسجن سنة ونصف.. لأنني ناقشتُ رئيس المجلس العرفي.. وقلتُ له: بالحرف الواحد: دماء جيشنا ودماء أبناء شعبنا الكردي تهدر ليس لمصلحة العراق.. وطبعاً هناك آلاف من مثلي اعتقلوا من العرب والأكراد.. وفي كل العهود حول المسألة الكردية..
ـ من كل هذه المسيرة أؤكد أن العراق لن ينشطر.. ولن يتجزأ.. ولن يُقسم.. بل يبقى الراية العليا في المنطقة..
ـ خلال الأيام الماضية تصاعدت التصريحات والتهديدات.. من مسؤولين كورد عراقيين.. ومسؤولين عرب وتركمان.. وبعضهم سبق أن توسلوا بصدام لدخول جيشه وذبح إخوانهم الأكراد العام 1994.. ليس بسبب القضية الكردية.. بل بسبب صراع سياسي من اجل السلطة..
ـ تاريخ العراق المعاصر يؤكد إن القضية الكردية لن تحل إلا بالسلم.. وهو ما جرى وتحقق.. والمشاكل التي ولدها الوضع الجديد لن تحل إلا بالسلم والحوار الجدي والحقيقي.. وليس بالابتزاز.. وكل الحلول السلمية للمشاكل بين الإقليم والمركز الحالية.. لن تحقق إلا على أساس الثقة التامة بين الطرفين.. والطرح الواقعي باعتبار المشاكل ليست مشاكل خاصة بل هي مشاكل عراقية.. وأي اتفاق لابد أن يكون قائماً على أسس واقعية وتاريخية موثقة.. وليس على أساس شخصاني وابتزازي أو سياسي.. وأن يكون الاتفاق شفافاً وعلنياً.. ويجري تنفيذ فقراته بمواعيد محددة.. وبغير ذلك .. سنعود للمربع الأول.. ويندلع القتال من جديد.. وهذه المرة ليس قتال بين (جيش وعصاة) بل بين الشعب كله..
ـ يقول السياسي الكردي المخضرم محمود عثمان: وضعنا اليوم في كردستان.. نفس وضع جنوب السودان.. ناضلت من أجل الاستقلال.. وحصلت على الاستقلال.. وأصبحت دولة مستقلة.. واندلعت الحرب في الدولة الجديدة..وانشطرت إلى قسمين يتقاتلان فيما بينهما..
ـ الأشقاء الكرد فكروا بمستقبلكم.. وما حققتمتوه خلال ال 14 سنه .. لا تضيعوه.. لن تنفع العبارات العنصرية اللئيمة ..
ـ ويبقى العراق.. ومسيرة التاريخ تؤكد وحدة العراق.. وتقدمه وتطوره مهما فعل الحاقدون..