الكاتب : سليم الحسني
نظرة بسيطة على ما يجري في أفغانستان تكشف لكم الكثير. تجعل بصركم حديداً. تكتب بأكبر الحروف أن الشيعي مستهدف أينما كان، فما أن يراه أعداء أهل البيت مكشوفاً حتى يتفنون بقتله. لا فرق عندهم بين انتمائه السياسي أو القومي، إنه مطلوب من الرضيع الى الطاعن بالسن، تلك رغبة قديمة زرعها بنو أمية، وانتشرت من مكان لمكان ومن زمان لزمان.
أنت شيعي، فأنت في دائرة الهدف، وأصبع القناص على الزناد. لا يتردد باطلاق النار لحظة واحدة. يقتلك ضاحكاً، وحين تسقط ويرى الدم ينزف، تُسكره اللحظة فيطير فرحاً.
أنت أيها الشيعي في العراق، حالك مثل الشيعي في أفغانستان، لو ظفروا بك يقطعون أوصلاك بلا ارتجاف. يتكاثرون عليك مثل فصيل الذئاب ينهشون جثتك حتى العظم.
لا تقلْ أفغانستان فيها متطرفون فالأمر محصور بهم. لا تخطئ التقدير، فهذه مصر التي يسمونها الأخ الكبير وأم الدنيا وصاحبة العقول، تنادى ذئابها ففتكوا بالشهيد حسن شحاتة ومن معه بأبشع منظر. ومن على المنابر يصرخون بتطهير مصر من الشيعة.
على حدودك مملكة مصنوعة من الشرّ، لا يهدأ لرجالها بال حتى يروا الشيعة مقطعين في كل مكان. مملكة الشرّ هذه تتوارث الحقد على أتباع أهل البيت، ومثلها حكومات التطبيع الخليجية. لقد أجمعوا أمرهم على ضرب الشيعة وتمزيقهم، فأموالهم مسخّرة لذلك، وسياستهم تعمل بذلك، ورجالهم ينشطون في ذلك. حتى دخلوا بينكم أيها القادة، فشطروكم نصفين، يبادل أحدكما العداء لأخيه.
لا تقنعْ يا قائد هذه الكتلة وتلك، بأنك تمتلك الوعي والنظرة الثاقبة. أنت شبه أعمى حين تأمن لغير الشيعي أكثر من أخيك. أنت نصف نائم عندما تستعين عليه بأعداء أهل البيت.
أنت أيها الشيعي العراقي مقتول في أفغانستان، وعليك مؤامرة كبرى في إيران، ومستهدف في لبنان، ومُحارب في اليمن، ومقهور في البحرين. أنت في نظرهم تنتمي لجغرافيا أهل البيت، ومن ينتمي اليها فرأسه مطلوب.
إيران ظهرك ولبنان عزّك واليمن صمودك والبحرين صبرك، أنت كل هذا، فلا تزهد ببعضك. أنت قوي بها، فكنْ أقوى حين تضمها لصدرك متفاخراً، ودعك من أقوال الخائفين.
٢ تشرين الأول ٢٠٢٢