جيش المرجعية ضرورة عراقية (ح 24) (كانوا أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم)

الكاتب : فاضل حسن شريف

ان المرجعية الدينية هم أحفاد الرسل والأئمة عليهم السلام تربي أتباعها ومنهم الحشد الشعبي بشكر الله عز وجل على نعمه والقوة والاستعداد لرد كل من يعتدي على نعم الله تعالى، وهم الأكثر الناس خوفا من خالقهم رب العالمين، ويأخذون العبر من الظالمين المعتدين مثل صدام وزبانيته الذين تنعموا بثروات العراق وهزموا تاركين بلدا مدمرا نهض وينهض بسواعد أبنائه ومنهم الحشد الشعبي. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله سبحانه “أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ” ﴿غافر 21﴾ قوله تعالى: “أولم يسيروا في الأرض فينظروا” إلى آخر الآية الاستفهام إنكاري، والواقي اسم فاعل من الوقاية بمعنى حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره. والمعنى: أولم يسيروا هؤلاء الذين أرسلناك إليهم “في الأرض فينظروا” نظر تفكر واعتبار “كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم” من الأمم الدارجة المكذبين لرسلهم “كانوا هم أشد منهم قوة” أي قدرة وتمكنا وسلطة “وآثارا” كالمدائن الحصينة والقلاع المنيعة والقصور العالية المشيدة “في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم” وأهلكهم بأعمالهم “وما كان لهم من الله من واق” يقيهم وحافظ يحفظهم.

عن تفسير الميسر: قوله سبحانه “أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ” ﴿غافر 21﴾ أولم يَسِرْ هؤلاء المكذبون برسالتك أيها الرسول في الأرض، فينظروا كيف كان خاتمة الأمم السابقة قبلهم؟ كانوا أشد منهم بطشًا، وأبقى في الأرض آثارًا، فلم تنفعهم شدة قواهم وعِظَم أجسامهم، فأخذهم الله بعقوبته؛ بسبب كفرهم واكتسابهم الآثام، وما كان لهم من عذاب الله من واق يقيهم منه، فيدفعه عنهم. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه “أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ” كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ” (غافر 21) “أوَ لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم” وفي قراءة: منكم “قوة وآثارا في الأرض” من مصانع وقصور، “فأخذهم الله” أهلكهم “بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق” عذابه.

جاء في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: التفكر في الخلق: هو من الأمور التي حثَّ عليها القرآن الكريم كثيراً، وهو فقهياً من المستحبات المؤكدة، التي لها آثارٌ وضعيةٌ جليلةٌ ومحمودة، وحيث لم يعزل له الفقهاء مكاناً في فقههم، ناسب ذكره في مقدمة العبادات. وقد حثَّ عليه القرآن الكريم بأساليبَ مختلفةٍ عديدةٍ، نذكر منها: أولاً: الحثُّ على التفكير كقوله تعالى: “وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً”. وقد ورد قوله: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” خمسة أو ستة مراتٍ في القرآن الكريم إلى غير ذلك من الآيات. ثانياً: الحثُّ على التفقه، كقوله تعالى: “انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ”. وغيرها كثير. ثالثاً: بعنوان الآيات، وهي الآيات الأنفسية والآفاقية، يعني ما يكون داخل النفس وفي خارجها من العجائب، وقد ورد لفظ “آية” في القرآن أربعاً وثمانين مرة ولفظ “الآيات” مئـةً وثمانيـةً وأربعين مرة. رابعاً: الحثُّ على النظر، كقوله تعالى: “أوَ لم يَنظرُوُا فيِ مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأرض”، وغيرها. خامساً: الحثُّ على البصر أو الأبصار، كقوله تعالى: “وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ” مع شجب التعامي وعدم استعمال البصر “أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَ” وقوله:”لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا. سادساً: الحثُّ على استعمال العقل. قال سبحانه: “أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا. وقد تكرر قوله: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون”، وما في مضمونه القريب حوالي ثماني مراتٍ في القرآن الكريم. كما شجب القرآن إهمال العقل وعدم استعماله في آياتٍ عديدةٍ، منها قوله تعالى: “وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُون”. سابعاً: الحثُّ على استعمال اللبِّ وهو العقل، وأن يكون الفرد من ذوي الألباب. وقد ورد قوله:”أُولُو الأَلْبَابِ” ستَّ عشرة مرة. منها قوله تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لِأولِي الأَلْبَاب”. ثامناً: ذكر الآيات الكونية واحدةً واحدةً، كنزول المطر وإنبات الزرع وخلق الحيوان وخلق الجنين والليل والنهار والرعد والبرق والحليب وأنواع الفواكه والخضر، وغير ذلك في آياتٍ كثيرةٍ لامجال لاستقصائها. تاسعاً: شجب الأعراض وهو عدم الإلتفات إلى الآيات الكونية والتهاون في أمرها، كقوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ. وقد ورد لفظ  “مُعْرِضُونَ” و”مُعْرِضِينَ” تسع عشرة مرةً في القرآن الكريم. عاشراً: الحثُّ على المعرفة، كقوله تعالى: “وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا”. حادي عشر: الحثُّ على استهداف اليقين، أو حصوله لدى الفرد، نتيجة للنظر والتفكر كقوله تعالى: “وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ وشجب حالة عدم اليقين كقوله تعالى:بَلْ لا يُوقِنُونَ”. وقوله سبحانه: “وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُون”. ثاني عشر: الحثُّ على السير في الأرض والتجول فيها لأجل حصول العبرة منها، كقوله تعالى: “أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا”، وقوله سبحانه: “أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ” (غافر 21). وقد تكرر هذا المعنى في القرآن الكريم، حوالي أربع عشرة مرة، منها سبع مرات بصيغة الأمر: “سِيرُوا”. ثالث عشر: الحثُّ على أخذ الإعتبار أو العبرة من الآيات الكونية كقوله: فاعتَبرُوا يا أوليِ الـأبصار وقوله: “إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً”، وغيرها. رابع عشر: الإنذار بالعذاب لمن ترك التفكير والإعتبار به، كقوله تعالى: “الّذِينَ كَذَّبُوا بآياتِنَا يَمَسهم العَذابُ بمَا كَانُوا يَفسُقُونَ” وقوله: “رَبّنَا مَا خَلَقتَ هذَا باطِلاً سُبحانك”.

جاء في موقع هيئة الحشد الشعبي عن الحشد الشعبي يلقي القبض على أحد ابرز منفذي مجزرة سبايكر: القى أمن الحشد الشعبي في العراق القبض على “ضرغام ابوحيدر” أحد أبرز منفذي مجزرة  سبايكر عام 2014، التي راح ضحيتها المئات من جنود وضباط الجيش العراقي. واعترف ضرغام ابوحيدر بإعدام 600 شخص من شهداء مجزرة سبايكر في تكريت. واوضح أمن الحشد انه تم العثور في هاتفه الخاص على فيديوات تثبت تورطه بمجزرة  سبايكر، فضلا عن اعترافه على مقابر جماعية لشهداء المجزرة لم تكتشف لحد الآن. وفي 12 حزيران/يونيو 2014 اقتحم عناصر تنظيم داعش قاعدة سبايكر الجوية بعد السيطرة على مدينة تكريت عقب يوم من سقوط الموصل، وأسروا جنود الفرقة 18 في الجيش العراقي ونقلوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت، لقتلهم هناك وفي مناطق أخرى رمياً بالرصاص ودفن بعضهم أحياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *