Dr Fadhil Sharif

الكاتب : فاضل حسن شريف

جاء في موقع النصر الاخباري عن موعد اليوم العالمي للتضامن الإنساني 20 ديسمبر 2024 وأهميته للكاتبة رنا الشامي: التضامن الإنساني في مواجهة الفقر والتحديات العالمية: التضامن في التنمية المستدامة: يلعب التضامن دورًا محوريًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي وضعتها الأمم المتحدة، وعلى رأسها: القضاء على الجوع والفقر. تحسين التعليم والصحة. تحقيق العدالة الاجتماعية. مواجهة تغير المناخ والكوارث الطبيعية. أهمية التضامن في مكافحة الفقر يُعد التضامن الإنساني أداة قوية لمحاربة الفقر الذي يعاني منه أكثر من 700 مليون شخص حول العالم. من خلال التعاون الدولي وتكثيف الجهود، يمكن توفير فرص اقتصادية وتعليمية تُسهم في تحسين ظروف العيش. التضامن في الأزمات والكوارث: في أوقات الحروب والكوارث الطبيعية، يتجلى التضامن بين الدول والشعوب من خلال المساعدات الإنسانية التي تُسهم في إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة عن المتضررين. فعاليات اليوم العالمي للتضامن الإنساني 2024: 1. حملات توعية عالمية: تنظم المؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني حملات واسعة لرفع الوعي حول أهمية التضامن، من خلال: إقامة ندوات ومحاضرات توضح دور التضامن في تحقيق التنمية. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الأفراد على المشاركة في المبادرات الإنسانية. 2. إطلاق مبادرات لدعم الفقراء: تُطلق العديد من المنظمات الدولية حملات تبرعات لدعم الفئات الفقيرة والضعيفة، مثل تقديم مساعدات غذائية وصحية وتعليمية. 3. برامج تطوعية: تنظم المجتمعات برامج تطوعية تُشجع الأفراد على المشاركة في تقديم الدعم للفئات المحتاجة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. 4. حوارات دولية: تُعقد اجتماعات عالمية تجمع بين القادة وصناع القرار لمناقشة السبل الفعالة لتعزيز التعاون والتضامن بين الدول.

جاء في موقع قطر الخيرية عن احتفاء بالوحدة الإنسانية في إطار التنوع: قوة الوحدة: التضامن الإنساني هو المسؤولية المشتركة للأفراد والمجتمعات والأمم للعمل معًا لمعالجة القضايا المشتركة مثل الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ والأزمات الإنسانية. إنه يعكس ترابطنا كمجتمع عالمي يمكننا من التغلب على التحديات بشكل أكثر فعالية عندما نكون متحدين. العمل الجماعي من أجل التغيير الإيجابي: يشجع اليوم الدولي للتضامن الإنساني العمل الجماعي باعتباره قوة دافعة للتغيير الإيجابي. سواء كان الأمر يتعلق بالدفاع عن العدالة الاجتماعية، أو دعم الجهود الإنسانية، أو تعزيز التنمية المستدامة. يمكن للأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم المساهمة في إحداث تأثير ملموس. بل يمكن لأعمال ف والتعاون الصغيرة أن يكون لها عواقب بعيدة المدى، مما يخلق تأثيرًا مضاعفًا للتغيير الإيجابي. معالجة التحديات العالمية: وفي عالم يواجه تحديات معقدة، من الأزمات البيئية إلى الفقر والكوارث، أصبح التضامن الإنساني أكثر أهمية من أي وقت مضى. ومن خلال الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة، يمكننا معالجة هذه القضايا بشكل جماعي، وتعزيز القدرة على الصمود وبناء الأساس لمستقبل أفضل. يمكّننا التضامن من مضاعفة جهودنا، والاستفادة من الموارد، وإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل الأكثر إلحاحًا. المشاركة المجتمعية: ويؤكد اليوم الدولي للتضامن الإنساني أيضًا على دور المجتمعات في إحداث التغيير الإيجابي. وهي تشجع المبادرات المحلية والعمل التطوعي والمشاريع المجتمعية التي تلبي احتياجات محددة وتساهم في الرفاه العام للمجتمع. ومن خلال الجهود الشعبية، يمكن للأفراد إحداث تأثير كبير داخل مجتمعاتهم، وإنشاء شبكة من الدعم والتعاون. العمل الإنساني كمحفز للتضامن العالمي: إن دور العمل الإنساني في تعزيز التضامن الإنساني له دور فعال في ترجمة التعاطف إلى أعمال ملموسة. توفر الجهود الإنسانية قناة يستطيع الأفراد والمنظمات من خلالها التعبير عن التزامهم المشترك بتخفيف معاناة المحتاجين. سواء كان ذلك استجابة للكوارث الطبيعية أو الصراعات أو حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة، فإن العمل الإنساني يظهر الترابط المتأصل في المجتمع العالمي. إنه بمثابة تذكير قوي بأنه على الرغم من الاختلافات الجغرافية والثقافية، فإن إنسانيتنا المشتركة توحدنا. لا تقدم المبادرات الإنسانية الإغاثة الفورية فحسب، بل تساهم أيضًا في تنمية المجتمعات المحلية وقدرتها على الصمود على المدى الطويل. ومن خلال الانخراط في العمل الإنساني، لا يعبر الأفراد عن تضامنهم مع أولئك الذين يواجهون الشدائد فحسب، بل يشاركون بنشاط في بناء عالم أكثر تعاطفًا وتعاونًا. إن التفاني الدؤوب للعاملين في المجال الإنساني يجسد روح الوحدة، ويعزز فكرة أننا جميعا جزء من نسيج مشترك للإنسانية. ختام: وبينما نحتفل باليوم الدولي للتضامن الإنساني، يمكننا أن نبني عالما أكثر تعاطفا ومرونة حيث يتم الاعتراف بالتحديات التي يواجهها الفرد ومعالجتها من قبل الجميع. معًا، لدينا القدرة على إحداث تغيير إيجابي دائم وتشكيل مستقبل يقوم على مبادئ التضامن الإنساني. 

عن تفسير الميسر: قوله عز وجل “مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ” وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ” وَاللَّهُ وَاسِعٌ عليم” (البقرة 261) أَمْوَالَهُمْ: أَمْوَالَ اسم، هُمْ ضمير، ومِن أعظم ما ينتفع به المؤمنون الإنفاقُ في سبيل الله. ومثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة زُرِعتْ في أرض طيبة، فإذا بها قد أخرجت ساقًا تشعب منها سبع شعب، لكل واحدة سنبلة، في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف الأجر لمن يشاء، بحسب ما يقوم بقلب المنفق من الإيمان والإخلاص التام، وفضل الله واسع، وهو سبحانه عليم بمن يستحقه، مطلع على نيات عباده.

وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز وجل “مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ” وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ” وَاللَّهُ وَاسِعٌ عليم” (البقرة 261) “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله” قيل تقديره مثل صدقات الذين ينفقون أموالهم كمثل حبة وقيل تقديره مثل الذين ينفقون كمثل زارع حبة وسبيل الله هو الجهاد وغيره من أبواب البر كلها على ما تقدم بيانه فالآية عامة في النفقة في جميع ذلك وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام واختاره أبو علي الجبائي وقيل هي خاصة بالإنفاق في الجهاد فأما غيره من الطاعات فإنما يجزي بالواحد عشرة أمثالها “كمثل حبة أنبتت” أي أخرجت “سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة” يعني أن النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف.  ومتى قيل هل رأى في سنبلة مائة حبة حتى يضرب المثل بها فجوابه أن ذلك متصور وإن لم ير كقول أمرئ القيس: (ومسنونة زرق كأنياب أغوال ) وقوله تعالى “طلعها كأنه رءوس الشياطين” وأيضا فقد رأى ذلك في الجاورس ونحوه.  “والله يضاعف لمن يشاء” أي يزيد على سبعمائة لمن يشاء وقيل معناه يضاعف هذه المضاعفة لمن يشاء وروي عن ابن عمر أنه قال لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رب زد أمتي فنزل قوله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة قال رب زد أمتي فنزل “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” وقوله “والله واسع” أي واسع القدرة لا يضيق عنه ما شاء من الزيادة وقيل واسع الرحمة لا يضيق عن المضاعفة “عليم” بما يستحق الزيادة عن ابن زيد وقيل عليم بما كان من النفقة وبنية المنفق وما يقصده من الإنفاق.

جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله عز وجل “مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ” وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ” وَاللَّهُ وَاسِعٌ عليم” (البقرة 261) من تتبع آيات القرآن، وتدبر معانيها يجد انها تهتم بأصول ثلاثة: بث الدعوة الاسلامية، والجهاد، وانفاق المال في سبيل اللَّه، ذلك ان لهذه الأصول أعظم الأثر في تدعيم الإسلام وانتشاره، ولذا حث عليها بشتى أساليب الترغيب والترهيب، وتقدم العديد من آيات الحث على الجهاد وبذل المال، ويأتي كثير غيرها، وأمامنا الآن أكثر من عشر آيات في البذل والإنفاق.. منها تعد المنفق بالتعويض سبعمائة ضعف، أو تزيد، ومنها تنهاه عن اتباع الصدقة بالمن والأذى، ومنها تأمره أن يكون العطاء خالصا لوجه اللَّه ومنها أن يكون من طيب الكسب وحلاله، لا من خبيثه وحرامه، إلى غير ذلك. “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ “. تساءل المفسرون: كيف ضرب اللَّه مثلا بحبة تنتج هذا الانتاج، مع العلم بأنه لا وجود لها ؟ وبعضهم أجاب بأن المثال كناية عن الكثرة، لا تعبيرا عن الواقع، وقال آخر: انه مجرد فرض أريد منه أن العاقل إذا علم ان بذرته تعود عليه بسبعمائة ضعف يقدم ولا يحجم. وليس من شك ان المفسرين استبعدوا هذا المثال، لأنهم قاسوا الزراعة من حيث هي على الزراعة في العصر الذي عاشوا فيه، حيث لا وسيلة إليها سوى الثور والحمار، والمعول والمسحاة، ولو كانوا في هذا العصر لم يروا في مثال اللَّه أية غرابة بعد ان دخل العلم إلى كل شيء، واستعملت أدواته في الزراعة، وفي كل مظهر من مظاهر الحياة. هذا وان عطاء ربك لا ينضب، ولا تحصيه كثرة، ولا يضيق على من يرتضي من عباده، فالسبعمائة ضعف ليست حدا أعلى لفضله وعطائه، ولذا قال: “واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ “. وكما تقبل ال 700 ضعف الزيادة فإنها تقبل النقصان أيضا.. حيث يراعى حال الباذل، ومورد الشيء المبذول.. فرب درهم واحد ممن يحتاج إليه يكون أعظم أجرا عند اللَّه من ألف ممن هو في غنى عنها.. وأيضا درهم واحد يبذل في إعلاء شأن الحق، والتربية على الدين والأخلاق، أو يبذل في إسعاد الناس، وخلاصهم من الظلم والفقر، هذا الدرهم الواحد الذي يبقى أثره، ويدوم نفعه زمنا طويلا أفضل مليون مرة من ألوف تعطى لمن ينفقها على ترف أبنائه، وأزواج بناته.

وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز وجل “مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ” وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ” وَاللَّهُ وَاسِعٌ عليم” (البقرة 261) الإنفاق وترشيد الشخصيّة: تعتبر مسألة الإنفاق إحدى أهمّ المسائل التي أكدّ عليها الإسلام والقرآن الكريم، والآية أعلاه هي أوّل آية في مجموعة الآيات الكريمة من سورة البقرة التي تتحدّث عن الإنفاق، ولعلّ ذكرها بعد الآيات المتعلّقة بالمعاد من جهة أنّ أحد الأسباب المهمّة للنجاة في الآخرة هو الإنفاق في سبيل الله. وذهب البعض إلى أنّ الآيات لها إرتباط بآيات الجهاد المذكورة قبل آيات المعاد والتوحيد في هذه السورة. تقول الآية الشريفة: “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبّة” فيكون المجموع المتحصّل من حبّة واحدة سبعمائة حبّة، وتضيف الآية بأنّ ثواب هؤلاء لا ينحصر بذلك “والله يضاعف لمن يشاء”. وذلك بإختلاف النيّات ومقدار الأخلاص في العمل وفي كفيّته وكميّته. ولا عجب في هذا الثواب الجزيل لأنّ رحمة الله تعالى واسعة وقدرته شاملة وهو مطّلع على كلّ شيء “والله واسع عليم”. ويرى بعض المفسّرين أنّ المراد من الإنفاق في الآية أعلاه هو الإنفاق للجهاد في سبيل الله فقط لأنّ هذ الآية في الواقع تأكيدٌ لما مرّ في الآيات التي تحدّثت عن قصة عزير وإبراهيم وطالوت، ولكنّ الإنصاف أنّ مفهوم الآية أوسع من ذلك ومجرّد إرتباطها بالآيات السابقة لا يمكن أن يكون دليلاً على تخصيص هذه الآية والآيات التالية لأنّ عبارة (في سبيل الله)لها مدلول واسع يشمل كلّ مصارف الخير، مضافاً إلى أنّ الآيات التالية أيضاً ورد فيها بحث الإنفاق بسورة مستقلّة، وقد أشير كذلك في الروايات الإسلامية إلى عموم معنى الإنفاق في هذه الآية. والجدير بالذكر أنّ هذه الآية تشبّه الأشخاص الذين ينفقون في سبيل الله بالبذرة المباركة التي تزرع في أرض خصبة في حين أنّ التشبيه عادةً يجب أن يكون بين الإنفاق نفسه والبذرة أي أعمالهم لا أنفسهم، ولذلك ذهب الكثير من المفسّرين أنّ في الآية حذفٌ مثل كلمة (صدقات) قبل كلمة (الذين ينفقون) أو كلمة (زارع) قبل كلمة الحبّة وأمثال ذلك. ولكن ليس هناك أي دليل على وجود الحذف والتقدير في هذه الآية، بل إنّ تشبيه المنفقين بحبّات كثيرة البركة تشبيه رائع وعميق وكأنّ القرآن يريد أن يقول: إنّ عمل كلّ إنسان إنعكاس لوجوده، وكلّما إتّسع العمل إتّسع في الواقع وجود ذلك الإنسان.

ويستطرد الشيخ الشيرازي في تفسيره للآية المباركة البقرة 261 قائلا: أنّ القرآن لا يفصل عمل الإنسان عن وجوده، بل يرى أنّهما مظهران مختلفان لحقيقة واحدة، ووجهان لعملة واحدة، لذلك فإنّ آية قابلة للتفسير من دون أن نفترض فيها حذفاً وتقديراً، فالآية إشارة إلى حقيقة أنّ شخصية الإنسان الصالح تنمو وتكبر معنويّاً بأعماله الصالحة، فمثل هؤلاء المنفقين كمثل البذور الكثيرة الثمر التي تمدّ جذورها واغصانها إلى جميع الجهات وتفيض ببركتها على كلّ الأرجاء. والخلاصة أنّه في كلّ مورد للتشبيه مضافاً إلى وجود أداة التشبيه لابدّ من وجود ثلاثة اُمور اُخرى: المشبّه، والمشبّه به، ووجه التشبيه، ففي هذا المورد المشبّه هو الإنسان المنفق، والمشبّه به هو البذور الكثيرة البركة، ووجه التشبيه هو النمو والرشد، ونحن نعتقد أنّ الإنسان المنفق ينمو ويرشد معنويّاً وإجتماعيّاً من خلال عمله ذاك ولا يحتاج إلى أيّ تقدير حينئذ. وشبيه هذا المعنى ورد كذلك في الآية 265 من هذه السورة، وهناك بحث بين المفسّرين في التعبير بقوله “أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مئة حبّة” حيث أشارت الآية إلى أنّ حبّة واحدة تصير سبعمائة حبّة أو أكثر، وأنّ هذا التشبيه لا وجود خارجي له فهو تشبيه فرضي (لأنّ حبّة الحنطة لا تبلغ في موسم الحصاد سبعمائة حبّة أبداً) أو أنّ المقصود هو نوعٌ خاصّ من الحبوب (كالدخن) التي تعطي هذا القدر من الناتج، ويلفت النظر أنّ الصحف كتبت أخيراً أنّ بعض مزارع القمح أنتجت في السنوات الممطرة سنابل طويلة يحمل بعضها نحواً من اربعمائة آلاف حبّة، وهذا يدلّ على أنّ تشبيه القرآن واقعي وحقيقي. جملة (يضاعف) من مادّة (ضعف) ويعني مقدار المرتين أو المرّات وبالنظر إلى ما ذكرنا آنفاً من وجود حبوب تعطي عدّة آلاف من المحصول نعرف بأنّ هذا التشبيه هو تشبيه واقعيّ أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *