حيدر الصراف
الحكاية تبدأ عندما استولى الرئيس السوري ألأسبق ( حافظ ألأسد ) على السلطة و الحكم في ألأنقلاب الشهير و الذي سمي حينها ( الحركة التصحيحية ) و ذلك في العام 1970 حينها زج ( حافظ ألأسد ) برفاقه المدنيين و العسكريين و جلهم من الطائفة العلوية في السجون و المعتقلات و كان اللواء ( صلاح جديد ) امين عام حزب البعث الحاكم حينها في طليعة المعتقلين و الذي قضى عشرات السنين في المعتقل الى ان توفي فيه و غيره من عشرات او مئات من العسكريين و المدنيين و من مختلف الطوائف و ألأديان حين كان نظام الئيس ألأسبق ( حافظ ألأسد ) لا يفرق بين أبناء المذاهب و ألأديان و ألأعراق الا في مدى ولائهم المطلق لنظام حكمه .
كان ذلك في الطبقة السياسية الحاكمة في سوريا بعد حركة ( ألأسد ) التصحيحية اما في أوساط المجتمع ( العلوي ) و الذي هو على مستوى مرموق من الدراية و الوعي و المعرفة فقد انخرط العديد من أبناء ( الطائفة العلوية ) و لابد من ألأشارة الى انهم كانو بعيدين جدآ عن الطائفية في ألأحزاب اليسارية و بالأخص تلك ألأحزاب السرية و الممنوعة من العمل العلني و التي كانت تلاحق و تطارد من قبل أجهزة ألأمن السورية و التي كانت تقمع بكل قوة و تعسف و كانت السلطات الحاكمة تقمع الكثيرين من أولئك المناضلين و الذين فقدوا حياتهم تحت التعذيب او قتلوا ظلمآ و بعيدآ عن المعارضين للحكم السوري كان المجتمع ( العلوي ) بكل فئاته يعاني من العوز و الفاقة و الفقر عدا أولئك و الذين يطلق عليهم ( ازلام النظام ) المستفيدين من ألأمتيازات مقابل تقديم ( خدماتهم ) للنظام و هذا ألأمر ينطبق على جميع أولئك المتملقين للسلطة و من جميع مكونات و أطياف الشعب السوري كافة و دون استثناء .
عقب وفاة الرئيس السوري ألأسبق ( حافظ ألأسد ) استبشر السوريون خيرآ في ( الخلف ) عسى ولعل ان يكون افضل من ( السلف ) الا انه كان على ( سر ابيه ) في التضييق على الحريات و قمع المعارضين حتى أولئك السلميين منهم و امتلأت السجون و المعتقلات بهم و جرى التنكيل و القمع و التعذيب الوحشي و القتل خارج القانون إضافة الى الوضع ألأقتصادي السيئ و الذي عصف بكل طبقات الشعب السوري ما مهد الطريق امام ثورة سلمية في بداياتها حظيت بدعم و تعاطف الكثير داخل سوريا و حتى خارجها الى ان تسلحت اولآ بالأجندات الخارجية و ثانيآ بالسلاح القاتل و هنا دب الخلاف و ألأنشقاق داخل المجتمع السوري بين مؤيد و آخر معارض .
لقد نال أبناء الطائفة العلوية قسطهم من القمع و ألأضطهاد حالهم حال شركائهم من أبناء الشعب السوري المتنوع ألأديان و المذاهب و القوميات و غيب و قتل منهم الكثير من المفكرين و ألأدباء و الصحفيين و كانوا ابعد ما يكونون عن هميتهم الطائفية ( العلوية ) الى البعد الوطني السوري مناضلين أشداء و صلبين في المطالبة بالديمقراطية و الحرية و حقوق المواطن السوري المغلب على امره بعيدآ عن التخندق الطائفي او العرقي و قد دفعوا الثمن الباهض لمواقفهم تلك و لم يكن في حساباتهم مطلقآ ان تكون الديمقراطية و الحرية المنشودة حكرآ على فئة معينة من الشعب السوري انما هي لكل أبناء الشعب بأطيافه المختلفة .
دخل ( الجولاني ) المصنف ارهابيآ حسب ألأمم المتحدة و المحكوم بألأعدام غيابيآ في ( العراق ) لأقترافه جرائم بحق أبناء الشعب العراقي عندما كان يقاتل في العراق تحت ذريعة محاربة القوات ألأمريكية و دخلت ( قواته ) بعد ان غادر الرئيس السابق ( بشار ألأسد ) الى المنفى كما هو معروف وقتها تصاعدت ألأصوات النشاز مطالبة بالعقاب الجماعي للطائفة العلوية و قسم من هؤلاء يعلمون جيدآ الوضع المزري لأبناء الطائفة العلوية حقبة حكم ( بشار ألأسد ) و من قبله والده ( حافظ ألأسد ) الا ان تلك الدعوات كان يطغى عليها التعصب الطائفي المقيت بأعتبارهم ( كفار ) اما الآخرين المطالبين بالعقوبات الجماعية بحق أبناء الطائفة العلوية كافة بدعوى اصطفافهم ( جميعآ ) خلف الرئيس السابق و هذا ألأمر مجافيآ للحقيقة و الواقع تمامآ و ليعلم و يفهم جيدآ هؤلاء الحكام الجدد في ( دمشق ) ان ( صدام حسين ) لم يكن يومآ ( سنيآ ) بل كان ( صداميآ ) و كذلك الأمر مع ( بشار ألأسد ) و الذي لم يكن يومآ ( علويآ ) لكنه كان ( أسديآ )
حيدر الصراف