مهدي قاسم
أنتم يا من هناك :
عندما تجعلون من نفسكم أوصياء على الناس بدون تخويل أو تفويض ”
بقلم مهدي قاسم
كالعادة و في مقتبل كل عام جديد ” يسمح بعض الناس لأنفسهم ليس فقط الاعتراض على الاحتفال برأس السنة الجديدة ، إنما يطالبون بحظرها ومنعها أيضا ، منطلقين من تصورات و اعتبارات عقائدية معينة ..
فيبدو أن مشاهد الأفراح و التسلية في هذه المناسبة تغيظ و تزعل هؤلاء البعض و ربما تستفز مشاعرهم أيضا ، هذا دون أن يكون هناك سببا واضحا لدوافع هذا الانزعاج ..
نقول هذا لأننا نعتقد بأن هناك اسبابا عديدة تجعل كثيرا من الناس تحتفل برأس السنة الجديدة دون اعتبارات دينية او عقائدية ..
إذ هناك من يحتفل لكونه دخل سنة جديدة ، وهو بصحة وعافية ، دون أن يتعرض لأمراض أو حوادث كارثية مميتة .
كذلك بالنسبة لبعض آخر بسبب نجاح في الدراسة أو الحصول على وظيفة أو بمناسبة زواج أو ولادة طفل ، أم لازدهار مشروع اقتصادي أو استثماري بأرباح معقولة و الخ ..
و هذا يعني أن كل شخص عنده ما يبرر احتفاله برأس السنة الجديدة .
فلماذا يحاول البعض أن ينصبوا من أنفسهم اوصياء على الناس ليمنعوهم من أسباب و دوافع أفراحهم و تسليتهم ؟
و على اساس أو منطق مقبول و مقنع ؟ ..
ولكن حتى لو وضعنا كل هذه الاسباب والمبررات جانبا ، فأليس من حقنا نسأل التالي :
ــ ألم يقل هؤلاء البعض في مناسبة وغير مناسبة :
ـــ إن الإسلام هو دين الرحمة و التسامح ؟
أجل إنهم يكرون هذه القول دائما ولكنهم في نفس الوقت يستكثرون على الناس مجرد حق طبيعي و عادي إلا وهو حق الاحتفال برأس السنة الجديدة ؟..
بهذا المقدار عن الرحمة و التسامح في أقوال هؤلاء !
حرية التعبير لا تعني أن تنصب من نفسك وصيا على الناس ، و لا تمنع الناس عن مظاهر الفرح أو التسلية أو تعلم الناس البالغين فما الذي جيد لهم أو سيء ..
إذ إنهم ادرى بمصالحهم أكثر منك .