يناير 24, 2025
Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

قال أمير المؤمنين عليه السلام: فاحترسوا من الله عز وجل بكثرة الذكر، واخشوا منه بالتقى، وتقربوا إليه بالطاعة، فإنه قريب مجيب قال الله تعالى “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” (البقرة 186).

عن سعيد بن المسيب، قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني إن كنت عالما عن الناس، وعن أشباه الناس، وعن النسناس؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا حسين أجب الرجل. فقال الحسين عليه السلام: أما قولك: أخبرني عن الناس، فنحن الناس، ولذلك قال الله تعالى ذكره في كتابه: “ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ” (البقرة 199) فرسول الله صلى الله عليه وآله الذي أفاض بالناس.

بسم الله الرحمن الرحيم “فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها” (البقرة 256) قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام أنت العروة الوثقى كما ورد في المناقب للخوارزمي. بسم الله الرحمن الرحيم “ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد” (البقرة 207) روى العلامة الهندي عن حجة الإسلام محمد الغزالي والثعلبي وعشرات المفسرين ذكروا أن هذه الاية نزلت في شأن علي بن ابي طالب ليلة هجرة النبي من مكة الى المدينة.

قوله سبحانه “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ” (البقرة 208) روى البحراني عن الفريقين بأسانيده الى علي عليه السّلام: السلم، ولا يتنا أهل البيت. وعن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله عزّوجل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ” (البقرة 208) قال: في ولايتنا. روى القندوزي باسناده عن جعفر الصادق عن أبيه عن جده عن الحسين عن أميرالمؤمنين علي عليه السّلام قال: (ألا ان العلم الذي هبط به آدم عليه السّلام وجميع ما فضلت به النبييون الى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين، فأين يتاه بكم واين تذهبون وانهم فيكم كاصحاب الكهف، ومثلهم باب حطة، وهم باب السلم في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ” (البقرة 208). أيضاً: اخرج الحاكم في صحيحه عن علي بن الحسين، ومحمّد الباقر، وجعفر الصادق عليهم السّلام انهم قالوا: (السلم ولايتنا). قال شرف الدين: (اعلم انّه لما أبان الله تعالى فضل أميرالمؤمنين صلوات الله عليه انه قد شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله، أمر المؤمنين أن يدخلوا في السلم كافة، والسلم ولاية. ونهى عن اتباع خطوات الشيطان وهو عدوه).

قال الله تبارك وتعالى “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ  وَاللَّهُ  رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ” (البقرة 207) في آية المباهلة اختار رب العالمين العترة الطاهرة وخصهم بالرعاية باعتبار امير المؤمنين عليه السلام هو نفس رسول الله، وبهذا يكون افضل شخص بعد النبي وهي احدى مقامات امير المؤمنين. ولو ان هنالك مقامات اخرى للعترة الطاهرة “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا” (الانسان8) واية التطهير”إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا” (الاحزاب 33) واية المودة “قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ” (الشورى 23) فانها تشير الى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. ولكن اية المباهلة تعني ان علي نفس الرسول محمد وهو أخيه كما جاء في الحديث الشريف (يا علي أنت أخي في الدنيا والاخرة) و (انت مني بمنزلة هارون من موسى). وكذلك خص فاطمة عليها السلام على كل نساء المسلمين ومن ضمنهم زوجات الرسول. واختيار الحسن والحسين عليهما السلام من دون الصحابة بالرغم من كونهما صبيان. ومن الايات التي نزلت بحق علي عليه السلام”وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ”  (البقرة 207)، وفي معركة احد”فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” (الاحزاب 23) والذي ينتظر هو امير المؤمنين عليه السلام. و ايةالصدقة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَة ”  (المجادلة 12) واية الولاية “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ” (المائدة 55) وخير البرية “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة ” (البينة 7). ومراسلات الصلح تمت بوجود أمير المؤمنين ومنها صلح الحديبية. وكانت آية المباهلة تهيئة ليوم غدير خم التي حصلت قبل سنة من هذه الواقعة وهي حلقة مهمة من حلقات الولاية. لذلك علينا شكر وحمد الله على البقاء على ولاية علي عليه السلام. لذلك علينا تعظيم اليوم الذي حصلت في المباهلة “ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ” (الحج 32) وصفاء القلوب حبا لآل البيت عليهم السلام”إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” (الشعراء 89).  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *