
صلاح الزبيدي
في ساحات النزاع حيث تُطمس الحقيقة وتُدار الحروب على الأرواح والكلمات، هناك رجالٌ لا يعرفون الخوف، يتقدمون الصفوف حاملين الكاميرا والقلم، ليكتبوا للتاريخ بأمانة وعدل. الشهيد الإعلامي علي الأنصاري كان أحد هؤلاء الأبطال الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحقيقة.
الشهيد علي الأنصاري، ابن أرضٍ تعشق الحرية، نشأ في بيئة تحترم المبادئ والقيم. كان يحمل منذ صغره شغفاً للإعلام وشعوراً بالمسؤولية تجاه مجتمعه. التحق بالعمل الإعلامي ليكون شاهد عيان على قضايا أمته، مقدماً تقارير كشفت زيف الواقع وأظهرت معاناة البسطاء.
استشهد علي الأنصاري في ظروف مأساوية أثناء تغطيته لإحدى المعارك، عندما قرر أن يخاطر بحياته ليكشف الحقيقة. كان استشهاده صدمةً لكل من عرفه، فقد خسرت الساحة الإعلامية أحد أعمدتها المضيئة.
ترك رحيله أثراً عميقاً في زملائه ومتابعيه، وأصبح اسمه رمزاً للتضحية والصمود في وجه الظلم.
رحيل علي الأنصاري لم يكن نهاية لقصته، بل بداية لإرث إعلامي وإنساني لن يُمحى. اليوم، ونحن نستذكر شجاعته، ندعو كل إعلامي يحمل رسالة الكلمة الحرة أن يستلهم من علي شجاعته وتفانيه.
إن علي لم يكن مجرد اعلامي، بل كان صوت أمة، رمزاً للشجاعة، ومرآةً للحقيقة. ستظل ذكراه خالدة في قلوبنا، وستبقى قصته مصدر إلهام لكل من يسعى للشهادة وينالها.