سمير عبيد
#أولا :
لقد أختصرها الرئيس الأميركي الظاهرة ” دونالد ترامب” وبكل وضوح ودون اللف والدوران عندما قال “أنا رجل مستثمر ومن هذا المنطلق أتكلم عن السعودية.. وأردفَ قائلاً:- وحتى إيران البكر بالثروات والفرص ان حسنت ايران من طبعها وسلوكها سأذهب وأزور إيران”والرجل يعترف بأنه مستثمر اولا ثم سياسي ثانيا . والسعودية اكثر دولة بالعالم فهمت عبارات ترامب . واختصرها ترامب ايضا عندما سأله الصحفيون ماهي الدولة الاولى التي ستزورها سيادة الرئيس فقال ( إذا أعطتنا السعودية500 مليار دولار سوف ازور السعودية مباشرة .فجاء الرد السعودي سوف نستثمر ب 600 مليار دولار)فجاء الخبر كالعسل على ذائقة ترامب ،وحسمت الدولة الاولى التي سيزورها الرئيس ترامب !
#ثانيا :
ومن يعتقد ان القيادة السعودية ساذجة او ان السعودية مجرد بقرة حلوب فهو واهم جدا. ، فالسعودية تعرف ماذا تريد اولا .وتعرف كيف تغتنم الفرصة الذهبية وسط متغيرات عصفت بالمنطقة والعالم ثانياً. مافائدة المال إذا وقع الفأس بالرأس. اذن ليكن المال قبة حديدية لحماية السعودية .فلدى السعودية طموحات وطلبات وملفات تؤرقها وتريد حسمها فقررت حسمها بالمال بدلا من الدم والحروب .وهذا ذكاء من القيادة السعودية وليس سذاجة !
#ثالثا :-
تعتبر السعودية نفسها دولة محورية، وتعتبر نفسها القائد الأعلى للإسلام “السني” في العالم .وبالتالي هي متضايقة من الصعود التركي المدعوم من دولة قطر بهدف ازاحة السعودية عن قيادة السنة في العالم . وفي نفس الوقت تراقب السياسات والتحالفات الإيرانية لأن إيران منافس رئيسي للسعودية على قيادة المنطقة .وبالتالي فعندما ذهبت إيران لتصبح رأس حربة للمحور ( الروسي الصيني الكوري الشمالي) أقلقت السعودية كثيرا كونها لاعب قوي في العراق واليمن وسوريا ولبنان . والذي زاد قلق الرياض اكثر هو ( الاتفاق الاستراتيجي الروسي الايراني) الأخير . فصار من وجهة نظر السعودية اكمال حلقات اخراج ايران من المنطقة وخصوصا في العراق واليمن لكي تتنفس السعودية الصعداء ويصبح الطريق معبدا لمساعدة العراق واليمن في النهوض خصوصا وان السعودية قد تخلت عن دعم التنظيمات الراديكالية والسلبية والتكفيرية في العالم والمنطقة !
#رابعا:-
فجاء الرد السعودي على الاتفاق الاستراتيجي بين موسكو وطهران هو الإعلان عن استثمار السعودية ب ترليون دولار (الف مليار دولار) في الولايات المتحده. وهذا حسب رسالة الرئيس ترامب للسعودية التي صرح بها في مؤتمر الاقتصاد العالمي في دافوس. وامل السعودية ان يقوم ترامب باول زيارة خارجية له للسعودية. لأن السعودية تريد ان يساندها الرئيس ترامب في عدة ملفات رئيسية تُقلق السعودية وهي :-
١-ملف لبنان :-حيث تريد السعودية العودة إلى لبنان ولوحدها وبدون إيران ، ومثلما كانت وباسناد أميركي مدفوع الثمن . وهذا سبب زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان قبل ايام قليلة !
٢-وملف العراق :- فالسعودية قلقة جدا من الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي والاقتصادي في العراق. وقلقة من تنامي نفوذ ايران العسكري في العراق من خلال المليشيات والجماعات المسلحة .لذا فهي اي السعودية من الداعمين لخطة اخراج ايران من العراق ،وعودة العراق إلى سابق عهده بنظام وطني قوي. وهذا يتطلب مساهمات مالية عالية جدا وفرتها السعودية وجعلتها على طاولة ترامب !
٣- وملف دولة قطر : فالسعودية قالتها مراراً اثناء الأزمات السعودية القطرية خلال السنوات الماضية بأن ( دولة قطر تمثل الفخد المتمرد عن القبيلة السعودية ). ولا تخفي السعودية توجسها الدائم من قطر التي تدعم وتمول تنظيمات الاخوان المسلمين في العالم والمنطقة.لهذا هناك تقارير غربية واميركية تثبت أن السعودية في طريقها لإبتلاع قطر وبدعم أميركي .وان إسرائيل تحبذ ذلك !
٤- واقامة تحالف استراتيجي “امريكي – سعودي” ضد الاتفاق الاستراتيجي الروسي الإيراني!
#خامسا:-
١-فحسب صحيفة فورين بوليسي الاميركية فالرئيس ترامب وعد بالقضاء على نفوذ وخلفاء إيران في العراق “المليشيات والجماعات المسلحة” في العراق من خلال دعم سيادة العراق – انتهى الاقتباس – لذا فالأشهر القادمة سوداء بالفعل وقد تكون دموية ضد المليشيات والاحزاب الحاكمة في العراق والتي تدعمها ايران!
٢-وفي الايام القادمة كارثة ستكون على رأس الدول المنتجة للنفط “والعراق خصوصاً” الذي لن يستطيع دفع رواتب الملايين من الموظفين !!. ويتوقع الخبراء انها احدى الادوات التي ستعجل بسقوط المليشيات من خلال عجز الحكومة عن دفع الرواتب وتأمين الغذاء والدواء للشعب العراقي !
٣-نستطيع القول لقد بدأت مرحلة عسكرة الخليج وسباق التسلح من جديد وهذا سيجر المنطقة نحو التأزم الخطير الذي سيقود ” وحسب منطق العالم الجديد” إلى أفول بعض الدول الخليجية. وتقهقر إيران . واعادة عودة العراق عملاقا قويا وكبيرا بدعم النظام العالمي !
سمير عبيد
٢٦ يناير ٢٠٢٥