
مهدي قاسم
مع إنني لو خُير لي أن أفضّلُ بين الإدارتين : الديمقراطية البايدينية السابقة أو الجمهورية الترامبية الحالية ، لفضلت هذه الأخيرة بكل التأكيد ..
و لسببين أن لم يكن أكثر :
فبايدين كان دعاة من الحرب و تجار الأسلحة بمعنى علاقة مصالح مع شركات ومصانع الأسلحة ــ ومن خلال ذلك صاحب مصالح في إثارة الحروب و ديمومتها ، لوجود مصالح عائلية له ( مصالح ابنه على الأخص في أوكرانيا حيث أودين بتهمة الفساد هناك و أعفى عنه والده في الأيام الأخيرة من ولايته !! ــ) وكان مشجعا وداعما بشكل سافر لقيم النيوليبرالية المنحطة و المدمرة للقيم و الأواصر العائلية و الأخلاقية المجتمعية ..
بينما ترامب صاحب قيم وطنية أمريكية خالصة ، بمعنى تهمه مصالح أمريكا أولا و أخيرا ، فضلا عن كونه تاجر عقارات حتى النخاع ..
ومن خلال عيون و احاسيس تاجر بارع وناجح كمليونير ، ينظر ترامب إلى كل مشاكل و صراعات العالم و كيفية إنهائها ، على نحو يخدم مصالح أمريكا في الدرجة الأولى و الأخيرة …
فضلا عن إنه لا يريد تحقيق مصالح أمريكا بواسطة القوة العسكرية ، إنما ضمان نفوذها في العالم ، عبر إجراءات اقتصادية فحسب إذا اقتضت الضرورة ..
أو على الأقل ـــ هذا ما يُفهم من سياسته الراهنة ..
إضافة إلى نواياه ومساعيه الجدية و الحالية في إطفاء نيران الحرب المندلعة بين روسيا و أوكرانيا ..
غير إن فكرته المعلنة و الصريحة بتهجير و توطين أهالي غزة إلى مناطق أخرى ، خارج الأراضي الفلسطينية ، بذريعة إعادة الإعمار ، ’تنم عن وقاحة متغطرسة منقطعة النظير حقا ، لئن ما من أحد قد تجرأ على أن يقدم حلا للمناطق المنكوبة بجرائم الحرب والإبادة والدمار ، بمشروع تهجير سكانها على نحو قد لن يعودون إليها أبدا ..
علاوة على ذلك ………………..
فأن مجرد الجُرأة في طرح الفكرة بحد ذاتها ، تُعد تجاوزا على كل الأعراف والمعايير السياسية والقانونية والإنسانية على حد سواء ..
لذا………………………….
فينبغي على الحكومات العربية و المنظمات الدولية ، بما فيها الأمم المتحدة ــــو بالأخص ـــــ مجلس الأمن الدولي ، الاعتراض القاطع والواضح ليس رفضا لخطة التهجير فقط ، إنما .. حتى .. لمجرد طرح فكرة التهجير بحد ذاتها ..