
سلمان رشيد الهلالي
في اعقاب سيطرة جبهة النصرة الارهابية بقيادة احمد الجولاني الشرع على سوريا ونجاحها باسقاط نظام بشار الاسد , خرجت الافاعي الطائفية من السياسيين السنة من جحورها وهى تستبشر وتستقوي بدولة مجاوره لها ضد العراق , وشعرت بفائض قوة من احداث سوريا يمكن توظيفه من اجراء تغيير في المعادلة السياسية في العراق (كما قال الاعلامي حامد الكعبي) او استغلاله لتحقيق مكاسب كبيرة من تلك التي حصلوا عليها بفضل النظام التعددي , فيما ان بعض تلك التصريحات ليس لها هدف سوى تنفيس طاقة الحقد والغل والتشويه في نفوسهم الموتورة والمازومة , ولايمكن حصر جميع تلك التصريحات او ذكرها , ولكن يمكن ذكر اربع تصريحات لشخصيات مساهمة بالعملية السياسية , واولها تصريح اياد السامرائي من الاخوان المسلمين والقول بان الشيعة فشلوا بالحكم وان الفضل في وجودهم للنفط , ولانعرف هل العراق فقط يعتمد على النفط في موازنته ؟؟ وهل الحكومات السنية السابقة كانت لاتعتمد على النفط ؟؟ , والسامرائي كان هو بالاصل رئيسا لمجلس النواب في الحكم الشيعي , والمفارقة ان له تصريح سابق ذكر فيه ان الحكم البعثي (وطبعا الذكي لايقول السني) تنازل عن اراضي عراقية تقارب 11 الف كيلو متر مربع للسعودية والاردن وتركيا وايران والكويت , ولانعرف هل يعتبر تجربة الحكم السني ناجحة ام فاشلة ؟؟!! وبعدها خرج سالم العيساوي المرشح لرئاسة مجلس النواب وذكر ان الجولاني وثورته وتجربته بالحكم ناجحة واحسن من العراق , والسبب لانه لم ياتي على ظهر الدبابة الامريكية , وطبعا لانعرف ماهو الربط بين الموضوعين ؟؟!!!! فالجولاني جاء على ظهر الدبابة التركية والاسرائيلية … وبعدهم ايضا خرج مشعان الجبوري بتصريحات طائفية ذكرت الاسم الشيعي علنا , فيما طه اللهيبي الذي سبق ان قال (اذا ثورة العشرين لم يقم بها الشيخ ضاري فهل قام بها الهنود بالعمارة) وطبعا دلالاتها واضحة في اعتبار اهل الجنوب هنود وكأن هذه القنادر تصل لتطور وعقول الهنود ؟؟!! واللهيبي ايضا ادرج تصريحات طائفية حول انكار الوجود الشيعي في العراق وغيرهم العشرات الذين يمدحون الجولاني ليل ونهار بلاخجل .. وعندما تقول لهم ما رايكم بتقليده واقامة حكم اغلبية شيعية فقط مثل دعوة الجولاني باقامة حكم اغلبية سنية ؟؟ يرفضون ذلك ويصيبهم الغضب والتوتر والغل ..
وطبعا لانلومهم على ذلك , لانهم لم يجدوا رجالا او سياسيين شيعة يردون عليهم بسبب الخنوع والجبن , فقبلهم البرزاني هاجم السياسيين الشيعة وادعى انهم لم يبنوا مدرسىة واحدة في الجنوب !!! ,تصور زعماء الكتل والاحزاب الشيعية العصبيين الذين لايبتسموا بوجه اتباعهم حتى لايفقدوا هيبتهم , اصبحوا حمامات وديعة امام الطرزاني , ولايردون عليه بتصريح واحد بان عدد المدارس التي بنيت في العراق خلال 20 عاما بين (2003 – 2023) كان اكثر من عدد المدارس التي بنيت خلال 82 عام عام من تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وحتى السقوط عام 2003 . …
وخلاصة الكلام … ان تلك الافاعي قد فهمت خطا ان سقوط سوريا وضعف المحور الايراني قد يلقي تباعته على العراق ومن ثم تغيير المعادلة السياسية بالحكم او اسقاطه , وفاتهم ان العراق ليس ضمن محور المقاومة او الايراني اولا , وانه يمتلك قوة هائلة من الحشد والجيش كفيل بكسر اقوي خلايا الارهاب , وان الرؤوس التي ترفع ستسحق بالاحذية مثلما حصل ايام داعش , وان الفوضى والارهاب والتهجير والتدمير اذا عاد للعراق , فانه سيكون في مناطقهم فقط – كما حصل سابقا – ولايصل للجنوب ..
واما موقف الكتاب والمثقفين العراقيين – وخاصة الاخوة الدونية من الكتاب الشيعة – فهم انشغلوا بالرد الذي قام به المالكي على تلك التصريحات الطائفية والتهديدات التي وفدت من سوريا , وتركوا عشرات التصريحات للسياسيين السنة , ومهاجمتهم الشيعة وبالاسم الصريح والعلني , فيما ان المالكي لم يذكر كلمة السنة ابدا في تصريحاته , وكان اخرها منشور الكاتب الدوني المعروف شمخي جبر والخال علي حسين الكاتب في جريدة المدى التابعة للعراب فخري كريم زنكنة التابع الذليل للطرزاني في اربيل .. فكلاهما هاجموا المالكي شخصيا واتهموه ببعث الطائفية , وعندما استفسرت عن سبب عدم ذكر الاخرين من السياسيين السنة , صمتوا صمت اهل القبور .. وطبعا لانتوقع من الاخوة الدونية والمخصيين من الكتاب الشيعة مهاجمة السياسيين السنة , ليس لان اسيادهم لايقبلون ذلك , وانما يخشون الاتهام بالطائفية والطعن بوطنيتهم المستلبة …وافضل وسيلة لاظهار انفسهم بمظهر المحايد والوطني والمدني هو مهاجمة الشخصيات الشيعة فقط , حتى لو على حساب الحقيقة والموضوعية , وحتى الكتاب الذين ذكروا في منشوراتهم الطرفين (الشيعة والسنة) دون مهاجمة المحرض الاصلي , فهو صحيح يشكل حالا افضل من غيره , ولكنه ايضا يشكل نوعا من الخيانة والجبن والاختلال , لان منهج توزيع الحسنات واليسئات على الجميع هو غير علمي او موضوعي , وكما قال لينين ذات مره (ان المثقفين اقدر الناس على الخيانة لانهم اقدر الناس على التبرير) ولكن ان يصل الامر من التبرير الى الجبن والخنوع والاذلال فهو من الغرابة بمكان …