462566952_920077740186980_7832966170494675274_n

عماد ياسين الزهيري

بغيه تسليط الضوء للعراقيين والمهتمين بالملف السوري برؤية قائد عسكري عراقي مهتم لمتطلبات الامن القومي العراقي ومحيطه الاقليمي مع مزج مبادئ التحليل العسكري ومبادئ التحليل السياسي واستخدام البراغماتية الوطنية أود ان ابين ما يأتي

١.للتذكير فقط فان مبادئ التحليل العسكري تعتمد على (الموضوعية والحياد والسياق الشامل والواقعية والسببية والمرونة بالتفكير والتوازن بين المدى القريب والبعيد مع عوامل التأريخ والجغرافية والاقتصاد) واهم انواعه التحليل التعبوي والعملياتي والاستراتيجي  كما ان التحليل السياسي يعتمد على نفس مبادئ التحليل العسكري ويضاف اليها ( الترابط بين الفاعلين السياسيين والتنبؤ العلمي والاستشراف المستقبلي والتداخل بين المستويات ) وهذا الاخير هو الاخطر في ملف المنطقة العربية والقضية السورية والفلسطينية

٢.هنالك مدارس فلسفيه ساهمت بصناعة الحضارات اليونانية والرومانية والفارسية والاوربية واخير الامريكية التي تبنت المدرسة البراغماتية  ومن خلال منظرها جون ديوي ويعتبر صاحب الفضل في نهضة امريكا الحديثة لاسيما في مجال التربية والتعليم وتطوير تجربته في مجال السياسة وعالم المال والاقتصاد والبحث عن المنفعة بعيدا عن المبادئ الإنسانية او المنظومة الدينية والأخلاقية وأثرت هذه التجربة في الدول الكبرى في مجلس الامن والدول الصناعية الثمانية كذلك في القوى الصاعدة عربيا والمتمثلة بمصر السادات والسعودية وايران وتركيا حيث تطمح هذه الدول بمكانة لها في محيطها الاقليمي ومن خلال ذلك عالميا وعلى حساب الدول والانظمة السياسية الغير مستقرة نسبيا او تعاني من ازمات سياسية ومالية واقتصاديه او اجتماعيه

٣.للدخول في صلب الموضوع والخاص بقراءة الملف السوري بإدارته الجديدة ولم اقل مصطلح القيادة لأنها مسلوبة الارادة والتي تحركها من نظرت لها ومولتها ودفعتها لهذا النجاح السياسي والعسكري نسبيا وازاحة نظام سياسي حكم سوريا بالحديد والنار لمدة ٥٤ عام كما ان الاعتراف العربي السريع جاء نتيجة ضغوط تركيا وقطر مع حالة قبول اسرائيلية وتحفظ مصري واماراتي مع موقف خاص للسعودية وحالة حذر وترقب من قبل العراق ولبنان وايران والخطوات المتوقعة سألخصها بعد من السيناريوهات

أ. سياسيا ستبقى هذه القيادة بعيد عن خيار الانتخابات وستحاول عن تكسب الوقت لفرض نفسها على كامل التراب السوري وتصفية واحتواء الجيش السوري الحر وقسد الكردية والعشائر العربية المتحالفة معها لحين كتابة دستور يتلاءم مع مصالح الممولين لهم وعلى مستوى العلاقات الخارجية ستفتح قنوات خلفيه مع اسرائيل وجانبية مع روسيا وامريكا وبإشراف قطري وبنجاح نسبي مع تنفيذ بعض الشروط التي تجعل هذا النظام مصدر تهديد بعض دول المنطقة

ب. اقتصاديا ستسرع وتيرة الاستثمارات للشركات التركية والدول الي تعترف بها وتدعمها ليكون النظام براغماتيا ويبحث عن مصالح حلفائه  بالدرجة الاولى ومصالحه بالدرجة الثانية وانهاء الهيمنة العربية على سوريا وتحويلها الى ملك مشاع لمن يدفع أكثر

ثم سيكون مشروع الحلم التركي الاسرائيلي بخط تنمية  يربط تركيا سوريا وإسرائيل بطريق بري وقد يسبقها معاهد سلام وتنأى سوريا بنفسها عن فلسطين وشعبها وقضيتهم

ج.عسكريا ستقوم القوات الجديدة للنظام من تبني سياسة الجار المشاكس لضمان ابعاد تدخل دول الجوار فيها وقطع طرق الحوار مع القيام بعمليات داخليه للسيطرة على الحدود والساحل ومناطق النفط والغاز واحكام سيطرتها على المدن الكبرى

د. اجتماعيا ستواجه صعوبه في احتواء الاقليات مع موجات اللاجئين العائدين من تركيا والعراق ولبنان وقد تظهر مراكز مقاومة مدنيه بمظاهرات مدعومه اعلاميا من قبل بعض الدول او الاحزاب الداخليه لتحقيق مكاسب بالضغط على الادارة الجديدة وقد تنتقل تجربة لبنان والعراق والمحاصصة او مايسمى بالتوازن الوطني لهم بالتدريج

٤.ساركز في هذه المادة على مايهم العراق وامنه القومي في الملف السوري وكيفية التعامل معه بجدية وحزم والابتعاد عن المجاملات والعواطف بجميع اشكالها وكما يلي

أ.على العراق التعامل عسكريا مع بؤر ومراكز الارهاب لتنظيمات داعش وتوسيع دائرة الاهتمام الاستخباري وتوجيه ضربات من خلال جهاز المخابرات والقوة الجوية العراقيه إسوة بما تفعله تركيا مع البككة واسرائيل مع المقاومة واعداد مسرح العمليات العراقي السوري لاسوء السيناريوهات

ب. حان الوقت للضغط على قسد قبل ان تفقد تأثيرها لتسليم جميع العراقيين في سجونها للبدء باعادة التحقيق ومحاكمتهم مع نقل مخيمات النازحين بمشروع كبير الى الداخل العراقي واحتوائهم سياسيا واجتماعيا وانسانيا

ج.فتح قنوات غير مباشرة للوقوف على النوايا الحقيقة للادارة الجديدة اتجاه العراق وامنه القومي ومصالح شعبه ومراعاة مصالح الشعب السوري والروابط التأريخيه بين البلدين وتشكيل فريق عمل عربي من مصر والامارات ولبنان والعراق للضغط عربيا في حال تطلب الامر ذلك سياسيا او اقتصاديا واعلاميا

وعلينا استباق الاحداث قبل حدوثها واستشرافها والاستعداد لها

وحفظ الله العراق وشعبه ووحدته وجيشه العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *