تشييع السيد حسن نصرالله

اياد جمال الدين

قال الفقيه ( أحمد بن حنبل) إمام الحنابلة ؛ بيننا وبينكم يوم الجنائز.

قالها ردّاً على ( المعتزلة ) وهي كلمة عميقة مدبّبة.

كان الصراع على أشدّه في بغداد يومذاك بين ( السنّة ).

بين ( المعتزلة ) و ( الحنابلة ).

المعتزلة تدعمهم الدولة وهم أوّل حزب تغريبيّ

‏كان المعتزلة ( يستقوون ) على الحنابلة… ب قوّة الدولة..

وليس لهم ( قواعد شعبيّة ).

بينما كان ل الحنابلة… قاعدة شعبيّة طويلة عريضة... ؛ ولذلك قال ابن حنبل :

أيها المعتزلة , يا مَن تستقوون علينا بقوّة الدولة , انتظروا (موتي ) وشاهدوا( تشييعي ) وحينها ستعرفون مع مَن يقف أهل السنّة؟

وقد صدق ابن حنبل في قوله .. ؛ فكان شاركَ في ( تشييع ) ابن حنبل كما يقول المؤرّخون أكثر من مليوني مشيّع.

أمّا ( تشييع ) رئيس المعتزلة  أحمد بن أبي دؤاد ... ؛ فكان تشييعا ( حكوميّا ) لم يشترك فيه الشعب ( السنّي )... .

تشييع السيد حسن نصرالله... ؛ كان تشييع ( الشعوب ) الرافضة ل ( أمريكا ) ؛من مسلمين ومسيحيين وملاحدة وحتى يهود ... ؛ كلّ مَن يقف ( ضدّ أمريكا ) كان مشاركاً في تشييع ( نصرالله ).

و أعداء ( نصرالله ) هم بالضرورة أصدقاء أمريكا , و ( اصدقاء أمريكا ) ..لا شعبيّة لهم.

‏كان ( تشييع ) جمال عبدالناصر… تشييعاً مليونيّاً  ؛ وبكاهُ العرب وغير العرب والمسلمون وغيرهم... ؛ بكاهُ كلّ ( أعداء أمريكا )... ؛ لأنّه ( وهو الخاسرُ في كل حروبه )… كان واقفاً بصدق ضد أمريكا... ؛ بيننا ( السادات ) كان تشييعه ( حكوميّاً ) وليس شعبيّاً.

جمال عبدالناصر .. الذي ( خسر ) سيناء.. ؛ بكته الملايين... ؛ و السادات الذي ( حرّر ) سيناء.. لم يبكه أحد.. , ولم يشارك ( الشعب ) في تشييعه.

 الشعوب لها ( موقف ) واضح ضدّ أمريكا و مَن يقف مع أمريكا.

هذا هو السرّ في التشييع ( المليوني ) ل السيد حسن نصرالله.

وهذا هو السبب في بؤس أعداءه .

تشييع السيد حسن نصرالله..؛ كان ( استفتاءً ) شعبيّاً عالميّاً .. ,  على ( كراهية ) أمريكا … ؛ و نتيجة الاستفتاء واضحة... ؛ الشعوب مع ( نصرالله ) و ضدّ أمريكا... ؛ و الحكومات مع أمريكا.. وضد ( نصرالله ).

تشييع ( نصرالله ) هو يوم ( الفرقان ) ؛ الفرقان بين ( الشعوب ) وبين ( الحكومات )…

آلاف ( الزعماء ) في العالم.. ؛ قالوا ( نعم لأمريكا )..., و أقول جازماً ؛ ليس لأحد منهم ( كاريزما ) كما ل نصرالله..؛ والسبب ؛ إنّ البشر .. يحبّون الزعيم الرافض العنيد بوجه أمريكا..؛ و يحتقرون( الزعيم الخاضع لأمريكا ) حتى وإن كلّل شعبه بالذهب والجواهر.

 الشعوب تعشق الأبطال..؛ وكان السيد حسن نصرالله.. , هو ( بطل) هذا الجيل من البشريّة الرافضين ل أمريكا..؛ نصرالله ..هو ( وارثُ ) جيفارا و عبدالناصر و الخميني ..و أمثالهم.

ولذلك كان عشّاقه.. من كل الشعوب والأديان والثقافات..؛ عشّاقه يجمعهم ( رفض ) أمريكا.

فكان نصرالله..( إمامُ الرافضين ).

وسلام عليكم.