462547253_1116246769894281_5687635995851870665_n

عدنان علامة

عدنان علامه /عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

قرر رئيس الجمهورية اللجوء إلى الحلول الديبلوماسية لطرد الإحتلال، ولم يأخذ العبرة من غسل الضامنين أمريكا وفرنسا أياديهم من الإعلان عن وقف إطلاق النار ؛ وإنحازا إلى العدو.

فأبلغت سفيرة أمريكا الرئيس بري بكل وقاحة بأن العدو سيبقى في

خمس نقاط.

فالعالم لا يحترم إلا القوي؛ والإهتمام العالمي بلبنان كان بسبب قوة المقاومة التي أ ذلّت العدو في العام 1996،وأجبرته على الإنسحاب المُذل وفي عتمة ليلة واحدة فقط مع كامل معداتها من جنوب لبنان وبدون أي قيد أو شرط بتاريخ 25 أيار 2000.

 وفي العام 2006 طلب العدو الصهيوني وقف إطلاق النار؛ وفرضت المقاوَمة شروطها؛ فتنازل العدو عن شروطه بتدمير المقاومة وسحب سلاحها. وفرضت عودة الأهالي إلى القرى الحدودية؛ وانا كنت شاهد عيان على إعطاء الأولوية لعودة الأهالي النازحين منها؛ وقد ساهمت بلدية بيصور وأهاليها وكافة المكونات السياسية بفتح المنازل والمدارس وحتى تحويل أحد المراكز الثقافية لمركز إيواء؛ ومع إعلان   وقف إطلاق النار تولّت كافة فانات البلدة نقل النازحين من القرى الحدودية إليها  أولََا، وفرضت على العدو عدم الإعتداء على المدنيين فيل لبنان َحتى على الحدود السورية.

وظل أهل الجنوب آمنين حتى العدوان الأخير.

وأستطاع حزب الله فرض مايشاء على كامل التراب اللبناني؛ فنصب خيمة فيَ خراج بلدة كفرشوبا،  وزرعت الرعب في أسرائيل. ولمن ذاكرته كذاكرة السمك، أذكر القصة كما آوردتها وسيلة إعلام عبرية.

خيمة حزب الله

في 21 يونيو/حزيران 2023، قالت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، إن قوة من حزب الله “اجتاحت أراضي دولة إسرائيل السيادية، في قطاع جبل دوف (مزارع شبعا المحتلة)، وأقامت موقعاً عسكرياً مسلحاً هناك”، في إشارة إلى الخيمتين اللتين على الحدود مع إسرائيل.

وبينما أزال حزب الله الأسبوع الماضي خيمة واحدة كانت نُصبت داخل الخط الأزرق في جرود بلدة كفر شوبا جنوبي لبنان، أبقى على الخيمة التي نُصبت داخل الأراضي اللبنانية شمال الخط الأزرق الذي وضعته الأمم المتحدة.

ولكن ماذا حصل عندما تولت الدولة التفاوض دون الإستفادة من خبرات المقاومة؛ فرضت أمريكا وإسرائيل مهلة 60  يومًا  لإستكمال الإنسحاب. ثم فرض ترامب التمديد حتى 18 شباط ورضخت الدولة اللبنانية لشروطه.

وقد وضعت الدولة نفسها في قفص الإتهام وشدَّت الخَناق على رقبتها؛ حين لم تدافع عن الشعب اللبناني ووحدة وسلامة الأراضي اللبنانية في عهد ميقاتي وبداية عهد الرئيس جوزاف عون بعد إدائه القسم.  والآن نحمل الحكومة ورئيس الجمهورية مسؤولية كل ما يحصل في الجنوب اللبناني من إعتداءات دون ردع العدو وإيقافه عند حده.

وللأسف فإن الدولة لم تبلغ الشعب اللبناني عن سبب عدم دفاعها عن الأرض، وقبولها بوجود  الإحتلال في النقاط الخمس؛ وعدم الرد على مزاعم أدرعي بعد كل إعتداء بوجود تفاهم مع لبنان تحت سقف الإعلان عن وقف إطلاق النار.

والمصيبة الكبرى بأن العدو خلق منطقة عازلة بين النقاط الخمس التي إحتلها.

وللأسف فإن موقف رئيس الجمهورية ضعيف جدًا بإعتبار أن التلال لا تحمل أية قيمة عسكرية بدلًا من إعتبار  الإمر إعتداءََ خطيرًا على السيادة اللبنانية  بإحتلال جزءً من الأراضي اللبنانية؛ وخرق للقرار 1701 الذي ينص على الإنسحاب إلى حدود لبنان الدولية. وتوصيف  الأمريكي والفرنسي بالتآمر مع الإسرائيلي ضد مصالح لبنان.

 وهذا ما قاله رئيس الجمهورية في مقابلته مع تلفزيون الشرق وصحيفة الشرق الأوسط.

“هل فوجئت ببقاء الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط في جنوب لبنان، وكم تزعجك هذه النقطة؟

اجاب: “لم نفاجأ بمعنى المفاجأة لأنك تتوقع دائماً الأسوأ منه، ومؤكد يزعجنا لأنه هناك اتفاق تم توقيعه للطرفين برعاية أميركية وفرنسية كان المفترض الالتزام به، وكان من الواجب احترام التوقيع. وعندما طُلب أن نمدد المهلة، وافقنا بشرط أن يكون 18 فبراير (شباط) هو الانسحاب النهائي، ولكن مثل العادة لم يتقيد الطرف الإسرائيلي بالاتفاق وبقي بعضه موجوداً هناك. والآن نحن على اتصالات دائمة مع الفرنسيين والأميركيين للضغط على الإسرائيليين حتى ينسحبوا من النقاط الخمس؛ لأنها ليست لها قيمة عسكرية”.”

” بصفتك جنرالاً هل تعدّ النقاط الخمس لا قيمة لها؟

اجاب: “بالمفهوم العسكري القديم قبل أن يكون هذا التطور التكنولوجي، كانت الجيوش تفتش عن التلة لأنها تعطيك تحكماً عسكرياً ومراقبة، ولكن بوجود التكنولوجيا والمسيّرات في الجو، والأقمار الاصطناعية، فقدت (التلة) قيمتها كلها.

يعني إذا قلنا نريد الاستيلاء على هذه التلة ويجلس عليها عسكري لمراقبة الوادي، يمكن أن يرى 200 إلى 500 متر، ولكن عندما يكون لديك مسيّرات في الجو وأقمار اصطناعية، تكشف البقعة كلها وأنت وراء مكتب مرتاح؛ فإذن القيمة العسكرية انتفت ولا لزوم لها، ولا تؤمّن أي قيمة استراتيجية أو عملياتية أو أمنية للطرف الإسرائيلي”.

وهذا يخالف عقيدة الجيش الذي منع قطع شجرة زيتون  في العديسة ودارت إشتباكات ارتقى فيها شهداء وجرحى ولا يزال الجريح الزميل على شعيب حيًا يرزق وهو شاهد عيان على المعركة البطولية التي قام بها الجيش اللبناني ضد العدو.

ونتيجة لموقف لبنان الضعيف زاد العدو من إملاءاته وسيزيدها  في الَمستقبل. ولا بد أن نأخذ العبرة من سؤال ترامب لزيلينسكي عن أوراق القوة التي بيده ليفرض شروطه وبدأ بإهانته.

 وقال مصدر مطّلع لـ« #الأخبار ⁩» إن «بولفار العديسة وجدار كفركلا وطريق المطلة حتى الحمامص منطقة مقطوعة على نحو مؤقت رضوخاً لطلب إسرائيل من اللجنة الخماسية بذريعة حاجتها إلى تنفيذ ترتيبات أمنية وضمان انتشار الجيش واليونيفل على التلال المشرفة على مستعمرات مسكاف عام وكريات شمونة والمطلة المكشوفة بشكل كامل للجانب اللبناني».

أما بالنسبة لعدم أهمية هذه النقاط من الناحية العسكرية؛ فليسمح لي فخامة الرئيس، فمن المتعارف عليه بأن العدو الإسرائيلي هو الجيش رقم 19 عالميا، والأكثر تطورًا في الحرب السيبرانية، والتجسس، ولا يزال حتى هذه الساعة وبالرغم من هذا التفوق  يصر على التَموضع في أعلى النقاط، كَما حصل في إحتلال جبل الشيخ حيث أنشاء موقع عسكري على كامل الجبل و بدأ بتجهيزه بأحدث معدات التجسس.

 وللعلم لم تبلغنا الدولة مصير الجزء اللبناني من جبل الشيخ او جبل حرمون. وأنا أبلغ الدولة اللبنانية بأن العدو الصهيوني قد ضم مزارع شبعا المحتلة إلى هضبة الجولان المحتلة لمنع بحثها معه.

وللتذكير فقط فأن التكفيريين كانوا مَتمركزين في جرود القلمون وعرسال  وقناص متَمرس واحد كان بأستطاعته َمنع عدة مجموعات من التحرك بإتجاه الجرود.

آمل أن يكون  فخامة الرئيس قد تيقن من عدم الثقة بأمريكا وفرنسا وحتى بمجلس الاَمن؛ فلن يكون آخر رئيس جمهورية باعته أمريكا. وصَدَقَ الرئيس المصري حسني مبارك حين قال: “المتغطي الأمريكان عريان” ؛ وزيلينسكي هو دفعة على الحساب من الرؤساء يتم الإنقلاب عليه بعد أن كاد يتسبب بحرب عالمية تالثة بسبب دعم الإدارة الأمريكية في عهد بايدن.

وأني انصح فخامة الرئيس مع كل الإحترام للمستشارين لديه أن لا يذهب إلى أي تفاوض ما لم يحمل كل عوامل  القوة معه؛ فالعالم لا يعترف ولا يحترم إلًا بالقوى، حتى لا يضطر أن يخوض ل تجربة زيلينسكي.

وهذه مجَموعة القرارات التي تجاهلتها إسرائيل، ولم يحول مجلس الأمن إسرائيل إلى الفصل السابع. وقد إرتكبت إسرائيل عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد أهالي غزة ورفحو كان حصيلتها أكثر من 160.000 شهيد وجريح  ولم يتحرك مجلس الأمن وبلينكن رفض آلإعتراف بحصول مذابح وجرائم حرب، ولكن المقاومة الفلسطينية أذلْت العدو  وعرفت كيف تستغل طلب نتنياهو  لوقف إطلاق النار، بينما فشل المفاوض اللبناني في ذلك.

وإنَّ غدًا لناظره قربب

02 آذار/مارس 2025

1 thought on “مجلس الامن لا يتدخل إلا لصالح “إسرائيل” وقد أضاع حق الفلسطينيين؛ فاعتبروا ‼

  1. عندما يكون مليشة حزب الله الموالي لايران.. هو خيمة للبنان.. وليس الوطن اللبناني خيمة للجميع .. عندها يكون ذلك انتصار لاسرائيل..
    اي خيمة ليست خيمة الوطن.. هي خيمة منخورة متداعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *