download (1)

نزار حيدر

نــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر لـ [شفَق نيوز]؛4 أَسباب تدفعُ بالعراق لأَن يتوجَّسُ خِيفةً من حدودهِ مع سُوريا!

   ١/ يبدو أَنَّ كُلَّ الأَطراف، وأَقصدُ بها بغداد وواشنطن بالإِضافةِ إِلى دمشق، مُتَّفقةٌ على أَنَّ [داعش] مازالَ يُشكِّلُ تهديداً على البلدَينِ على وجهِ الخصُوص وعلى المنطقةِ بشَكلٍ عامٍّ، وهذا الإِتِّفاق في وُجهاتِ النَّظر تبيَّنَ بشكلٍ واضحٍ في الإِتِّصال الهاتفي الذي أَجراهُ وزير الخارجيَّة الأَميركيَّة بالسيِّد السُّوداني، إِذ أَكَّد الطَّرفان على ضَرورةِ إِستمرار التَّعاون المُشترك للتأَكُّدِ من عدمِ عَودةِ التَّنظيمِ الإِرهابي يُهدِّد دُول المنطقة.

   ٢/ بالإِضافةِ إِلى ذلكَ فإِنَّ المُتغيِّرات الدراماتيكيَّة التي شهِدتها سوريا تسبَّبت بتراخي قَبضة السُّلطة الجديدة على الوضعِ الأَمني بشَكلٍ عامٍّ خاصَّةً في الشِّمالِ والشِّمال الشَّرقي السُّوري إِذ مازالت هُناكَ عدَّة إِرادات تتقاسَم النُّفوذ العسكري، وهو الأَمرُ الذي يُشكِّلُ مصدرَ قلقٍ للعراق كَونها منطقةٌ حدوديَّةٌ تترُك آثارها السلبيَّة الخطيرة المُباشرة عليهِ إِذا ما حصلَ أَيَّ انفلاتٍ أَمنيٍّ أَو عسكريٍّ فيها قد يستغلَّها [داعش] لعبورِ الحدودِ باتِّجاههِ.

   ٣/ فضلاً عن ذلكَ فإِنَّ وجود المُعسكرات المُكتظَّة بعناصرِ التَّنظيم الإِرهابي في تلكَ المناطقِ السوريَّةِ يُشكِّلُ تهديداً وقلقاً إِضافيّاً للعراق خاصَّةً وأَنَّ من بينِ هذهِ العناصر [مواطنُون] عراقيُّونَ تُفاوض بغداد لاستلامهِم من الجانبِ السُّوري أَو الأَميركي على اعتبارِ أَنَّ واشنطُن تدعم الفصائل المُسلَّحة المسؤُولة عن حمايةِ هذهِ المُعسكراتِ.

   ٤/ يضافُ إِلى ذلكَ الأَزمة التي مازالت قائمةً بينَ السُّلطة الجديدة في دمشق وبعضِ التَّنظيمات الكُرديَّة المُسلَّحة التي تُصنِّفها أَنقرة كتنظيماتٍ إِرهابيَّةٍ، فإِذا استمرَّت هذهِ الأَزمة ولم تجد لها الأَطرافُ المعنيَّة حلّاً معقولاً ومقبولاً، فهي الأُخرى تُهدِّد بانفلاتٍ أَمنيٍّ وعسكريٍّ يترك أَثرهُ المُباشر على العراق كونَها مُتاخِمة لحدودهِ قد تستغلَّها الجماعات الإِرهابيَّة لإِعادةِ نشاطِها الخطير.

   ٥/ لكلِّ ذلكَ وغيرهِ فإِنَّ بغداد ترى أَنَّ من الضَّروري الآن إِستمرار بقاء القوَّات الأَميركيَّة في الشِّمالِ السُّوري لضبطِ إِيقاعاتِ العلاقاتِ الأَمنيَّة المأزومة بينَ كُلِّ الأَطرافِ المحليَّة والإِقليميَّة والدَّوليَّة لضمانِ السَّيطرةِ على الهدوءِ الحذرِ هُناك، خاصَّةً وأَنَّ القوَّات الأَميركيَّة هي القوَّاتِ الدَّوليَّة الوحيدة المُنتشرة في المنطقةِ بعدَ هزيمةِ روسيا من سوريا إِثرَ سقوطِ النِّظامِ وسيطرةِ الفصائلِ المُسلَّحةِ على السُّلطةِ في دمشق.

   أَمَّا تركيا فهي جزءٌ من الأَزمةِ الأَمنيَّةِ في الشِّمالِ السُّوري على الرَّغمِ من أَنَّها تبذلُ جُهداً كذلكَ مع الفصائلِ المسلَّحةِ التي تدعمَها للتَّوصُّلِ إِلى تفاهُماتٍ مع السُّلطةِ الجديدةِ في دمشق.

٢٠٢٥/٢/٢٦

1 thought on “4 أَسباب تدفعُ بالعراق لأَن يتوجَّسُ خِيفةً من حدودهِ مع سُوريا!

  1. الخيفة ليس اساسا من داعش التي تاتي من سوريا.. الخيفة من السنة الذين يجدون بالجولاني نموذج يحتذى لشبيه له .. كبديل لهم بالعراق..
    الخيفة اذا كان ممكنا ان يسقط نظام حكم سوريا لاكثر من 50 سنة بسوريا (نظام البعث لال الاسد) بسوريا.. باحد عشر يوما.. فلماذا لا يكون ذلك ممكنا بالعراق لاسقاط نظام حكم عمره لا يتجاوز 23 سنة ؟ وهذا اكبر خطر تشعر به سلطة الاحزاب والمليشيات الموبوءة بالعراق..
    الخيفة بان هناك من يريد اسقاط نظام المنطقة الخضراء بالعراق ليس لانه نظام فاسد موبوء بالفشل والعمالة كذيول لا يران.. تدور احزاب ومليشيات تحكم فسادا كتدوير النفايات كل اربع سنوات.. بل (يريدون اسقاط سلطة المنطقة الخضراء لدوافع طائفية مذهبية)..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *