kamil-suleyman-629x400

كامل سلمان

مع ظهور مصطلح الإرهاب على الساحة السياسية أصبح الجميع يتهافتون على استخدام هذه المفردة المقززة ضد من يعاديهم ، فالأتراك ينعتون الكورد إرهابيين ، الإيرانيون يسمون أعداءهم من العرب والكورد بالإرهابيين ، إسرائيل تسمي الإيرانيين وحلفاءهم بالإرهابيين ، سياسيو المسلمين الشيعة يسمون المسلمين السنة بالإرهابيين وسياسيو المسلمين السنة يسمون المسلمين الشيعة بالإرهابيين ، وهكذا الجميع يستخدم هذه المفردة ضد اعداءهم وتحت هذا الغطاء كلهم يمارسون الإرهاب وكل حسب طريقته وأن انتقامهم من المواطنين العزل هو رد على الأرهاب وكأنهم عثروا على ما يبرر بشاعة سلوكياتهم ، والمضحك المبكي جميعهم حمامات سلام حين يدافعون عن أنفسهم وحين ينطقون ، ينادون بالسلام والمحبة والتعايش والتسامح ، وكلهم يؤمنون بالديمقراطية وحق تقرير المصير للشعوب ، بالمحصلة السوري يذبح والعراقي يذبح والفلسطيني يذبح والكوردي يذبح واللبناني يذبح لكن التركي والإيراني والإسرائيلي يتهم الأخرين بالإرهاب ولا يمسهم الإرهاب ، بمعنى أدق المذبوح هو الإرهابي ! . الكوردي الذي يهدم عليه سقف داره بالقنابل ويطارد من أرضه وتسبى نساءه هو إرهابي ، الفلسطيني الذي يعيش بالعراء بسبب الإرهاب هو إرهابي وغيرهم من الأبرياء إرهابيين . أي قانون هذا وأي إتهام ؟ كل الكلام أعلاه لا يحتاج إلى إثبات فهو واضح لكل ذي بصيرة ولكن للأسف هناك عشرات الملايين من المغفلين سكان هذه المنطقة منطقة الشرق الأوسط ممن يعتقدون بسذاجة وبما لا يقبل الشك وهم على يقين كما يظنون بأن الإرهاب مصدره فعلاً هؤلاء الأبرياء المذبوحين ، وإذا قال لهم كاتب أو مثقف بأن مصدر الإرهاب ليست بالشعوب بل بالأنظمة الحاكمة القابعة خارج الحدود أنقلبت الدنيا عليه ونعتوه بالبوق الإعلامي لهذه الجهة أو تلك وحتى يشككون بطهارة مولده ، تركيا تقتل الكورد خارج حدودها بحجة مطاردة الإرهاب والدفاع عن أمنها القومي ، إيران تقتل العرب السنة والكورد خارج حدودها بحجة مطاردة الإرهاب والدفاع عن أمنها القومي والمغفل الذي يقتل أخيه انصياعاً لهوس هؤلاء بحجة الدفاع عن دينه ومذهبه يفتخر ويتفاخر بما قدمت يداه ، وإذا ما تجرأ كائن من كان من هؤلاء الذين يخدعون أنفسهم بأنهم يقاتلون الإرهاب ، يتجرأ بمد يده على إسرائيل ليستعرض نفسه أمام الأخرين بأنه جاء لمحاربة إسرائيل وأنه صادق الإيمان وأنه على الصراط المستقيم تأتيه اللطمة على الوجه فيذهب متوسلاً راكعاً إلى أمريكا أن يبقونه حياً ولا ينهون وجوده كي يستطيع العودة وقتل الأبرياء من أبناء ملته .. ملعونين أذلاء كتب الله عليهم الخزي والعار . سيبقون يخوضون ويلعبون بمشاعر الشعوب ويتلاعبون بالدين ويقتلون الآمنين حتى تحيين اللحظة التي تظهر فيها عوراتهم للملأ ويذهبون إلى مزابل التأريخ بأرجلهم غير مأسوف عليهم حال الذين سبقوهم بالظلم والإجرام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *