download (1)

سمير عبيد

#أولا:

سواء رضي رجالات السلطة في العراق وشركائهم من رجال الدين والمليشيات والمافيات أو لم يرضوا .فأن العراق يعيش نكبة سياسية، ونكبة دينية، ونكبة اخلاقية واجتماعية ، ونكبة إنسانية، ونكبة اقتصادية، ونكبة في البحث العلمي والتعليم والصحة والزراعة والصناعة .. الخ . وسببها الكتل السياسية وأحزابها، ورجال الدين المقاولين، وزعماء المليشيات الذين يرون انفسهم اكبر من الدول والمجتمع والناس .هذه الجهات الثلاثة حولت العراق إلى ضيعات خاصة ، وحولت العراقيين إلى عبيد ومرتزقة والكل متربص بالكل ،والكل يكره الكل . والسبب لان الدين ضعف في العراق وحلت محله الخرافة والنفاق والرياء.والاخلاق وضعت على الرف. والخوف من الله تبخر وصار الخوف من الاصنام . والإنسانية حلت محلها الانتقام والفساد والغدر والنفاق والتوريط. وبسبب ذلك انهارت جميع القيم في المجتمع العراقي. فصار الباطل قدوة، والانحراف قدوة، والعمالة علاقات عامة، والعري والفسوق والقوادة حرية شخصية !

#ثانيا :

وإلحاقاً بما تقدم فباتت لا تنفع مع العراق الوصفات “الديموقراطية ولا العلمانية ولا التوافقية ولا الاشتراكية ولا الإسلام السياسي ولا الشورى ولا الحالة البرلمانية ” .فجميعها فشلت وستفشل في العراق … وبات الحل وانتشال العراق والمجتمع ب ( الحكم المركزي الوطني القوي الصارم ) الذي يبسط القانون الصارم ويجسد ثقافة ” الثواب والعقاب ” . فالعراق بحاجة ماسة إلى صيغة حكم مابين ” الشوفينية والديكتاتورية ” بشرط يكون العراق اولا ،واحترام حقوق الإنسان الملتزم ثانيا ، وعدم الرحمة مع العملاء والتبعية ومنتهكي حقوق الإنسان والمتجاوزين على الدولة والمجتمع والممتلكات العامة والخاصة !

#ثالثا:-

وهناك من يسأل هل الانهيار الذي اصاب الدولة والمجتمع والمؤسسات مابعد عام ٢٠٠٣ سببه النظام السياسي في العراق أم الحكام الذين مثلوا ولازالوا يمثلون النظام السياسي ومعهم رجال الدين المقاولين ؟

#الجواب :

بالعكس فأن عنوان النظام السياسي في العراق عنوان ديموقراطي ، وهناك دستور عراقي مثالي قياسا مع دساتير دول المنطقة( ولكن لا الديموقراطية توفرت ولا احترام الدستور توفر) . لذا فالسبب بفشل المجاميع التي قادت ولا تزال تقود النظام السياسي في العراق الذي بدأ منذ عام ٢٠٠٣ ولازال ساريا . وبالمناسبه لن يُصلح هذا النظام السياسي من داخله اطلاقاً ومثلما يحصل في بعض الأنظمة السياسية التي تحدث فيها مشاكل وإخفاقات. لأنه نظام عراقي منخور ومليء بالغدد السرطانية والدونية والشذوذ والانحراف .فهو نظام موبوء ومريض ولن تنفع معه العمليات الجراحية، ولا حتى الاستئصال ولا حتى البتر لأن الغدد السرطانية ملأت جسد هذا النظام وبات يشكل خطرا على الدولة والمجتمع ومستقبل الاجيال العراقية . فيجب رحيله فوراً!

#رابعا:-

فوجب جدا تغيير هذه الطبقة السياسية الحاكمة في العراق وبجميع عنوانيها السياسية والدينية والمافيوية والمليشباتية والقومية ( وليس فقط التغيير ) بل محاسبتها حساباً عسيرا وبمحاكم خاصة تُؤسَسْ في العراق لهذا الغرض لكي لا تتكرر تلك المآسي في العراق والمنطقة. لأن هذه الطبقة السياسية وبجميع عناوينها أعلاه هي أتعس وأخطر وابشع من الديكتاتورية والشوفينية والعنصرية والنازية والبربرية لأن خطرها اصاب جميع تضاريس الوطن والمجتمع والناس والأعمار والاجيال والميادين !

#خامسا :

لذا فأن كل عراقي وعراقية يحبون وطنهم وشعبهم و لديهم كرامة ولديهم إيمان بالوطن والعدل وبناء الإنسان والوطن وينشدون السلام والوئام والمحبة ونبذ الكراهية والطائفية والايمان بالله اولا واخيراً عدم تصديق شعارات ووعود الطبقة السياسية .فيجب الايمان ببناء العراق ومستقبل اجياله … لذا يجب الالتحاق فوراً وكل من موقعه براية ومشروع التغيير، والتثقيف على عدم حرق وإتلاف الموسسات والممتلكات الخاصة والعامة والحفاظ عليها لانها ملك العراقيين، وعدم اللجوء للعنف والدم . فالتغيير اصبح مقدساً وليس من اجل الانتقام او الثأر. بل من اجل انتشال العراق والمجتمع العراقي من الجحيم والدمار والخراب وبناء وطن حر وللجميع ودون استثناء !

سمير عبيد

١٠ آذار ٢٠٢٥

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *