78477e28-91a6-4767-85f1-fc086d76636f

رياض سعد

تكاد تتفق الجماعات والشخصيات الدينية والسياسية ذات الجذور السنية على تفضيل الغرباء والدخلاء على المواطنين الأصليين، والانحياز للأجانب ضد أهل البلد، لا سيما في دول المنطقة ، وبالتحديد العراق (من بغداد فشمالاً) وبلاد الشام بحدودها التاريخية (سوريا الكبرى) والسبب الرئيسي في هذا السلوك الشاذ أن معظمهم من بقايا العثمانيين، أو من السبايا والخدم والمرتزقة التابعين لهم، أو من الأقوام التي هاجرت إلى هذه المناطق في ظل الحكم العثماني ؛ وإن ادعوا العروبة وتحدثوا العربية لاحقاً، فلا تربطهم صلة حقيقية بالعراقيين أو الشاميين، فضلاً عن انتسابهم إلى عدنان وقحطان. 

لقد لعب هؤلاء الدخلاء دوراً محورياً في تشكيل السياسات العامة للعراق والشام خلال القرن المنصرم ، واستمرت مؤامرات هذه الفئات الهجينة حتى اليوم، مما تسبَّب في خراب البلدين وتخلفهما ؛ وتجلَّى هذا المخطط الهدام أولاً بتحركات ورؤى “ميشيل عفلق” الظلامية  وتأسيس حزب البعث الإجرامي، ثم بظهور تنظيم “داعش” الإرهابي، وصولاً إلى حكومة “الجولاني” الارهابية والمرتبطة بالأتراك ، والتي تسعى لإعادة الدكتاتورية وحكم بقايا العثمنة  في العراق عبر خلايا إرهابية وسياسية مشبوهة تهدف إلى تقويض التجربة الديمقراطية والاطاحة بالعملية السياسية واقصاء وتهميش الاغلبية العراقية   .

في حين تعمل الفئاتٌ الطائفيةٌ الهجينة على تفكيك الوحدة الوطنية ونشر الفتنة والعنف، وارتكاب المجازر بحق شركائهم في الوطن، ترحب هذه الفئات السنية بالعصابات التكفيرية والمافيات الإجرامية، وتفتح لهم الأبواب، بل وتزوجهم من نسائهم، وتسلمهم زمام السلطة على حساب أبناء البلد بلا حياء أو ضمير، مدَّعين أن هذه الأفعال تقربهم إلى الله زلفى ! 

وقد أصيب الأحرار في العالم بالصدمة عندما رأوا فئاتٍ من الطائفة السنية في العراق ترتكب أبشع الجرائم بحق ابناء الأغلبية والامة العراقية ، وتستعين بمرتزقة من 83 جنسية لاجتياح الوطن، مما أدى إلى  جريان أنهارٍ من دماء الأبرياء في بلاد الرافدين ؛  أما “الجولاني” وعصاباته، الذين يدَّعون الهوية السورية زوراً، فيقتلون السوريين الأصليين، ويستقدمون عناصر أجنبية لتعذيب الشعب وتدمير البلاد واستباحة سوريا والسوريين . 

انتظر السوريون بفارغ الصبر تشكيل حكومة وطنية علمانية تشاركية، تضم كل مكونات المجتمع، لكن “الجولاني” (رئيس الحكومة الانتقالية المزعوم) حَصَرَ السلطة في عصاباته المنحدرة من تنظيمات كالقاعدة والنصرة وداعش، متصرفاً بعقلية تكفيرية تُسلِّم السوريين للشيشاني أو القوقازي ليذبحوا الأطفال ويغتصبوا النساء ويقتلوا الرجال ، وتهجِّر العلويين من منازلهم لصالح الأتراك والأفغان. 

ويُقدِّم المعارض السوري المخضرم كمال اللبواني (الذي سُجن سابقاً لنقده نظام الأسد) إحصائيةً صادمةً عن “الجيش السوري الجديد”، تُظهر تواجد 25 ألف إرهابي أجنبي فيه، موزَّعين كالتالي: 

– 9,877 أوزبكياً (48 قائداً). 

– 2,078 شيشانياً (14 قائداً). 

– 2,956 أردنياً (189 قائداً). 

– 2,035 فلسطينياً (312 قائداً). 

– 2,023 مصرياً (29 قائداً). 

– 1,099 عراقياً (77 قائداً) – من داعش الهاربين من العراق. 

– 744 صينياً (بلا مناصب قيادية). 

– 566 تونسياً (3 قادة). 

– 755 مغربياً (11 قائداً). 

– 844 جزائرياً (6 قادة). 

– 211 سعودياً (17 قائداً). 

– 344 يمنياً (1 قائد). 

– 118 أفغانياً (بلا مناصب). 

– 233 صومالياً (بلا مناصب). 

– 411 أوروبياً (7 قادة). 

وفي مجازر الساحل السوري الأخيرة، دخلت قوات أجنبية (تركية وأوزبكية وشيشانية) عددها 35 ألف مقاتل لدعم عصابات الجولاني، حيث توجهت إلى مناطق العلويين لارتكاب جرائم الاغتصاب والذبح وحرق القرى. 

بعد كل هذه الحقائق، يُروِّج الإعلام العربي الطائفي والقنوات التركية المأجورة لأكذوبة أن العلويين والأقليات هم “فلول” ويتعامل معهم معاملة الاسرى الاجانب والكفار ،  بينما تُوصف عصابات الجولاني متعددة الجنسيات زوراً بـ”الجيش السوري”! 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *