
لمى محمد
مجازر التطهير العرقي بحق العلويين، فضحت كارثتين لا توقف لهما:
الأولى: وجود التكفيريين الجهاديين من القاعدة والطائفيين المغيبين في الجيش “السوري” بوفرة.. -هؤلاء لا يمثلوا أهل السنة حذارِ أن يدافع أي عاقل عنهم-
وهذا يعني أن الجيش أصبح مصدر خطر على مكونات كثيرة في الشعب السوري آجلاً أم عاجلا”.
الثانية: الرغبة القاتلة ل الطائفيين من الأكثرية العددية السنية بحكم سوريا ولا يهم من الحاكم وكيف.. وهذا نتيجة متوقعة لحكم ديكتاتوري سابق -عرف يربي- ..
وجب تطمين هؤلاء الطائفيين بطريقة مباشرة.. بأن لا أحد في المجتمع الممول ولا من الأقليات وخاصة العلويين سيسمح لأحد غير سني بالحكم.
لو كان هيثم مناع، كمال اللبواني، محمد حبش أو غيرهم من ممن يرون بعينين لا عين واحدة.. في السلطة لما رأيتم الدماء و لاطمئنت قلوب السوريين الذين بغالبيتهم الساحقة اليوم يطلبون الأمان لا السلطة ولا حتى المال يا سذج.
وبما أننا في زمن شرح البديهيات:
مجازر النظام طبعاً كانت عار أيضاً والدم السوري حرام.. وما فعلته القاعدة بالسوريين والعرب والعالم خلال الأعوام السابقة كان حرام أيضاً وعار.. دم أي إنسان هو حرام.
الإنسانيّة في أن تجهر بالحق تبعاً لوضعك وظروفك، و إلا اصمتْ.
أنتم تؤيدون جرائم الإبادة الجماعية لإخوتكم في الوطن، أو تحولون مصابهم إلى تهكم وتذكير بالماضي..هل تعرفون ما يعني هذا؟
تخيل أنك في عزاء طفلك، يأتي جارك: يقف على الباب ليضحك أو يقول لك: لماذا لم تواسيني في عزاء طفلي من عشر سنوات؟
جثم النظام السابق على حيوات الجميع بالخوف والتهديد والزمن يعيد نفسه و سيظل يعيد..
وأكثر ما يؤلم وسط كل هذا الحزن، أننا نحتاج لشرح معنى الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.
خفّوا عن بعض، حاج عاد.
ابحثوا عن حكاية الصورة، وابكوا.. وابكوا أيضاً كيف كذّب البعض القصة و كيف نشروا صورة لفتاة إعلانات على أنها هي في محاولة قميئة لمحو الدم السوري..
أفضل من الإفطار على الكذب والدم في رمضان.