
عزيز الخزرجي
جميع العناوين السياسية والحكومات والاحزاب ليس فقط لم و لن تنفع في إنقاذ العراق وتحقيق العدالة والمساواة؛ بل وتسببت في إشاعة الفساد وتعميق الفوارق الطبقية وتكثير المرتزقة والمنافقين حولهم بعد شراء ذممهم لكسب تأييدهم بالمال الحرام المسروق من دم الفقراء و لدعم مرشّّحيهم للفوز بمقاعد البرلمان لأجل الصفقات حتى وصل الأمر بهم إلى نهج المحاصصة وكأن العراق غنيمة إجتمعوا عليها لتقسيمها كحصص بينهم، بحيث جعلوا شراذم البعث ينتقدون ذلك بسبب إفرازاتها مع جرائمهم؟
و حقيقة الحال هي أنه سواء رضي رجالات السلطة في العراق و شركائهم من رجال الدّين والمليشيات والمافيات .. أو لم يرضوا؛فأنّ العراق يعيش نكبة سياسية وإقتصادية، ونكبة دينية، ونكبة اخلاقيّة واجتماعيّة ، ونكبة إنسانيّة وفكريّة، ونكبةحقيقية في البحث العلمي والتعليم والتربية والصحة والزراعة والصناعة والخدمات و…. الخ .
وسببها؛ ثقافة الكتل السياسية ..
و مناهج أحزابها، و أفكار رجال الدّين المقاولين..
و زعماء المليشيات الذين الذين لا يتقنون سوى الضغط على الزناد لقتل الناس حيث يرون انفسهم اكبر من الدول والمجتمع والناس والفكر الكوني!!
تلك الجهات الثلاثة : حوّلت العراق بتائييد من الأجانب إلى ضيعات خاصة ، و حولت العراقيين إلى عبيد و مرتزقة بعقول مبرمجة والكل متربص بالكل والكل يكره الكل لتقسيم العراق على اساس قومي و ديني وطائفي !
والسبب هو الثقافة و تشوّه الفكر و الدِّين ألمؤدلج و ضعف الايمان في العراق وحلول الخرافة والسحر والنفاق والرياء.والتكبر الفارغ بدله و الادب والاخلاق وضعت على الرف والخوف من الله تبخر وصار الخوف من الاصنام الحزبية والإنسانية هي البديل ، مع حلول الانتقام والفساد والغدر والنفاق والتآمر والتوريط في الحرام.
وبسبب ذلك انهارت جميع القيم في المجتمع العراقي فصار الباطل قدوة بدل الحق الذي تمّطمره!
والانحراف قدوة بدل الإستقامة، والعمالة علاقات عامة، والعري والفسوق والفاشنستاد والقوادة والانتهازية حرية شخصية !
و بسبب ما تقدم فقد باتت لا تنفع مع العراق الوصفات “الديموقراطية ولا العلمانية ولا التوافقية ولا الاشتراكية ولا الإسلام السياسي ولا الشورى ولا الحالة البرلمانية ” .فجميعها فشلت ودمرت الحياة وستفشل في العراق أكثر فأكثر كلما إمتد الزمن … وبات الحل وانتشال العراق والمجتمع ب ( الحكم المركزي الوطني القوي الصارم ) الذي يبسط القانون الصارم ويجسد ثقافة ” الثواب والعقاب ” .
فالعراق بحاجة ماسة إلى صيغة حكم ما بين ” الشوفينية والديكتاتورية ” بشرط يكون العراق اولا ،
واحترام حقوق الإنسان الملتزم ثانيا ،
وعدم الرحمة مع العملاء والتبعية ومنتهكي حقوق الإنسان والمتجاوزين على الدولة والمجتمع والممتلكات العامة والخاصة !
و بناءا على ما تقدم ؛ هناك من يسأل :
هل الانهيار الذي اصاب الدولة والمجتمع والمؤسسات مابعد عام ٢٠٠٣ سببه النظام السياسي في العراق …
أم الحكام الذين مثلوا ولا زالوا يمثلون النظام السياسي و معهم رجال الدين المقاولين !؟
والجواب :
بالعكس فأن عنوان النظام السياسي في العراق عنوان ديموقراطي والرواتب ملك الشعب ، وهناك دستور عراقي رغم فساد بعض فقراته.. لكن قياسا مع دساتير دول المنطقة،
وان النتيجة ( لا الديموقراطية توفرت ولا احترام الدستور توفر ولا حتى العدالة طبّقت) .
لذا فالسبب .. بفشل المجاميع التي قادت ولا تزال تقود النظام السياسي في العراق الذي بدأ منذ عام ٢٠٠٣ ولازال ساريا . وفشل المجاميع يعود إلى الانتماآت الحزبية والعشائرية و القومية وغيرها!
وبالمناسبه لن يُصلح هذا النظام السياسي من داخله اطلاقاً ومثلما يحصل في بعض الأنظمة السياسية التي تحدث فيها مشاكل وإخفاقات، لأنه نظام عراقي منخور ومليء بالغدد السرطانية والدونية و اللا أخلاقية والشذوذ والانحراف .فهو نظام موبوء ومريض ولن تنفع معه العمليات الجراحية، ولا حتى الاستئصال ولا حتى البتر لأن الغدد السرطانية ملأت جسد هذا النظام و بات يشكل خطرا على الدولة والمجتمع ومستقبل الاجيال العراقية . فيجب رحيله فوراً!
ويجب محاكمة و تغيير هذه الطبقة السياسية الحاكمة في العراق بجميع عناونيها السياسية والدينية والمافيوية والمليشباتية والقومية ( وليس فقط التغيير ) بل محاسبتها حساباً عسيرا وبمحاكم ثورية خاصة تُؤسَسْ في العراق لهذا الغرض لكي لا تتكرر تلك المآسي في بلادنا والمنطقة التي تتعرض الى تغيير كلي. لأن هذه الطبقة السياسية و بجميع عناوينها أعلاه هي أتعس وأخطر وابشع وافسد من الديكتاتورية والشوفينية والعنصرية والنازية والبربرية والرأسمالية لأن خطرها اصاب جميع تضاريس الوطن والمجتمع والناس والأعمار والاجيال والميادين !
لذا فأن كل عراقي وعراقية يحبون وطنهم وشعبهم و لديهم كرامة ولديهم إيمان بالوطن والعدل وبناء الإنسان والوطن وينشدون السلام والوئام والمحبة ونبذ الكراهية والطائفية والطبقية و قتل الذات والايمان بالله اولا واخيراً و عدم تصديق شعارات و وعود الطبقة السياسية . و الايمان ببناء العراق ومستقبل اجياله …
لذا يجب الالتحاق فوراً وكلّ من موقعه براية ومشروع التغيير، والتثقيف عبر المنتديات على عدم حرق وإتلاف الموسسات والممتلكات الخاصة والعامة والحفاظ عليها لانها ملك العراقيين، وعدم اللجوء للعنف والدم .
فالتغيير اصبح مقدساً لا لاجل الانتقام او الثأر. بل لإنتشال العراق والمجتمع العراقي من الجحيم والدمار والخراب الذي تسببه السياسيين .. و بناء وطن حر وللجميع ودون استثناء، لأن مفهوم الديمقراطية ليس لإدلاء صوتك فقط؛ بل لاجل العدالة في توزيع الثروة و الحقوق بين الناس أيضاً لا كما فعلت الطبقة السياسية المجرمة لحد الان منذ ٢٠٠٣م و للاسف!
مع مسألة أخيرة وهامة وخطيرة أيضا بخصوص التيار الوطني الشيعي الذي يريد و يدّعي تغيير الوضع ومحو المحاصصة والطبقية ، فإننا نعيد السؤال الذي سبق و أن سألناه مراراً من دون جواب ممّا يشير إلى بوادر خطيرة و نوايا مجهولة ومبيتة لا سامح الله، لذا فإن الشعب يسأل بجد وشوق وإلحاح عن موقفكم من العدالة و توزيع الحقوق و نظام الرواتب .. لأنها المعيار الاساسي الذي يقاس عليه مدى مصداقيتكم في تطبيق العدالة على نهج ولاية الله التي هي نهج البيت(ع) فالبعض بدأ يراوده الشكوك و القلق في هذا الأمر ويتخوّف من بقاء نظام الحقوق والرواتب والنظام الظالم على وضعه الحالي وإجراء تغيير ات لبعض العناوين والشكليات لذرّ الرماد في عيون الجماهير والفقراء لإدامة نهج المتحاصصين على ما كلن عليه ل (ترجع حليمة الى عادتها القديمة) لا سامح الله ..
لذا الجماهير تنتظر جوابكم العلوي الصدري المبين بشغف في هذا الصدد وبخصوص النقاط العشرة التي أرسلناها لكم سابقا لترتاح من كيد الخائنيين و فسادهم.. و الله المسدد.