
محمد الطائي
في الوقت الذي أصدر فيه مجلس الامن الدولي بيانا من عدة نقاط ادان فيه الانتهاكات التي ارتكبت بحق السوريين العلويين والمسيحيين والشيعة في الساحل السوري من قبل الحكومة المؤقتة ، استقبلت الحكومة العراقية في بغداد مبعوث الحكومة السورية المؤقتة وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني .
وهو الامر الذي اثار ردود فعل متباينة الا ان اغلبها مستاءة من تلك الزيارة بسبب انتماء أعضاء الحكومة السورية المؤقتة الى تنظيم القاعدة او داعش سابقا ، وكذلك بسبب الجرائم التي ارتكبتها فصائل مسلحة في الساحل السوري تابعة للحكومة السورية المؤقتة هذا بالاضافة الى الجرائم التي ارتكبوها داخل العراق عندما نفذت القاعدة سابقا وداعش لاحقا جرائمها في العراق .
ورغم النقاط التي وصفت بالمهمة حسب مااعلنته الحكومة العراقية بتشكيل غرفة عمليات مشتركة عراقية – سورية لمحاربة ( داعش)
وهو مااكده وزير الخارجية السوري في المؤتمر الصحفي ،
وكذلك اعلان العراق استعداده للمساهمة في اعادة اعمار سوريا ، الا ان لجنة الامن والدفاع النيابية في البرلمان العراقي طالبت بكشف تفاصيل اللقاء مؤكدة عدم الاعتراف بحكومة سورية الا بالمحافظة على دماء الأبرياء السوريين من العلويين والشيعة والمسيحيين خصوصا في الساحل السوري.
ولذلك تُطرح الأسئلة من العراقيين عن جدوى التفاهمات مع الحكومة السورية المؤقتة واذا ماكان هذا الاتفاق بين الوفدين العراقي والسوري في بغداد يشبه صلح الحديبية بين المسلمين وقريش؟
ام انه يشبه صلح الامام الحسن ع مع معاوية بن أبي سفيان ؟ خصوصا اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار اعلان الحكومة الجديدة في سوريا وبيانات فصائلها الرسمية وغير الرسمية التي تؤكد انهم يمثلون امتدادا للدولة الأموية!!.
كما ان الاغلبية الشيعية في العراق تتبع مذهب اهل البيت، فقد يكون اللقاء بين الشيباني والحكومة التي ارسلته من جهة مع وزير خارجية العراق في بغداد أقرب إلى تفاصيل صلح الحسن ع ، مع الفارق الكبير بين الظروف السياسية الكبيرة بين الحقبتين السابقة والحالية ، فجيش معاوية وقتها كان جيشا عرمرما بينما مجاميع الشراذم والفصائل المتفرقة التي تنتشر في محافظات سوريا الان لاتستطيع مجابهة القوات العراقية التي طردت داعش وأخواتها من العراق .
ومن جانب اخر فإن زيارة الوفد السوري برئاسة الشيباني تحمل تناقضا كبيرا لان الزيارة تمثل اعترافا واضحا بالحكومة العراقية ذات الاغلبية الشيعية التي مازالت تسمى (على شبكة التواصل هتاك ) بحكومة الرافضة من قبل فصائل سوريا المسلحة المدعومة من قبل حكومة سورية المؤقتة .
ورغم ان تفاصيل الزيارة والملفات التي تم بحثها وصفت بالمهمة وذلك بأهمية الشخصيات التي التقاها وزير الخارجية السوري الشيباني وهم ، رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان محمود المشهداني، ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ورئيس الاستخبارات العامة حميد الشطري، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ، رغم ذلك الا ان الاوساط السياسية العراقية مازالت تحذر من محاولة تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي قد يستغل الفراغات الأمنية في سورية لإعادة تشكيل نفسه ، الامر الذي سينسف كل الاتفاقيات الشفوية والتحريرية التي ابرمت في بغداد .
محمد الطائي/ البصرة