
فاضل حسن شريف
ادغام المثلين الصغير في القرآن الكريم إدغام المثلين الصغير: هو إدغام الحرفين اللذين اتحدا في المخرج والصفات إذا التقيا، وكان الأول منهما ساكنًا والثاني متحركًا. الحروف التي أدغمت إدغامًا متماثلًا في القرآن الكريم هي: ب، ت، د، ذ، ر، ع، ف، ك، ل، م، ن، التنوين، هـ، و (غير المدية)، ي (غير المدية)، علمًا بأن إجمالي عدد المواضع التي أدغمت فيها الحروف إدغامًا متماثلًا هو (3778) موضعًا. كما يوضح الحروف التي لم تدغم إدغامًا متماثلًا في القرآن الكريم، وهي: ء، ث، ج،ح، خ، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، غ، ق، حروف المد. قال الله سبحانه في سورة الشعراء عند مواضع الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُؤْمِنِينَ” (الشعراء 67)، “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُؤْمِنِينَ” (الشعراء 103).
قال الله تعالى في سورة الشعراء عند مواضع الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية “فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُؤْمِنِينَ” (الشعراء 139)، “فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُؤْمِنِينَ” (الشعراء 158).
قال الله تعالى عن “قل ربي” حيث الادغام المتقارب “سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا” ﴿الكهف 22﴾، “إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” ﴿القصص 85﴾، “قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ” ﴿المؤمنون 93﴾. قال الله جل شأنه في سورة الشعراء عند مواضع الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية “وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ (الإدغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ” (الشعراء 173)، “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُؤْمِنِينَ” (الشعراء 174).
الإدغام لغة هو الإدخال ( أدغمت اللجام فى فم الفرس)، وإصطلاحاً هو إيصال حرف ساكن بحرف متحرك، بحيث يصيران حرفاً واحداً مُشدداً كالثانى، يرتفع المخرج عنهما إرتفاعة واحدة. تُدعم النون الساكنة والتنوين إذا أتى بعدها حرف من أحرف يرملون (ومعناها يُسرعون) وهو قسمان القسم الأول: إدغام بغنة فى أحرف ينمو. ويسمى أيضاً إدغاماً ناقصاً، وسُمى ناقصاً لذهاب الحرف الأول وهو النون الساكنة والتنوين وبفاء الصفة وهي الغنة، والغنة مانعة من كمال التشديد الثانى: إدغام بغير غنة فى حرفى اللام والراء. ويُسمى أيضاً إدغاماً كاملاً أى كامل التشديد ذلك لذهاب الحرف والصفة معاً. أحكام النون الساكنة بالنسبة للإدغام تكون فى كلمتين ولا تكون فى كلمة (أى تكون متطرفة ولا تكون متوسطة )، أى إذا أتى بعد النون الساكنة حرف من حروف الإدغام فى كلمة واحدة فلا ندغم والعلة فى ذلك هو تغير المعنى وهما أربع كلمات فى المصحف لا خامس لهم: دنيا، صنوان، قنوان، بنيان فلو أدغمنا تغير المعنى فأصبحت الكلمات السابقة كالتالى: ديُّا، قوّان، صوّان، بيّان وهذه الكلمات تختلف فى معناها عن الكلمات السابقة، العلة إذاً من الإظهار هو كيلا يتغير المعنى. وهذا الإظهار هنا يسمى إظهار مطلق لعدم تقيده بحروف الحلق والإظهار المطلق فى كلمة واحدة فى القرأن ورد فى هذه الكلمات التى ذكرناها أما الإظهار المطلق من كلمتين فلم يأتى إلا فى موضعين إثنين من القرأن هما: يس والقرأن الحكيم، ن والقلم وما يسطرون. سبب الإدغام وعلته التماثل والتقارب والتجانس فالتماثل فى إدغام النون فى النون، والتقارب فى إدغام النون فى كلاً من الراء واللام والواو والياء، والتجانس فى إدغام النون في الميم. وفائدة الإدغام التخفيف لأن الحرف المُدغم مُشدّد والحرف المشدد يقوم مقام حرفين ساكن فمتحرك وينطق بهما حرفاً واحداً.
جاء في موقع موضوع عن احكام الإدغام والمماثلة الصوتية للكاتبة بشرى مداراتي: إدغام المتجانسين إدغام المتجانسين هو التقاء حرفين متماثلين بالمخرج، مختلفين بالصّفات، وقد أدغم حفص أحرفًا معينة متجانسة، منها سبع حالات: الباء في الميم، ووردت في موضع واحد: “اركَب مَعَنا” (هود 42) التاء في الدّال، ووردت في موضعين فقط: “أُجيبَت دَعوَتُكُما” (يونس 89) و “أَثقَلَت دَعَوَا” (الأعراف 189) الدّال في التاء، أينما ورد في القرآن، مثل: “قَد تَّبَيَّنَ” (البقرة 256) التاء في الطاء، حيثما ورد، مثل: “همَّت طَّائِفَتَانِ” (ال عمران 122). قال الله جل ثناؤه في سورة الشعراء عند مواضع الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُؤْمِنِينَ” (الشعراء 190).