أبريل 22, 2025
Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن نبي الله يعقوب عليه السلام “وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ” ﴿البقرة 132﴾ وَيَعْقُوبُ: وَ حرف عطف، يَعْقُوبُ اسم علم، وحثَّ إبراهيمُ ويعقوبُ أبناءهما على الثبات على الإسلام قائلَيْن: يا أبناءنا إن الله اختار لكم هذا الدين وهو دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فلا تفارقوه أيام حياتكم، ولا يأتكم الموت إلا وأنتم عليه، و “أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” ﴿البقرة 133﴾ أكنتم أيها اليهود حاضرين حين جاء الموتُ يعقوبَ، إذ جمع أبناءه وسألهم ما تعبدون من بعد موتي؟ قالوا: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهًا واحدًا، ونحن له منقادون خاضعون، و “قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” (البقرة 136﴾ قولوا أيها المؤمنون لهؤلاء اليهود والنَّصارى: صدَّقنا بالله الواحد المعبود بحق، وبما أنزل إلينا من القرآن الذي أوحاه الله إلى نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وما أنزل من الصحف إلى إبراهيم وابنيه إسماعيل وإسحاق، وإلى يعقوب والأسباط وهم الأنبياء مِن ولد يعقوب الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة وما أُعطي موسى من التوراة، وعيسى من الأنجيل، وما أُعطي الأنبياء جميعًا من وحي ربهم، لا نفرق بين أحد منهم في الإيمان، ونحن خاضعون لله بالطاعة والعبادة. جاء في التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي: أنكر القرآن الكريم على اليهود افتراءهم على يعقوب وزعمهم أنه كان على اليهودية التي أقاموا عليها تاركين دين الإسلام فقال تعالى: أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي” (البقرة 133). روى أن اليهود قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلّم ألست تعلم أن يعقوب أوصى بنيه باليهودية، فنزلت هذه الآية الكريمة. والمعنى: ما كنتم يا معشر اليهود حاضرين وقت أن أشرف يعقوب على الموت، ووقت أن قال لبنيه حينئذ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي فكيف تدعون أنه كان على اليهودية التي أنتم عليها وأنه أوصى بها بنيه

جاء في موقع الدكتور منصور العبادي عن فلسطين هي الأرض المقدسة والمباركة: وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض: وبعد دخول بني إسرائيل الأرض المقدسة استقر بهم المقام فيها كما جاء ذلك في قوله تعالى “وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا” (الإسراء 104). والأرض في هذه الآية هي أرض فلسطين التي سيقومون بالإفساد فيها مرتين كما جاء في بداية سورة الإسراء والآخرة في هذه الآية هو الإفساد الثاني الذي سيتم بعد جمع اليهود من الشتات (لفيفا). لقد تعرض اليهود لشتى أنواع العذاب من الأمم المحيطة بهم في غياب قيادة لهم بموت يوشع بن نون ولذلك طلبوا من نبيهم في ذلك العصر أن يجعل عليهم ملكا يقاتلون تحت رايته الأعداء الذين من حولهم فأوحى الله إلى نبيهم أن يملكوا طالوت عليهم فقبلوا هذا الأمر بعدد تردد طويل كعادتهم وكان ذلك في عام  1025 قبل الميلاد كما جاء في قوله سبحانه وتعالى “وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (البقرة 247). وبعد اختيار طالوت ملكا على اليهود قام بمحاربة الأقوام في المناطق المجاورة بقلة من بني إسرائيل بعد أن تقاعس أكثرهم عن القتال وانتصر على أعدائه وأصبح لليهود دولة قوية وبدأ بذلك ما يسمى بعهد الملوك. وحكم اليهود بعد طالوت داود عليه السلام وكان نبيا وملكا كما جاء ذلك في قوله تعالى “فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ” (البقرة 251).

عن شبكة المعارف الاسلامية الثقافية: معارك النبي وغزواته: معركة أُحد: شعر اليهود والمنافقون بأن المسلمين ازدادوا قوة بعد انتصارهم في بدر، فأخذوا يتحرشون بهم في المدينة، وقد خافوا على سلطانهم وزعاماتهم. ولما ازدادت تحرشاتهم، حذرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاستكبروا، مما اضطر الرسول الكريم لمحاربتهم وإخراجهم من المدينة. أما قريش فلم تتعظ من معركة بدر، فأخذت تعد العدة لمعركة جديدة، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه بالخروج إليهم، ودارت بينهم وبين المسلمين معركة في جبل أُحد بالقرب من المدينة، أدّت إلى هزيمة المسلمين وإضعافهم، وتشجيع الأعداء عليهم، وأفسح في المجال لليهود، لحبك مؤامراتهم ودسائسهم. فقد خرج زعماء اليهود إلى مكة، وحرضوا المشركين على قتال المسلمين، وراحوا يقولون للمشركين: “دينكم خير من دين محمد، وأنتم أولى بالحق” فأنزل الله فيهم: “ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت، ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيل”.

جاء في موقع هدى القرآن عن انحرافات بني إسرائيل للدكتور سعيد أيوب:  لقد توجهت آيات القرآن إلى الكتاب تدعوهم إلى الإيمان قبل أن يطمس الله وجوههم ويسيروا وقد ختم الله على قلوبهم نحو الدجال. لا ينفعهم إيمان إذا جاء بأس الله. ولا يأذن الله لناصر ينصرهم بالهداية. قال تعالى: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ” (آل عمران 70). قال المفسرون: وأنتم تشهدون. الشهادة هي الحضور والعلم عن حس. دلالة على أن المراد بكفرهم بآيات الله: إنكارهم كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو النبي الموعود الذي بشر به في التوراة والإنجيل. مع مشاهدتهم انطباق الآيات والعلائم المذكورة فيهما عليه. وقال تعالى: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم” (المائدة 15-16). قال المفسرون: كانوا يخفون آيات النبوة وبشارتها. وكانوا يخفون حكم الرجم. وأما عفوه عن كثير، فهو تركه كثيرا مما كانوا يخفونه من الكتاب. ويشهد بذلك الاختلاف الموجود في الكتابين. كاشتمال التوراة على أمور في التوحيد والنبوة. لا يصح استنادها إليه تعالى. كالتجسم والحلول في المكان ونحو ذلك. وما لا يجوز العقل نسبة إلى الأنبياء الكرام من أنواع الكفر والفجور والزلات. وكفقدان التوراة ذكر المعاد من رأس. ولا يقوم دين على ساق إلا بمعاد. وكاشتمال ما عندهم من الأناجيل ولا سيما إنجيل يوحنا على عقائد وثنية وقوله: “قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ” (المائدة 15) المراد بالنور والكتاب المبين القرآن. وقد سمى الله تعالى القرآن نورا في موارد من كتابه. ومن المحتمل أن يكون المراد بالنور النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقد عده الله تعالى نورا في قوله: ﴿وَسِرَاجًا مُّنِيرًا” (الاحزاب 46). وقوله: “يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ” (المائدة 16) قيد فيه تعالى قوله: “يَهْدِي بِهِ اللّهُ” بقوله: “مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ” ويؤول إلى اشتراط فعلية الهداية الإلهية باتباع رضوانه. ومعنى الآية والله أعلم: يهدي الله سبحانه ويورد بسبب كتابه أو بسبب نبيه. من اتبع رضاه سبلا من شأنها أنه يسلم من سار فيها من شقاء الحياة الدنيا والآخرة. وكل ما تتكدر به العيشة السعيدة. فأمر الهداية إلى السلام والسعادة يدور مدار اتباع رضوان الله. وقد قال تعالى: “وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ” (الزمر 7) وقال: “فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ” (التوبة 96) ويتوقف بالآخرة على اجتناب سبيل الظلم والأنخراط في سلك الظالمين. وقد نفى الله سبحانه عنهم هدايته، وآيسهم من نيل هذه الكرامة الإلهية بقوله: “وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (الجمعة 5) فالآية أعني قوله: “يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ” (المائدة 16) تجري مجري قوله: “الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ” (الأنعام 82). وقوله: “وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ” (المائدة 16) معنى إخراجهم بإذنه: إخراجهم بعلمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *